في كتاب "نساء سيئات الطباع، كيف تمنعهن من جرح مشاعرك دون أن تهبط إلى مستواهن" للطبيب النفساني جاي كارتر الذي تقدم بالشكر والتقدير لكل من ساعده في هذا الكتاب وأغلبهم نساء! يصور المؤلف في كتابه النساء بشكل لائق، فكما أن كتاب "رجال سيئو الطباع" الذي ألفه لا يسيء للرجال -على حد قوله- كذلك فإن هذا الكتاب لا يسيء للنساء، إذ يتمنى أن يزيل بعض مواقف سوء الفهم المهمة بين الرجال والنساء، وبين النساء والنساء! إذ يذكر الدكتور كارتر أنه أحياناً لا تكون تصرفات النساء السيئة نتيجة لأنهن سيئات الطبع، بل لأنهن نساء فحسب، ويذكر أننا نعلم من جميع الكتب التي صدرت مؤخراً حول الاختلافات بين الجنسين أن الرجال والنساء يفكرون ويتجاوبون بشكل مختلف سواء في الأمور الصغيرة أو في الصورة الكبيرة، وخلال العقد الماضي صدرت العديد من الكتب الجيدة التي تتناول الفروق بين الجنسين. ويصف هذا الكتاب سلوك النساء سيئات الطباع، حيث يذكر أن المرأة سيئة الطبع هي أي امرأة تمارس سلوك التحكم أو العقاب أو الاستغلال، وأن المرأة الأسوأ طبعاً من هذه هي من تسبب التعاسة لكل من حولها ويكون سلوكها غير أخلاقي، أما المرأة الأسوأ على الإطلاق فهي امرأة مثل امرأة بنسلفانيا التي قتلت خمسة أزواج بسم مؤلم ولا يمكن كشفه، جعلهم يعانون لمدة شهر قبل وفاتهم ! يشير الدكتور كارتر إلى أن كتابه يهم خمسة أنماط من الناس على الأقل وهم: 1-الرجال الذين أصبحوا لا يشعرون بقيمة وسحر المرأة ويريدون فهمها بشكل أفضل. 2-النساء اللاتي يرغبن في معرفة سبب تحرر الرجال من سحرهن. 3-النساء اللاتي يعتبرن أنفسهن سيئات الطباع ولكنهن لا يرغبن في أن يكن كذلك. 4-النساء اللاتي يرغبن في أن يقرأ الرجل عن بعض النساء سيئات الطباع فعلاً، حتى يدرك كم أن زوجته لطيفة ومثالية (ويمتن لأنه لم يتزوج واحدة من هؤلاء النساء سيئات الطبع). قام كارتر بتصنيف أنماط السلوك بالطرق التالية التي يتوسع في شرحها كثيراً، إذ اعتبر مايلي نظرة سريعة على النساء في بحر الحياة: السمكة المفلطحة (متقلبة المزاج): لا تعرف أبداً أي جانب منها ستراه في علاقاتها الشخصية، أحد جوانبها يعشق زوجها ويسانده ويدفعه للأمام، والجانب الآخر يعامله وكأنه تافه ولا قيمة له، والحياة معها تشبه ركوب الأفعوانية، ولا تعرف معها أبداً متى ستكون الانزلاقة التالية ! السمكة المنتفخة (المتنمرة): لا يمكن التنبوء بردود أفعالها ولا تعرف أبداً متى ستنفجر أو لماذا تستشيط غضباً بهذا الشكل، وعندما تبدأ ثورة غضبها، تزعزع كل الاستقرار العاطفي في المنزل أو العمل. السمكة الضارية (تابعة المتنمرة): هي سمكة صغيرة وشرهة وتقتات في جماعات، وتهاجم أي حيوان، إن تابعة المتنمرة تسير على غرار المتنمرة (السمكة المنتفخة)، وتتغذى لفظياً وعاطفياً على الضحية التي تختارها المتنمرة. سمكة القرش (مصلحتها فحسب): تسبح سمكة القرش في الماء بتلك الابتسامة على وجهها وبعينيها عديمتي الضمير، لن تأكل أحداً إذا لم تكن جائعة، ولكن إذا شعرت بالجوع، فستنقض على ضحيتها وتأتي عليها قبل حتى أن تعرف الضحية ما الذي يحدث، وهي لا تفعل ذلك لأنها تتعمد إيذاء الآخرين، ولكن ببساطة لأنه قد حان وقت العشاء. سمكة القاع (المتعلقة بالقاع): هذه المرأة تتسكع