اقترب شهر الخير اقترب شهر القرآن اقترب الشهر المبارك والذي يزورنا مرة في السنة ونحن كمسلمين نشتاق إليه ونسال الله تعالى أن يبلغنا إياه وان يعيننا على الصيام والقيام وصالح الأعمال وان يجعلنا من المقبولين عنده، ولكن هناك عدة ظواهر التي وللأسف الشديد لا تظهر ولا نلاحظها إلا في شهر رمضان الكريم نذكر منها: - ظاهرة نلاحظها كل عام وتحديدا في شهر شعبان هذه الظاهرة ليست خاصة بصيام النصف من شعبان أو تخصيص دعاء أو صلاة أو عبادة خاصة بوقت أو مكان محدد هذه الظاهرة وللأسف الشديد ارتبطت بالفضائيات وسباقها المحموم لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين خلال شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار هذه الظاهرة هي (ظاهرة المسلسلات) وللأسف الشديد أصبحنا نستمع إلى بعض المسميات التي صارت تطلق على الشهر المبارك منها على سبيل المثال وليس الحصر: جاء شهر الفوازير ، جاء شهر المسلسلات ، جاء شهر التسوق مسميات وصفات لا ادري كيف تُطلق على شهر المغفرة وهو منها براء. للأسف الشديد لا تخلو قناة من دعايات لمسلسلات وفوازير ومسابقات وبرامج ترفيهية يخصص عرضها في رمضان وكأننا في هذا الشهر في شدة وكرب ونحتاج إلى الترفيه والتسلية وأصبح أبناؤنا وبناتنا للأسف على دراية بأسماء المسلسلات وأبطالها والفوازير ومواعيدها أكثر من معرفتهم بمن هم الأئمة الذين سيؤدون صلاة التراويح في المسجد الحرام أو المسجد النبوي أو معرفتهم بفضائل كل ثلث من رمضان المبارك أو كيف يمكن أن يختم القرآن الكريم في كل 3 ليال أو في كل 10 ليال مرة ،فلماذا رمضان؟ - كذلك بدأ الناس في الاستعداد لرمضان بتجهيز ما لذ وطاب من المأكولات والتي لا تُرى إلا في رمضان! شهر رمضان الذي يهدف إلى أن يشعر الغني بحال الفقير الذي لا يجد قوت يومه يفاجأ بزيادة وتخمة في شهر الخير وهناك أسماء أخرى تضاف للأسماء السابقة لكن هذه المرة مرتبطة بالأكل كأن يُقال جاء شهر الكبدة والبليلة ، أو جاء شهر الكنائف والقطائف فهل هذه الأسماء تليق بهذا الضيف الكريم؟! فلماذا رمضان؟ -وكذلك بدأوا في التجهيز لشراء مستلزمات العيد فأصبح رمضان وسيلة وليس غاية، فأصبح الأب مكينة صراف فهو الضحية الأولى فهناك ثلاث مناسبات متتالية رمضان والعيد والعودة للمدارس وأصبحت الأم –الضحية الثانية - مكينة طبخ وتسوق وتجهيز، فلماذا رمضان؟ -هناك ظاهرة التجديد والترميم في رمضان فالبعض لا يحلو له التجديد إلا في رمضان وخصوصا في الفترة الحرجة العشر الأواخر من رمضان عشرة العتق من النار في ذلك الوقت يحلو للبعض تجديد المطبخ أو الموكيت أو الستائر أو غرفة الطعام أو النوم ...الخ؟! فلماذا في رمضان -كذلك استغلال البعض ورفع أسعار السلع التي تمس حياة المواطن من مأكل ومشرب وملبس فلماذا رمضان؟ فهل هذا هو الهدف من رمضان؟! أحبتي يجب أن نراجع أنفسنا ونحاسبها ونجهز أنفسنا إلى نعيم مقيم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض، أحبتي يجب أن نسعى بان نكون من أصحاب باب الريان والذي لا يدخل منه إلا الصائمون. دعوة بان نتقي الله في أنفسنا وأهلينا فوالله كله زائل ولا يبقى إلا العمل الصالح. بارك الله لنا وإياكم في شعبان وبلغنا وإياكم رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار إنه قريب سميع مجيب الدعاء،،، د.ممدوح محمد سبحي-مكة المكرمة