حين ياتينا من الغرب جهاز جديد نفرح به كثيراً ونقتنيه ثم نتلمس سلبياته قبل تحسس ايجابياته......؟؟ بل اننا نتنافس في كشف عورات ذلك الجهاز كما عملنا مثلاً مع جوال الكاميرا حيث حولناه من جهاز مفيد الى جهاز شيطاني نخيف به بعضنا البعض...؟؟ بل وصل الامر بنا الى ان بعض الاسر لم تعد تشارك في المناسبات الاسرية خاصة حفلات الزواج خشية التصوير ومن ثم نشر الصور عبر البلوتوث او الانترنت، والنتيجة لنشر الصور خراب بيوت وطلاق نساء لا ذنب لهن الا انهن تواجدن في مكان يضم مجموعة من المنحرفات سلوكياً. اتساءل دائماً مع دخول الاجهزة الحديثة لماذا نكون سلبيو الاتجاهات حيث لا نرى من تلك التقنية الا جانبها المظلم... مثل الجوال والانترنت والستلايت وغير ذلك من التقنية المعاصرة التي لابد منها لنكون جزءاً معاصراً لحضارة لا تسير بسرعة وحسب بل هي تسابق الصوت في السرعة....؟؟ حين يدخل جهاز ونتلقفه بسرعة مهما كان مرتفع السعر ثم نبدأ بطرح سلبياته خاصة على الشباب وكأننا نستعجل تثقيفهم في مضمار ذلك الجهاز وليس العكس، نعم الجوال يمكن ان يحمل صورة طفلك، او مشهداً لصلاة الجمعة في الحرم المكي، او مشهداً لطفل يتلو القرآن الكريم، ويمكن من خلال الانترنت ان تتواصل مع قريبك في الخارج وان تصله صورة والده او اخته او ابنه الذي لم يشاهده بعد لسفره قبل ولادته...؟ اذن التقنية الحديثة بذاتها غير سيئة ولكن تلقفنا لها هو السيء... الأكيد انه ليس جميعنا يفعل ذلك، ولكن اغلبنا يكتشف مساوئها قبل ايجابياتها ليس عملياً ولكن كاتجاهات نفسية او فكرية.... وكأن هؤلاء المخترعين ارادو هلاك مجتمعنا العربي المسلم وليس بناء حضارات انسانية تعيش بأعلى درجات الرفاهية. الأكيد ان السلوك السيء يمارسه الاقلية، ولكن الاتجاه السلبي والحذر من كل جديد سلوك شبه عام. اتمنى في قادم الايام ان نكون افضل في استيعابنا لكل جديد وان نتعامل مع التقنية الحديثة باعتبارها نعمة من الله يجب شكره عليها باستخدامها كما يجب وكما فعلاً صنعت من اجله. لا اعتقد ان تلك الاقلية سيئة الاستخدام للتقنية الحديثة تمثلنا كمجتمع يرتكز على مجموعة من القيم الاسلامية ولكنها تمثل نفسها، الخطورة انها ايضاً تمثل ارهاص لواقع اجتماعي وثقافي ليس جيداً ولا يتشكل داخله حراك اجتماعي مناسب للتغيرات العلمية، بل هو واقع يعتمد بشكل مطلق على الوصاية والمنع مع العلم انه لا يملك الان القدرة على تنفيذ ذلك بل هو يمثل جانب الضغط النفسي مما يجعل من عمليات الخروج عن النص او المنع نوعاً من البطولة في مفهوم بعض الشباب من الجنسين وليس الذكور فقط. اتمنى في قادم الأيام ان نكون اكثر ايجابية تجاه المنتج الحديث خاصة وان تلك الاختراعات صنعت لزيادة درجة رفاهية الانسان وليس لزيادة تعذيبه اذ يكفي ان يشاهد محطة اخبار عربية ليصاب بحالة اكتئاب مزمن.