استهل المنتخب السعودي لكرة القدم عام 2013 بمستويات متواضعة ونتائج مخيبة للآمال، إذ واصل سلسلة إخفاقاته التي بدأت في الأعوام الخمسة الأخيرة عندما خرج من الدور الاول في "خليجي 21" التي استضافتها البحرين في يناير، وودع البطولة بخفي حُنين إثر خسارته أمام العراق والكويت وفوزه على اليمن الذي كان يُشكل الحلقة الأضعف في المجموعة، واطاح هذا الخروج المرير الذي أصاب الشارع الرياضي السعودي بصدمة كبيرة وفتح أبواب النقد على مصراعيه ضد الجهازين الفني والإداري، في نهاية المطاف بمدير المنتخب خالد المعجل والمدرب الهولندي فرانك ريكارد، وتم تعيين زكي الصالح مديرا إداريا جديدا والأسباني خوان لوبيز كارو مديرا فنيا، ولم تكن هذه الخطوة الهامة التي اتخذها الاتحاد السعودي للعبة بسبب الغضب الجماهيري العارم أو نتيجة هجوم وسائل الإعلام المختلفة فحسب، وإنما لشعوره بفشل الإدارة الفنية على وجه التحديد، وقوبلت بصدى إيجابي كبير إذ وصفها البعض بأنها بداية التصحيح والتغيير نحو الأفضل لاسيما أن المنتخب تنتظره استحقاقات مهمة يأتي في مقدمتها التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا التي ستقام مطلع عام 2015 في أستراليا. وجاءت بداية المنتخب الذي سبق له التتويج بكأس آسيا ثلاث مرات أعوام 1984 و1988 و1996 والتأهل لكأس العالم اربع مرات متتالية أعوام 1994 و1998 و2002 و2006، في التصفيات مثالية مع لوبيز الذي نجح إلى حد ما في إيجاد التوليفة المناسبة ووضع الخطة التي تتلاءم مع إمكانات اللاعبين، وقدم "الأخضر" مع مدربه الحالي مستويات جيدة وحقق نتائج إيجابية ولم يخسر أي مباراة رسمية إذ جمع 13 نقطة من أصل 15 ممكنة، ففاز في اربع مباريات على الصينواندونيسياوالعراق مرتين وتعادل في مباراته الخامسة مع الصين في بكين، ومنحت هذه النتائج المميزة المنتخب السعودي بطاقة التأهل الأولى عن المجموعة الثالثة التي ضمن صدارتها دون النظر لنتيجة مباراته الأخيرة على أرضه ضد اندونيسيا في الخامس من مارس المقبل. لوبيز وأعرب لوبيز الذي سبق له تدريب فريقي ريال مدريد (الرديف) وليفانتي الاسبانيين ومنتخب إسبانيا للشباب (تحت 21 عاما) قبل العمل مستشارا فنيا للاتحاد السعودي عام 2012، عن سعادته بتأهل الأخضر إلى نهائيات كأس آسيا 2015 وتصدره لمجموعته، مشيرا إلى أن "انضباط اللاعبين والرغبة في تحسين الأداء كان السبب في النتائج التي حققها المنتخب في الفترة الماضية والتي تحسن بسببها ترتيبه في التصنيف العالمي". ويقول لوبيز "أشعر أنني بحالة جيدة لأنني أرى الكثير من السعادة على وجوه جماهير الكرة في السعودية. مستوى كرة القدم السعودية تطور كثيرا، لكن يجب علينا فعل الكثير من أجل تحسين كثير من الجوانب أيضا". وبعد التطور النسبي في الأداء والتحسن الملحوظ في النتائج، أكد زكي الصالح مدير المنتخب أن "التأهل لنهائيات كأس آسيا يعد خطوة مهمة ولكنها ليست نهاية المطاف والمنتخب يسير في الطريق الصحيح من أجل استعادة هيبته على الصعيد الآسيوي"، مضيفا "يتوجب علينا مواصلة العمل الجاد من قبل الجميع، سواء الجهاز الإداري أو الفني أو اللاعبين، وحتى الإعلام والجماهير التي كان لها دور فاعل جدا فيما تحقق من نتائج إيجابية في الفترة الماضية، وتحديدا في التصفيات". وتابع "المنتخب السعودي لا يرضى أن يكون رقما سهلا يفرح بالفوز على أي منتخب في مثل تلك التصفيات، كونه اعتاد على اعتلاء منصات التتويج في كل المناسبات، ومن بينها القارية، ولذا لا مجال للمبالغة في الفرح قبل أن تعود الكرة السعودية إلى مكانتها المرموقة كقوة كبيرة ومنافسة، بل وحاصدة للألقاب والبطولات في القارة الآسيوية والوصول إلى ما هو أبعد من ذلك". ومع نهاية عام 2013، نفض المنتخب السعودي عنه غبار الخيبات التي لازمته في الاعوام الماضية، وتحديدا منذ خسارته نهائي كأس اسيا عام 2007 امام نظيره العراقي صفر-1، وبدأ رحلة استعادة بريقه التي جعلت منه رقما صعبا في القارة الاسيوية.