نعيش في هذه الدنيا والملل مازال يتطفل على حياتنا.. يتسرب إلينا فينغص علينا عيشنا. يقتل علينا الوقت والطاقة والنشاط ويقلل من العطاء.. يكسر قوانا فلا نستطيع الوقوف أو حتى الاستمتاع بما هو موجود.. في الواقع، لا يخلو أي إنسان في هذه الحياة من هذا الإحساس، فهو ضيف للجميع، زائر في كل وقت فبعضنا لا يطيل ضيافته وبعضنا يحسن ضيافته ويجعله صاحبا وقرينا له. فبذلك يدمر نفسه من حيث لا يشعر ويتوقع أنه الوحيد الذي يحس بهذا الإحساس، والواقع أن كل شخص لو استسلم لنفسه وتبع هواها لوقع بوحل الملل واتسخت همته... فالذكي الذي يستطيع التغلب وقهر مثل هذا الإحساس وتصنع السعادة والتأمل بما هو موجود واشغال النفس بأمور تعود عليه بالنفع في دينه ودنياه.. لا تهدم قواك الداخلية، فكل إنسان قد آتاه الله من القوة والنشاط لو استخدمها وأحسن تشغيلها لارتقى بنفسه للأعلى وهدم كل ما يثبطه ويشحنه سلبيا" وحطم جميع المسوفات في حياته لأنها حجرة تعرقل مسار مشواره من حيث لا يحتسب... في الحقيقة، كلنا نشعر بالملل لعدم وجود شيء يزيدنا تحديا ونشاطا.. جدد من تحدياتك وارفع سقف طموحاتك، لا تتوقف عن صعود سلم النجاح فزيادة العلم تؤكد لك أنك لم تبلغ من العلم الا القليل.. لا تجعل من طموحاتك صعبة فتعجز عن تحقيقها ولا سهلة فتفقد طعمها.. اجعلها سهلة صعبة لتستشعر لذة انجازها.. اخلق تحديات مع نفسك في حياتك وحققها واطمح للأعلى دائما، أنشئ مشروعا صغيرا، أكمل دراستك، تعلم اللغة الإنجليزية، طور العمل الذي تترأسه، هذه بعض الأفكار التي ممكن تساعدك للتطوير من نفسك.. بشكل عام، التحدي مع النفس يقتل الملل ويزيد المتعة والسعادة مقابل التعب والجهد الذي سوف تبذله في تحقيق ما تريد.. وسع قائمة أحلامك جرب كل ماهو جديد إلى أن تجد نفسك مرتاحا ومتقبلا ومنتجا في هذا المجال.. برأئي، ليس عيبا أن تجرب كل جديد ولا تستمر فيه ولكن كل العيب أن تقف مكتوف الأيدي تتفرج على تقدم الآخرين، تندب حظك.. وتحتقر ذاتك، يقتلك الخوف من تجربة كل جديد، وأنت والله لو فتشت قليلا في نفسك لوجدت الكثير من البذور التي تحتاج منك الى رعاية واهتمام لتنتج لك ثمرا تتلذذ به مدى حياتك.. وتذكر جيدا أن الوصول الى نقطة في مسار النجاح والتوقف عندها هو بداية لشيء جديد ينتظرك.. يقول(جورج برنارد شو) : (هذه هي متعة الحياة الحقيقية: أن تفني نفسك في سبيل تحقيق هدف حددته أنت على أنه هدف عظيم، وأن تكون قوة من قوى الطبيعة بدلا من أن تكون شخصا أنانيا مريضا كثير الشكوى، يشتكي من أن العالم لن يكرس نفسه لجعله سعيدا)