حينما علمت أم أحمد، بخبر وفاة الأمير سلطان، رفعت كفيها إلى السماء ودعت له «اللهم ابعثه مبتسماً كما كان دائماً». وبررت هذه الدعوة بسبب ما شكّلته هذه الابتسامة من «علامة بارزة للأمير سلطان، إذ كانت ترافق الكثير من الأعمال الخيرية التي أسسها، أو قام برعايتها، سواءً كعمل مؤسساتي أو تبرع لأشخاص». وبعد وفاته فجر أمس، كشف سعوديون عن قصص جمعتهم مع الراحل. إذ يقول عمر الدوسري، وهو أحد العاملين في إحدى الجمعيات الخيرية: «كان للفقيد - رحمه الله - أياد بيضاء لا تنقطع عنا طوال العام، بل إني أذكر له ذلك الدعم السخي عبر تبرعه بكسوة العيد للمحتاجين والفقراء». ولم يكن عمر لوحده من يبوح بمثل هذه القصص، إذ يقول مصطفى العوهلي: «عندما أغلقت في وجهونا الأبواب كافة. ولم نجد من يتبرع بعلاج أختي المصابة بمرض السرطان، توجهنا إلى مكتبه، طلباً للعون والمساعدة. ولم يخذلنا، بل أوصى بعلاجها في كبرى مستشفيات المملكة». وأضاف: «لن ننسى ما حيينا هذا المعروف الذي بفضل من الله، ثم بدعم سلطان الخير، شُفيت أختي، وهي تلهج له الآن بالدعاء، بأن يتغمده الله بواسع رحمته». وانهار محمد الأزيمع باكياً، حين تلقى خبر وفاة الأمير سلطان، وهو يرقد في أحد المستشفيات الحكومية، وقال: «رحمه الله، لقد أنقذ حياتي، فهو رجل شهم وصاحب عطاء لا يميز بين أحد. سميت ابني الأكبر سلطان، تيمناً به، حتى لا تغادر ذكراه منزلي ما حييت». ولم يتوقف الأمر عند حدود المواطنين، إذ ذكر أحد الخليجيين، موقفاً مع الأمير سلطان، قلب موازين حياته، إذ يذكر أحمد المطوع، أنه مر بأزمة مالية حادة «وعندما التقيت الأمير سلطان، وشرحت له ظروفي، قدم لي دعماً مالياً، أسهم في تجاوزي بعض الديون، وإنشائي مشروع تجاري، لا زال مصدر رزقي حتى الآن». والشعر كان حاضراً في نعي الأمير، إذ قالت ملاك العتيبي: «يا كبر حزني عقب ما مات سلطان.. ويا امحق خبر يوم أعلنوها وفاته». أما أغلبية الناس فتناقلوا عبر رسائل البريد الإلكتروني قصيدة الأمير خالد الفيصل، التي ألقاها في الراحل، إذ يقول في مطلعها «عند الموادع دمع عيني غلبني.. وطاحت بي الدمعة على كف سلطان، أحب يمنى عمي اللي حشمني.. ومن لامني في حب سلطان غلطان». وبسبب هذه الشهادات الشعبية، وغيرها، جاء لقب «سلطان الخير»، ملازماً للأمير سلطان طوال مسيرته، إذ شكلت أعمال الخير التي أسهم الراحل في إنشائها، كمدينة الخدمات الإنسانية التي تحمل اسمه، وتُعنى بذوي الحاجات الخاصة، إضافة لدعمها الأيتام سنوياً. وغيرها من المشاريع والتبرعات في الداخل والخارج.