كشف "مهرجان دبي السينمائي الدولي" عن القائمة الثالثة من الأفلام التي سيعرضها ضمن برنامج "سينما العالم". وتستكمل دفعة الأفلام هذه ما سبقها من أفلام تمّ الإعلان عنها ضمن برنامج "سينما العالم" الذي يتيح لمتابعي المهرجان، وعشاق السينما التمتع بمختارات منتقاة بعناية لأهم الإنتاجات السينمائية من حول العالم. تتضمن القائمة فيلم المخرج المكسيكي المرشح للتنافس على جوائز الأوسكار، والحائز على جائزة "بافتا" (الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون)، "أليخاندرو غونزالس إناريتو" الذي أخرج أربعة أفلام طويلة هي "أموريس بيروس" و"21 غراماً" و"بابل" و"بيوتيفول"، ويشارك هذا العام في المهرجان بفيلم "بيردمان-Birdman" أو "فضيلة الجهل المفاجئة"، وهي كوميديا سوداء تروي قصة الممثل "مايكل كيتون" المعروف بقدرته على تجسيد شخصيات الأبطال الخارقين "السوبر هيرو"، وها هو يقرر العودة إلى مسارح "برودواي"، وعليه هناك أن يخوض صراعاً مع أناه، وتحسين وضع عائلته، ووضعه المهني وتحقيق ذاته. بينما يحضر النجم "راسل كرو" مخرجاً وممثلاً هذه المرة مع فيلمه "عرّاف المياه-The Water Diviner" مقدّماً قصة شيّقة مرتقبة، تدور أحداثها بعد أربع سنوات من "معركة جاليبولي" التي دارت رحاها أثناء الحرب العالمية الأولى. ويلعب كرو دور مزارع استرالي يدعى "جشوا كونور"، يسافر إلى اسطنبول ليتعرف على مصير أبناءه الذين فقدوا أثناء تلك المعركة. كما يُعرض للمخرج "جاي سي شاندور" فيلمه "أكثر السنوات عنفاً-A Most Violent Year" الذي تدور أحداثه في مدينة نيويورك بداية ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1981، والذي يُصنّف إحصائياً على أنه أعنف الأعوام على الإطلاق في تاريخ المدينة. يتتبع الفيلم خطى أحد المهاجرين (أوسكار إيزاك) الذي تسعى أسرته إلى توسيع أعمالها واستثمار الفرص المتاحة، في ظل استشراء العنف، وانتشار الفساد الذي طالهم، وبدأ يهدّد بالدمار المحقّق كل ما بنوه. هذا وتُشارك إيزاك البطولة النجمة جيسيكا شاستاين. ويحضر المخرج الهندي "راجيف رافي" مع فيلم "أنا ستيف لوبيز" الذي تدور أحداثه في عاصمة "كيرلا" في الهند، ويروي قصة "ستيف لوبيز"، المراهق وابن ضابط الشرطة صاحب النفوذ، الذي تتغيّر حياته الرتيبة بعد أن شهد معركة دارت بين عصابتين، وقام بمساعدة أحد المصابين ونقله إلى المستشفى. تقوده هذه الأحداث إلى عالم العصابات والإجرام، والعلاقات الشائكة والمتشابكة التي تسوده، وسرعان ما يدرك أن حياة الإجرام، ومؤسسة القانون التي يمثلها والده، ليسا إلا وجهان لعملة واحدة. ويشارك المخرج والمؤلف الأفغاني جمشيد محمودي بأولى تجاربه الروائية الطويلة مع "بضعة أمتار مكعبة من الحب"، وهو الفيلم الذي يمثل أفغانستان في منافسات الترشح لقائمة جائزة الأوسكار لأفضل فيلم غير ناطق بالانكليزية. ويتخد "بضعة أمتار مكعبة.." من مصنع في ضواحي العاصمة الإيرانيةطهران مسرحاً لأحداثه، إذ يوظّف هذا المصنع بصفة غير قانونية عمالاً أفغاناً من طالبي اللجوء، وهكذا يتعرّف العامل الإيراني "صابر" بالفتاة "مارونا" بنت العامل الأفغاني عبد السلام، وتنشأ بينهما قصة حب تقودهما إلى نتيجة لا يمكن توقعها. بينما تخرج المخرجة الفرنسية "سيلين سياما" من ضواحي باريس بفيلم "صبا" وبطلته "مريم" التي تقرر بدء حياة جديدة بعد أن التقت ثلاث فتيات يشاركنها توقها للحرية، هي المحاصرة بوضعها العائلي وهيمنة الذكور على حيّها، وتعليمها الذي وصل إلى حائطٍ مسدود. تُغيّر "مريم" اسمها، وتترك المدرسة، وتنضم إلى عصابة الفتيات، وكلها أمل أن يكون ذلك دربها نحو