في خطوة أقل ما يمكن وصفها ب" المهزلة"، عرض وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" المتطرف، "خطة سلام إقليمي"، تشمل موافقته على انسحاب إسرائيلي من مناطق في الضفة الغربية. ويواصل ليبرمان في برنامجه السياسي، الترويج لفكرته التي طالما جاهر بها خلال السنوات الماضية وتقضي ب "مبادلة الأراضي والسكان" في إطار اتفاق تسوية محتمل، رغم أنه يبدو الآن بعيد المنال". وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، العبرية في عددها امس الجمعة، تفاصيل "خطة السلام" التي بلورها ليبرمان خريج مدارس المافيا الروسية، ضمن برنامج حزبه السياسي الذي سيخوض الانتخابات العامة الإسرائيلية به واطلق عليها اسم "السباحة ضد التيار – رؤية يسرائيل بيتينو". ويعتزم ليبرمان طرح "خطة السلام الإقليمي" هذه خلال اجتماع وزراء خارجية أوروبيين في بازل، وخلال اجتماع "منتدى صبان" في واشنطن. ويزعم ليبرمان في خطته "ان الصراع في المنطقة ليس صراعاً إقليميا فحسب وإنما هو صراع له ثلاثة أبعاد مندمجة ببعضها: الدول العربية، الفلسطينيون وعرب إسرائيل. ولذلك يجب أن تشمل التسوية مع الفلسطينيين اتفاقيات سلام مع الدول العربية ومبادلة أراضي وسكان من بين عرب إسرائيل". ويرى ليبرمان "ان الدول العربية المعتدلة تدرك أن التهديد عليها هو المنظمات الإسلامية المتطرفة مثل داعش، جبهة النصرة، الإخوان المسلمين، حماس وحزب الله، ولذلك بالإمكان اليوم، لأول مرة، التوصل إلى تسوية شاملة تكون شروطها مقبولة على إسرائيل". ويحاول ليبرمان المتطرف التظاهر بالاعتدال السياسي بالقول:" إن سلامة الأرض أهم من سلامة البلاد"، علما أنه يعترض على إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول تسوية سلمية. ويزعم أن "خطة مبادلة الأراضي والسكان ستسمح لعرب إسرائيل الذين يشعرون بأنهم جزء من الشعب الفلسطيني أن يحلوا مشكلة الازدواجية و"انفصام الشخصية" التي يعانون منها. وحتى أنه على دولة إسرائيل أن تشجعهم على ذلك، بواسطة محفزات اقتصادية". يذكر ان ليبرمان دعا على الدوام الى "مبادلة الأراضي والسكان" من خلال ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية لإسرائيل مقابل ضم منطقة المثلث للدولة الفلسطينية، في حال قيامها. وفيما يتعلق بالانسحاب من الضفة الغربية، قال ليبرمان الذي دعا على الدوام الى عدم التنازل عن مبدأ أرض إسرائيل الكاملة:" من الواضج في نهاية المطاف انه لا بد من التوصل إلى تسوية متفق عليها ومدروسة تؤدي إلى وحدة الشعب، وهي الأمر الأهم. وفي النقاش حول سلامة الشعب مقابل سلامة البلاد، تتغلب سلامة الشعب. ولا يمكن التنازل عن سلامة الشعب".