مع الفاشلين، يمكن أن تكون رائعة مع رجل سيء الخلق، إلا أنها لن تعطي الفرصة لأي شخص مهذب، بالرغم من مظهرها وطاقاتها، فإنها لا تشعر بالرضا الكافي عن نفسها. سمكة السطح (السطحية): هذه المرأة تتسكع مع الناس قرب السطح حيث يكون الجو مشمساً، فإذا بدأ زوجها يغرق، تتركه وتبحث عن آخر من سكان السطح، إنها تعرف كيف تستغل الفرص جيداً، سوف تخدع حتى أعز صديقاتها وتأخذ منها لتتزوجه هي، الحب والحقيقة هما مجرد كلمتين لا معنى لهما بالنسبة لها. سمكة الجريث (المعتمدة على الغير): هذه المرأة تتعلق بمن تعتمد عليهم ولا تتركهم أبداً، ومعروف عنها أنها تستمر بقوة حتى الموت، ولن يمنعها عن ذلك أي قدر من الألم أو المعاناة، ولدرجة مرضيّة، لا تستطيع أن تكون إنسانة مستقلة. الاسفنجة (معتمدة أخرى على الغير): الإسفنجة تشبه سمكة الجريث، فهي معتمدة على غيرها، تتحمل الإساءة، وتفصل الشخص الذي تعتمد عليه، سواء كان رجلاً أو امرأة، عن الواقع، وبذلك تمكّنه من التمادي في تصرفاته السيئة (الانغماس الزائد في العمل، والشراهة في الطعام، وإلى غير ذلك)، وتبدو في أعين الناس مثالية مقارنة بزوجها السيء، بدون وعي منها تساعد زوجها أو أصدقائها على الانحدار والانهيار وتمكنهم من ذلك. سمكة البلهد (أبله الناظرة): تلتزم دائماً بالقواعد، ليست جذابة والعمل تحت رئاستها ليس شيئاً ممتعاً، الأفضل أن يرقى الناس لمستوى توقعاتها المستحيلة منهم، وإلا ستضمر لهم العداء الشديد خفية بطريقة محترفة، لن ترضى أبداً عن أي شيء ولن تقدر أي شخص أبداً وهي لا تعرف أبداً معنى كلمة "تشجيع". ومن المعروف أن الأدب يخضع للتحليل النفسي، ومن الأدب الشعر الذي يحلل نفسية الشعراء من خلال قراءته، وسأطرح هنا عدّة نماذج من أبيات الشعر النبطي؛ لشاعرات فضّلت أن أسقط الأسماء، وعلى القارئ أن يحلل تلك القصائد ويرى إن كانت تتفق مع إحدى النقاط التي وضعها كارتر حول شخصيات النساء: الأنموذج (1): وجودي على بيت الشعر عقب بيت الطين وجودي على شوف المغاتير منتثره الأنموذج (2): ماهوب خافيني رجال الشجاعة ودّي بهم مير المناعير صلفين أريد مندسٍ بوسط الجماعة يرعى غنمهم والبهم والبعارين ولو اضربه في وسطه يقول طاعة لاهوب شاكيني ولا الناس دارين الأنموذج (3): أحبه لو هو يطبخن ثم يشوين يطفي لهيب القلب ضمه ولمه يازين قوله (هيش) ياويش تبغين أحلى من الورع المغاغي على امه الأنموذج (4): يا عنك ما لي حاجة يا عيون في البيدجان مع القرع والجراوه شفي مع اللي فالحياء ينزلون وإليا أصبحوا ظالوا على نجر ماوه الأنموذج (5): أمي توصيني تقول الجلادة وقلبي إذا جاء طاري البدو ينفاج الأنموذج (6): وأنا من المقعاد والبلد مليت يا الله دخيلك من تواعيش الأرزاق لا شفت زعجول من البل تشاليت قلبي مع حرش العراقيب يشتاق الأنموذج (7): يا أبوي وا وجدي على الصبح مطلاع وجد الطوايا اللي على الماء حيامي داجن وراجن ثم راحن مع القاع ما قدمهن غير الدرك والمضامي الأنموذج (8): يا بنت حطي فوق شاهيك نعناع كبي البداوه والبلش والزيامي ترى البداوة ما تجيلك في الأسناع عسره ولا تبني لأهلها سنامي رحتي تجيبين الحطب والبهم ضاع وإليا الحمير ملاوذه بالظلامي وإليا رجعتي للعرب عقب مفزاع وإليا ضيوفك مشتهين الطعامي