أرى مظهراً جميلاً امتاز به رجال الأمن والمرور في وطننا، وهو أنهم يخففون الوطء على مركبة تحمل أسرة، حتى عند التصادم البسيط يأخذون بيانات السائق ويتركونه لوقت لاحق لأن "معه عائلة" . ومع هذا كله جرت عادة بعض أبناء الوطن أن يعمد إلى تدريب سائقه على اللباس السعودي حتى يصل (السائق) إلى مرحلة من الإتقان لا تعرف من يقود المركبة، العامل أو رب العمل. من حق المرء أن يكسو من هم في خدمته من خدم وسائقين بما يملي عليه ذوقه ورغبته في حدود اللياقة.. لكنني أراه منافياً للعقل أن يسرف البعض في جعل السائق الآسيوي يرتدي الحلة السعودية الكاملة حتى لا تكاد تعرف أيهم "المعزّب". ذلك أن السائق "سكبه" حتى في تشكيلة "مرازيم" الشماغ أو الغترة. قيل إن البعض يعتبر ذلك ميزة.. وقيل أيضاً إنه يستعمل ذلك المظهر ك"عفريت" يخوّف به الناس.. ويطرد فضول الفضوليين.. أكره أن يُستعمل لباسنا الوطني ك"عفريت".. وسمعت مرة في الراديو تمثيلية باللغة الإنجليزية من ضمن فقراتها إجراء مقابلة مع عفريت، أو شبح أو روح. سألت الصحيفة العفريت.. - لماذا تختار الأماكن الخربة.. والبيوت المهجورة.. والمقابر لتسكن فيها، بينما بإمكانك التمتع بملذات الحياة في سكنى القصور والفنادق الفخمة؟.. قال: - شغلتي الرئيسية تخويف البشر.. فهل تريدين أن أبحث عن حرفة جديدة لا أعرفها؟ سكان الفلل لا يخافون العفاريت..! لمراسلة الكاتب: [email protected]