حين بدأت الأعمال التركية تغزو القنوات الفضائية ظهرت اصوات عديدة تطالب بإيقافها لما تحتويه من مشاهد غير لائقة على المجتمع الخليجي عموما والمملكة خصوصا, والحقيقة ان الاعمال التركية على علاتها ارحم بكثير من بعض الاعمال الخليجية التي تعرض على غالبية المحطات الفضائية . في شهر رمضان المبارك استقبل المشاهد الخليجي وعلى معظم المحطات الفضائية مسلسل "زوارة الخميس" وحظي بمتابعة جيدة من المشاهد الخليجي لوجود كوكبة من نجوم الدراما الكويتية وهذا المسلسل في الحقيقة مثال واضح لما وصلت اليه الدراما الخليجية من اسفاف وانسلاخ عن القيم التى تدعو اليه تلك الاعمال اذ ان الاسفاف لا يأتي عبر المشاهد المخلة فقط بل من الافكار والرسائل التي تدعو لها . في "زوارة الخميس" قضت هبة حمادة على كل القيم الاخلاقية بالعائلة الخليجية من خلال الكم الكبير من الخيانات الزوجية في العمل واظهارها جميع شخصيات العمل الرجالية مشوهة اخلاقيا ولم تستثن من ذلك احدا حتى الابن المتدين صاحب الاخلاق الاسلامية الرائعة جعلت منه شخصية مترددة ومرتبكة ويقيم علاقة غير شرعية مع امرأة اخرى حتى وان تزوج بها فهو يسير كاللصوص في الليل كي لايشاهده احد . لقد حاولت هبة حمادة مؤلفة العمل مناقشة قضايا تهم المرأة فضاعت منها الشخوص بشكل كبير وقدمت الكاتبة مجموعة من الرسائل في مجملها تدعو للتفسخ الاخلاقي الحياتي للاسرة الخليجية فحين تجعل من شخصية مثالية وهي شخصية الاب يربي اولاده على القيم والمحبة ويحتوي ابناءه جميعهم في منزل واحد يعيشون حياة مثالية وهانئة ويرى اولاده العلاقة الرائعة والمثالية مع والدتهم حين تكون شخصية مثل تلك تتحول وفجأة الى رجل يعشق اخت زوجته ويهيم بها ويطلق زوجته ليتزوج من اختها بالتأكيد وحين تظهر محاولة الأم الحصول على احوال ابنائها مع زوجاتهم في الغرف المغلقة من خلال رشوة احفادها الصغار بان كل معلومة جديدة سيحصل الطفل على مبلغ من المال وحين يقف الابناء جميعهم ضد ابيهم امام المحكمة لمجرد زواجه من اخرى وهو الذي كما اظهرته المؤلفة نفسها نموذجاً للاب المثالي وحين تقرر احدى البنات الانتقام من زوجها فتوافق على عرض ابن عمها الزواج منها وهي مازالت على ذمة زوجها كل ذلك وغيره الكثير من المواقف التي تدعو للانحلال الخلقي في العلاقات الاسرية ومجموعه من الرسائل التي قدمها المسلسل اقل ما يقال عنها انها رسائل ترمي بالقيم عرض الحائط .ان ما يقدم من خلال الاعمال الخليجية يجعلنا نترحم على الاعمال التركية.