استطاع فيلم الخيال والفانتازيا "الأدوات المميتة: مدينة العظام"، أن يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر الأمريكية محققاً إيرادات تتجاوز ال 14 مليون دولار. وهو فيلم رعب اقتبسه المخرج الأمريكي هارالد زوارت من الرواية الأولى لسلسلة بعنوان "الأدوات المميتة" كتبتها كاساندرا كلير، وبطولة ليلي كولينز وخايمي كامبل باور. ويروي قصة فتاة مراهقة تحاول العثور على والدتها التي اختطفت، فتنضم إلى مجموعة من المحاربين، يعرفونها على عالم بديل مليء بالشياطين ومصاصي الدماء ومخلوقات مميتة أخرى. وقد استطاع الفيلم الموازنة بين العالم الخيالي والواقعي، الأمر الذي جعل النقاد يتوقعون أن يكون الفيلم مقدمة جيدة لهذه السلسلة، وأن يكون له القدرة على الاستمرار وتحقيق النجاح الذي سبق وأن حققته أفلام أخرى ركزت في جوهرها على مطاردة الوحوش. والمتابع لأحداث الفيلم، الذي تكلف 60 مليون دولار، يشعر أن مخرجه هارالد زوارت، قد فضل فيه تقديم فيلم خيالي مثير مطعم بنكهة الرعب، بتركيزه على شخصيات المستذئبين ومصاصي الدماء وصائدي الأرواح ووحوش أخرى طالما ترددت أسماؤها في الأساطير القديمة وحكايات الرعب، كما اعتمد أيضاً في تصويره على الأماكن المظلمة نوعاً ما، كتلك التي تعودنا على رؤيتها في أفلام الرعب ومصاصي الدماء بعد أن تحولت إلى قاعدة عامة في أفلام هوليود الخيالية. من جانب آخر، كشف هذا الفيلم عن مواهب جديدة تتمتع بها الممثلة ليلي كولينز، التي سبق لها المشاركة في تقديم أفلام الرعب والخيال العلمي مثل فيلم "ميرور ميرور (Mirror Mirror) " الخيالي والذي أدت فيه دور بيضاء الثلج أمام الملكة الشريرة التي جسدت شخصيتها آنذاك الممثلة جوليا روبرتس. وكذلك فيلم "كاهن (Priest) " الذي يلاحق فيه بول بيتاني مصاصي الدماء، كما قدمت أيضاً فيلم "عالق في الحب" إلى جانب غريغ كينير وجنيفر كونيلي، وأيضاً فيلم "المدرس الإنجليزي" مع جوليان مور وناثان لاين. ليثير أداؤها في هذا الفيلم سؤالاً حول إذا ما كانت كولينز تسير على طريق الممثلة جنيفر لورانس التي سطع نجمها بعد تقديمها لفيلم "الألعاب الجائعة" و"سيلفر لايننغ بلاي بوك" الذي بسببه حصلت على جائزتي الأوسكار وغولدن غلوب كأفضل ممثلة. يذكر أن نجاح الفيلم قد ساهم في ارتفاع مبيعات الجزء الأول من كتب سلسلة "أدوات مميتة" للكاتبة كاسندرا كلير، بشكل لافت في الأسواق الغربية، مما جعل كلير تعمل حالياً على طباعة 12 مليون نسخة لأمريكا، و24 مليون نسخة دولية. والمثير أن الناشرين طلبوا من الكاتبة في بداية المشروع تغيير الشخصية الأساسية (كلاري) من امرأة إلى رجل، وهو ما رفضته الكاتبة التي أصرت على الإبقاء على كلاري كشخصية أساسية في الرواية. وكانت كلير قد أشارت إلى أن "نظرة هارالد للعالم الخيالي مميزة فعلاً، لقد كان ملماً بجزئيات القصة، واستطاع أن يقدم الشخصيات مثلما تصورتهم، لقد استخدم تقنيات تصوير خاصة ابتعد عن كل ما هو رقمي حتى تكون الصورة أكثر واقعية، كل مشهد كان واقعياً وكل الأسلحة كانت واقعية، كما لم يلجأ إلى دوبلير بل اعتمد على الممثلين الحقيقيين في كل المشاهد". وفي سياق متصل يشير المخرج هارالد زوارت إلى إعجابه فعلاً بشخصية الفتاة فراي كلاري، موضحاً أن له ابنة في نفس العمر، ووجد أن شخصية الفتاة في الفيلم قد تكون مثالاً جيداً لابنته، لأنها مختلفة عما يظهر في الأفلام الأخرى، فهي فتاة مستقلة وليست بحاجة لأحد حتى ينقذها فهي فتاة قوية معتمدة على نفسها. وللمخرج زوارت العديد من الأفلام الأمريكية التي حققت نجاحاً باهراً، مثل فيلم «طفل الكاراتيه The Karate Kid الذي تصدر إيرادات السينما في أمريكا الشمالية إذ حقق 56 مليون دولار، ويتناول الفيلم قصة أم وحيدة تدفعها ظروف العمل إلى الانتقال للصين مع ابنها الصغير الذي يبلغ 12 عاماً، ويعاني الصبي في البداية بسبب الاختلافات الثقافية مع أقرانه. ونظراً لمعرفته ببعض قواعد لعبة الكاراتيه أطلق عليه زملاؤه الجدد اسم (طفل الكارتيه)، وبدأ الفتى في تعلم لعبة الكونغ فو، والفيلم من بطولة جادن سميث وجاكي شان وتاراجي بي هنسون.