الحرية. كما نشاهد في برنامج "سينما العالم" - في إطار من "السخرية الوثائقية" - فيلماً بعنوان "ما نفعله في الظل" من إخراج تايكا وايتيتي وجيماين كليمنت، الذي تدور أحداثه حول ثلاثة مصاصي دماء يعيشون تحت سقف واحد، ويوثّق لحياتهم اليومية في عالمنا المعاصر. يقوم صديقهم "بيتر" ابن الثمانية آلاف عام بتحويل "نيك" ابن العشرين عاماً إلى مصاص دماء، وهنا يتدخل الأصدقاء الثلاثة لإرشاده في عالم مصاصي الدماء والحياة الأبدية. وفي المقابل، يجبر الأصدقاء الثلاثة على تعلم أسرار الحياة المعاصرة بعد التعرف على "نيك" وصديقه "ستو"، اللذان يقدّمان لهما لمحة عن الحياة المتغيرة من حولهم. ويقدّم المخرج الإيراني "مهدي رحماني" فيلم "ثلج" راسماً صورة عميقة وشائكة لحياة عائلة من الطبقة الوسطى في إيران، إنها عائلة "وزيري" التي جار عليها الزمن، فبعد أن كانت في عيش رغيد في الماضي، ما عادت قادرة الآن على إخفاء معاناتها الاقتصادية، وخاصة مع تقدّم أحد الشبان الذين يعيشون في الخارج لخطبة ابنتهم. وفيما يحاول أفراد العائلة الحفاظ على صورتهم الواهمة، تتداعى الأحداث من حولهم لتكشف عن الحقيقية المزعجة. إنه فيلم مؤثر، بحبكة محكمة، وبراعة استثنائية في التمثيل. ومن إيران أيضاً يشارك المخرج رضا دورميشيان بفيلم "لست غاضباً" متناولاً قصة حب تدور أحداثها أثناء الاضطرابات والاحتجاجات التي شهدتها طهران عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009. يرصد الفيلم حياة الشاب الفقير "نافيد" -الإيراني من أصول كردية - حيث يلتقي "ستارة" خلال الاحتجاجات، وهكذا يواصلان نشاطهما السياسي إلى أن يتم طرد "نافيد" من الجامعة، كما يطلب والد "ستارة" من "نافيد" الابتعاد عن ابنته، لكن النهاية ستكون مفاجئة غير متوقعة. أما فيلم "الكذبة الطيبة" للمخرج "فيليب فالاردو" فيحكي قصص من اشتهروا باسم "الأطفال الضائعون" بعد أن يتّمتهم الحرب الأهلية في السودان، التي بدأت عام 1983. سافر هؤلاء الضحايا آلاف الأميال على أقدامهم بحثاً عن الأمان. اليوم، وبعد 15 عاماً من المعاناة، تسعى الجهود الخيرية والإنسانية إلى جلب هؤلاء ال3600 طفل ضائع إلى أميركا. يسعى المخرج (صاحب فيلم "السيد لزهر" 2011 المرشح للأوسكار) تجسيد المعاناة، ومعاني النجاة والانتصار للحياة. إنه فيلم من بطولة "ريز وذرسبون" إلى جانب ثلة من الممثلين السودانيين، وقد كان بعضهم بالفعل أطفالاً ضائعين. وعودة إلى الهند وفيلم "أربعة ألوان" للمخرج "بيكاس رانجان ميشرا"، الذي تدور أحداثه في إحدى المناطق النائية في الهند، وهو مستوحى من أحداث حقيقية وقعت لشاب في الرابعة عشرة من عمره يدعى "سانتو" يريد الذهاب إلى المدرسة أسوة بأخيه الكبير "باجارانغي"، بينما تعمل أمهما خادمة في أحد القصور التي يملكها رجل ثري، وتتورط في علاقة خطيرة معه. حين يعود "باجارانغي" من المدرسة الداخلية، يتعرّف "سانتو" من أخيه على حياة المدينة، وتتصعّد أحلامه التي يدفنها قدره الذي كتبته قرية غارقة في الطبقية. لن يدرك "باجارانغي" أنه سيكون سبباً للعصيان والمواجهة، بما يتهدّد بتقويض المعادلات الطبقية التي قامت عليها القرية. آخر أفلام القائمة الثالثة من "سينما العالم" هو "أكس + واي" للمخرج "مورغان ماثيو" الحاصل على جائزة "البافتا". تدور أحداث الفيلم حول "ناثان" عبقري الرياضيات الذي يخجل من التواصل الاجتماعي، ويواجه صعوبة في التواصل مع الآخرين. ومع فقدانه القدرة على فهم الحب أو العواطف، يعثر "ناثان" على مصدر جديد للثقة وصداقات جديدة، عندما يصل إلى إنجلترا للمشاركة في بطولة "الأولمبياد الدولية للرياضيات".