أخذ التعليق الرياضي منحى مخالفاً للمسارات التي كان عليها الرموز الاعلامية البارزة في هذا المجال عبر الإذاعة والتلفزيون وما كانوا عليه من ثقافة كاملة وشاملة بما يملكونه من معرفة تاريخية وقدره في قراءة الواقع وإعطاء المستمع والمشاهد صورة حقيقية لما يحدث على ارض الملعب من احداث مختلفة ونقلها بعقلية رياضية ناضجة وبواقعية صادقة تجعل المتلقي وكأنه داخل اسوار الملعب وبذلك الصوت الهادي الجذاب الذي يصل إلى مسامع المشاهدين الذين يجلسون خلف الشاشة او عبر المذياع مع ذلك المعلق الذي يملك القدرة على إذابة الفوارق الجغرافية بعيداً عن خارطة الانتماء الذاتي الذي هو حق مشروع لكل انسان مخلوق يعيش بعواطفه وميوله وسريرته واتجاهاته الادمية التي يتمتع بها البشر في مجالات مختلفة الان نتألم ونحن نسمع ذلك الزعيق والرغي خاصة من معلقين قضوا في هذا المجال عشرات السنين ولم يستطيعوا تطوير ثقافتهم واسلوبهم في نقل الحدث واصبح شعارهم (التهويل) بعباراة ومفردات مقرفة ومقززة تحدث الملل لدى المتابع وتجعله يبحث عن معلق اخر شعاره (التهوين) والهدوء في نقل مجريات اللقاء بخلفية رياضية يملك معها مفاتيح التاريخ ليبث عبر المايكرفون معلومات يحتاجها الرياضيون اكتسبها تدريجياً جراء اطلاعه ومن مكتسباته عبر ممارساته لهذا التخصص. باب التعليق الرياضي مفتوح لكل من يملك الموهبة اولاً ثم صوتاً جاذباً وثقافة مقنعة ومن هذا الباب يخرج منه بعض مما على القائمة الذين جلبوا لنا الملل لنبحث عن المعلق الإماراتي المشوق (فارس عوض) والمعلق السعودي ناصر الاحمد الذي افتقدته الساحة حقبة زمنية ليعود في دورة الخليج مفرحاً لمسامعنا ومريحاً لأعصابنا وبلا شك فإنه مكسب لهذا المجال. البعض من هؤلاء لا يملك أي معلومة قانونية ويخلط احياناً بين التعليق والتحليل بأسلوب يصاحبه الجهل من حيث لا يعلم فالمهم المكافأة. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم