على الرغم من الانتقادات التي طالت خليجي 22 في مستواها الفني والحضور الجماهيري في الأدوار التمهيدية إلا أن مقارنتها بكثير من النسخ السابقة يجعلها ضمن البطولات الجيدة التي لاقت متابعة وحضورا لا بأس به، وإن لم يرتقِ للمتوقع قياسا بشعبية المنتخب السعودي (المستضيف)، الذي عُرف بدعمه ومؤازرته لفريقه الوطني وكان عونا له لتحقيق منجزات تاريخية منذ العام 1984، بغض النظر عمن سيحتفل بكأس البطولة هذه المرة، أظن أن الكرة الخليجية تعاني في هذه الفترة كثيرا، سواء على مستوى شحّ المواهب، أو في طرائق إعدادها للمنافسات الدولية، وخسارة الكويت بخماسية تاريخية من عُمان انعكاس لهذه المعاناة فكانت الأكثر قسوة في تاريخ "الأزرق" في دورات الخليج، ربما لم تكن متوقعة في كمّ الأهداف التي بلغت هذا الرقم الكبير، لكنها غير مستغربة على الكويت الذي سار في الدور التمهيدي مستندا إلى (الحظ)، وقف معه أمام العراق فخرج بثلاث نقاط لا يستحقها، ثم تعادل بهدفين بعد أن كان متأخرا أمام الإمارات، لكن هذا (الحظ) تخلى عنه فجأة وهو في أمس الحاجة إليه أمام عُمان، ليسقط سقوطا ذريعا هزّ هيبة "الأزرق" التي لا تضاهيه هيبة في بطولته المفضلة. وفتحت عدة ملفات اعتدنا أن تفتح في خليجنا على صعيدي المنتخبات والأندية عند الهزائم أبسطها المطالبة باستقالة مسؤولي اتحاد الكرة والجهاز الفني!!. بطولة الخليج مهمة لكل من شارك ولا يزال ينافس فيها، اليمن وحده من جاء لتقديم مستوى يرضي جماهير من دون أي طموح لتحقيق شيء، يكشف هذا ضعف هجومه وغياب فرص التسجيل مقارنة بالأداء الدفاعي وقتالية لاعبيه وسط الميدان، المشكلة أن أحدا لا يمكنه ترشيح فريق وحيد للفوز باللقب بناء على قوته وجودة تحضير لاعبيه. الترشيحات طالت كل المنتخبات، كلهم سقطوا وتأهل اثنان فقط للنهائي، اللافت هو وضع المدربين، الكويتيون لم يكونوا مقتنعين بالجهاز الفني قبل انطلاق خليجي 22، كانوا ضد عودته فتعرض لهجوم عنيف بعد خسارة عُمان الأخيرة، والبحرينيون حاولوا إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإقالة العراقي عدنان حمد قبل الجولة الأخيرة من الدور الأول بتكليف الوطني مرجان عيد لكنه فشل في التأهل، ولم يسلم مرجان نفسه من هجوم الإعلام البحريني، المدرب حكيم شاكر تعرض لأقسى أنواع النقد من نجوم الكرة العراقيين السابقين، وظلت أضواء النقد السلبي مسلطة تجاه الإسباني لوبيز كارو حتى وهو يحقق نتائج إيجابية مع السعودية ودون خسارة رسمية طوال الفترة الماضية في ظل عدم القناعة ببعض خياراته وطريقة الأداء، ولن يكون مدرب التعادلات القطري مقنعا بدرجة كبيرة وهو الذي تأهل بصعوبة بالغة دون فوز، خلاف الفرنسي بول لوغوين مدرب عُمان أكثر المدربين تأثيرا في خليجي 22، ويبقى الجهاز الفني للإمارات (حامل اللقب) هو المتفرد باستقراره بتواجد مهدي علي قائد قائد هذا الجيل منذ 2008 الذي حقق كأس آسيا للشباب. وسط هذه الضبابية في عمل الأجهزة الفنية، وعدم القناعة التامة بأدائها هل لنا أن نقصر الحديث في تحليل من يستحق أن يكون بطل الخليج؛ أم نتساءل عن الحال التي ستكون عليه هذه المنتخبات في كأس أمم آسيا بأستراليا؟!، هل نملك ما يساعدنا على مواجهة أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وإيران وحتى من هم أقل في ظل ضعف الأجهزة الفنية وما يتبعه من سوء إعداد للمحل القاري؟!.