كلما رأيت منارات الحرم المكي، أو الحرم المدني، أثناء ذهابي لتسجيل بعض البرامج الدينية، أو لقاءات مع بعض العلماء والمشايخ، في مكة وكلما تأملت في وفود الحجاج والمعتمرين والزائرين، الراكعين والساجدين والطائفين، كلما رأيت هذه المشاهد هدأت نفسي وانشرح صدري، واطمأن قلبي، إن لهذا البلد رباً - سبحانه - يحميه، ويدفع عنه غائلة المفسدين، ويحميه من كيد الأعداء والمنحرفين الذين يريدون النيل من وطننا الحبيب.. إن اهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - بهذين الحرمين لهو دليل وبرهان على بقاء هذا البلد المبارك موئلا آمنا لقاصدي بيت الله الحرام دائما وابدا. إن اندحار أهل الفكر والضلال والأهواء، الذين أرادوا النيل من وحدة هذا الوطن الشامخ دليل أكيد على رعاية الله - عز وجل - لهذا الوطن وأهله، ولقد فضح الله أولئك الناعقين في الداخل والخارج الذين يتشدقون بالاصلاح وهم لا يُصلحون فضحهم الله وبانت نفوسهم المريضة على حقيقتها، وتجلت عناية الله بهذا الوطن، وظهر حرص ولاة أمره على حفظ أمنه وأمانه، ومصالح أبنائه، وخدمة الاسلام والمسلمين. لقد تجلت في الآونة الأخيرة مظاهر حرص جميع أبناء الوطن على الترابط والإخاء والتكاتف والتلاحم بين الحاكم والمحكوم لما فيه صلاح هذا الوطن العزيز. إننا أحوج ما نكون إلى استمرار هذا الترابط والتكاتف، وزيادته وتعزيزه، نشد على أيدي ولاة أمرنا ونقف معهم متعاونين على البر والتقوى وحماية وطننا من أن تنال منه ومن منجزاته أيدي العابثين. إن انقشاع الغمة التي ألمت بنا، والتي تظهر والحمد لله في طريقها الى الزوال والاضمحلال كل هذا كان بفضل الله عز وجل، ثم بسبب ذلك الترابط والتكاتف مع ولاة الأمر بحيث لم يدع منفذا لأولئك المنحرفين والمفسدين، وقد شهد الجميع بعظمة موقف أبناء هذا البلد المبارك وقت الشدة والمحنة، وكل ذلك بفضل الله جعل من وطننا بلداً آمنا بفضل الله، ونسأل الله أن يسبل عليه ستره عنايته، وأن يحميه دائما من المكائد والفتن.