شهد مؤتمر مناهضة العنصرية المنعقد بجنيف إنسحاب عدة دول و طبعا إن عرف السبب بطل العجب كما يقال.... فأبرز المقاطعين للمؤتمر إسرائيل رائدة العنصرية الحديثة و حاميتها أمريكا و من يحذو حذوهم من بقية دول الغرب المثخن بجراح الأزمة المالية التي أثرت حتى على أصوات الديمقراطية و التفتح و الحوار التي صموا بها أذاننا لسنوات عدة..... مؤتمر مقاطعة العنصرية تحول إلى مؤتمر لمناصرة الصهيونية العالمية و السبب في رأي المقاطعين الحضور الغير مرغوب فيه للرئيس الإيراني أحمدي نجاد و خطابه العنصري حسب زعمهم ضد الكيان الصهيوني... و المتتبع لخطاب أحمدي نجاد لا يلاحظ أية بصمة عنصرية فالرجل لم يصدح إلا بالحقيقة,حقيقة الدولة التي قامت على أشلاء شعب,حقيقة أقسى و أبشع و أشرس نظام فصل عنصري عرفته البشرية... عند مشاهدتي لجموع المنحازين للعنصرية الصهيونية ينسحبون من قاعة المؤتمر دعوت الله مخلصا أن يكون السيد عمرو موسى من المتابعين لهذا الحدث إن لم يكن هناك في قاعة المؤتمر حتى يعرف فخامة الأمين العام أن الإنسحاب لا يعني بالضرورة ترك المقعد فارغا ليملأه الغيرفالإسرائليون و الأمريكان و حلفائهم عندما إنسحبوا من جلسات هذا المؤتمر لم يفكروا في من سيخلفهم ليعبر عن وجهة نظرهم بل أن إنسحابهم هو أحسن تعبير لما يضمرونه تجاه الأخر الذي يخالفهم العقيدة و المنهج و حتى الخط السياسي..... طبعا كالعادة بقينا نحن العرب الغائب الحاضر في هذا المؤتمر مثل باقي المؤتمرات لا يكاد يسمع لنا صوتا رغم كثرة تنديدنا و شجبنا و إستنكارنا لما حدث و ما يحدث وما سيحدث ... فهذا المؤتمر ربما كان فرصة ثمينة ساقها القدر إلينا في وقت حساس للغاية حيث تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة أكبر موجة من العنصرية ضد الفلسطنيين كما إرتفعت و تيرة تهويد القدس الشريف خاصة مع صعود اليمين و اليمين المتطرف للسلطة في الدولة العبرية فكان لزاما علينا نحن العرب أن نستغل الظرف و ندفع بما يحدث في الأراضي المحتلة لسطح الأحداث حتى يسمعنا من بقي في المؤتمر... لاكن أعتقد أن حناجر أعدائنا كانت أقوى من حناجرنا فأستطاعت مرة أخرى التغلب علينا و إنقلبت بذالك المفاهيم فأصبح الظالم مظلوما و المظلوم تحول لظالم... و أسفي كل الأسف لأحبابنا في فلسطين الذين ضاعت حقوقهم في المؤتمرات و اللقاءات و المفاوضات... ونقول لهم و للعرب و لجميع المسلمين عليكم بأنفسكم و دعكم من النفير و الشهيق و حتى الزفير من أجل البيت... فللبيت رب يحميه... الناصر الرقيق تونس [email protected]