بدأت المراكز التجارية تتزين بالعروض الترويجية للمأكولات والمشروبات الرمضانية، وبدأت القنوات التلفزيونية في سباق محموم بالإعلان عن برامجها التي ستعرض في شهر رمضان المبارك من أجل كسب أكبر عدد من المشاهدين، وبدأت شركات الدعاية في حجز مقاعدها والتعاقد مع هذه القنوات لعرض منتجات الشركات خلال فترات الذروة. بينما جميع المسلمون في مملكتنا الحبيبة يترقبون بلهفة وشغف دخول شهر رمضان المبارك تواصل بعض القنوات الفضائية ممارسة استخفافها بعقول المشاهدين وتتعمد تكثيف برامجها من مسلسلات ومسابقات وغيرها خلال هذا الشهر وكأن هذا الشهر مخصص للمسلسلات والمسابقات التلفزيونية، وما يزيد الأمر غرابه استنفار كثير من النساء وقليل من الرجال خلال هذه الأيام بتدوين مواعيد عرض هذه المسلسلات والبرامج وكذلك مواعيد إعادتها بداية من مسلسل طاش ونهاية بمسلسل باب الحارة مروراً بالمسلسلات الأخرى، مع تحول بعض القنوات خلال هذا الشهر من موجة الأغاني والرقص والمجون إلى موجة القرآن والأدعية والفتاوى!! بالإضافة إلى بعض الإذاعات التي تسلك نفس المسلك، والعجيب في هذه القنوات بأنه عندما يتم الإعلان عن انتهاء شهر رمضان تعود لعادتها السابقة وتشاهد الممثل الذي يمثل دور خالد بن الوليد في رمضان ويمتطي صهوة الجواد يقوم بتمثيل الأدوار المتجردة من الحياء بعد ذلك. بلا شك استخفاف وأفكار مسمومة نجحت هذه القنوات وأبدعت بتسويقها على البعض في بلادنا وصدهم عن الطاعة والعبادة وإشغالهم طوال الشهر بهذه البرامج التي لاتسمن ولاتغني من جوع، ومع تفرغ الطلاب والطالبات عن الدراسة خلال هذا الشهر ستكون نسبة المتابعة لهذه المسلسلات والبرامج بشكل أكبر إلا من عصمه الله. لقد شرف الله المسلمين عن غيرهم من الديانات الأخرى بهذا الشهر الكريم وأكرمهم فيه بليلة عظيمة خير من ألف شهر من وفقه الله لقيامها كانت له خير من الدنيا وما فيها، وقد شرفهم سبحانه وتعالى أيضاً بالعتق من النار لمن أخلص واجتهد في هذا الشهر العظيم، فكم عزيز على قلوبنا صام العام معنا ولم يدرك صيامه هذا العام ولا نعلم نحن أيضاً هل سندرك صيامه أم سنرحل قبل أن يهل هلاله. هذا الفكر المسموم يتطلب منا الوعي وعدم الالتفات لهذه البرامج والمسلسلات الرخيصة في هذا الشهر العظيم، وعلينا أن نبذل كل ما بوسعنا لاستغلال أوقاتنا في هذا الشهر خير استغلال وعلى رأٍسها المواظبة على الصلاة في وقتها وتفطير الصائمين وقيام الليل وقراءة القرآن وليس شرطاً أن نختم القرآن بقدر ما نتدبر كل آية نقرأها والحرص على صلة الرحم والزكاة والصدقة وأداء العمرة لمن تيسر له ذلك، وأن نحاسب أنفسنا كل يوم ماذا فعلنا وقدمنا، وفي النهاية هي أيام معدودات ولكن أجرها عند الله لايقدر بثمن. نسأل رب العرش العظيم أن يبلغنا جميعاً رمضان وأن يعتق رقابنا ووالدينا وجميع المسلمين من النار. دمتم بخير خالد بن محمد الخميس (OMACO/M.V.P.I)