هذه فرضية، لا نجزم ولا نستطيع القول بحصولها ولكن يظل كل شيء مفتوحاً وممكناً، ماذا سيكون مصير الدول النفطية ومنها المملكة حين يصل النفط إلى أقل من 50 دولاراً و30 دولاراً فرضاً؟ أو بمعنى أدق أقل من السعر المستهدف لكي يحقق نقطة التعادل للموازنة مع النفقات. هذه الفرضية للأسعار المتدنية لا أعرف هل لدينا خطط لمواجهة ذلك؟ ماذا ستكون الحلول لمواجهة نفقات وعدد سكان يزيد سنوياً حسب تقديري كنمو بما لا يقل عن 6% لكل موازنة سابقة، والنفقات تتزايد ولا تتراجع. هل الحل هو الاحتياطي النقدي؟ نعم هو حل "مؤقت" لا كلي. ولكن هل نملك الحلول الدائمة والمستمرة والتي تتوقع تراجعات النفط والإيرادات وطوارئ قد تدوم لوقت طويل. واقعنا يقول إننا نعتمد على النفط بنسبة 90% في تمويل الموازنة، كيف نتحول تدريجياً للاعتماد على تنويع الدخل الحقيقي المستمر؟ أجزم أننا نملك خيارات كثيرة لتنويع الدخل، نملك موانئ، نملك الحرمين الشريفين كمصدر جذب مهم سياحي، السياحة، نظام ضريبي على الشركات سواء المحلية أو الأجنبية، الصناعة، المعادن وثرواتها، الطيران، مناطق حرة، الجنوب واستثمارة سياحياً، ضريبة سواء بنظام المرور البلديات وغيره كثير حين يطبق بصرامة، ضريبة طرق، رفع سعر البنزين، الكهرباء مع مراعاة الأقل دخلاً ووجود البدائل، إيرادات النقل العام، وغيره كثير مما يمكن أن يصبح مصدر دخل ورافداً مهماً اقتصادياً ببلادنا. ولا ننسى إنشاء صندوق سيادي استثماري متنوع يمول من الاحتياطي الحالي أو ما يأتي مسقبلا. يجب أن نقر أن تكاليف كثيرة تتحملها الدولة لدرجة أنها أشبه بالمجاني، وهذا يوجب التحول بعدم استمرارة، مع توفر البديل للمواطنين أو دعم للأقل دخلاً، وأدرك ويدرك الجميع ان عاطفة الناس لا تتقبل الأسعار ترتفع، ولكن ما الحلول حين يكون هناك مصير اقتصاد وطني لسنوات وأجيال قادمة؟ في أوروبا والدول المتقدمة لا تعيش هذه الدول إلا على نظام الضريبة، اعتقد يجب أن نمارس عملية تحول بحيث لا يكون لدينا اعتماد على النفط، ومراعاة أصحاب الدخل الأقل وتوفر البدائل، وهذا ما نحتاجة فعلاً عاجلاً أو آجلاً، وهو التغير بمصادر الدخل للدولة، وتكون هناك خطة وطنية تطبق على أرض الواقع وتوضع لها جهاز خاص، والأهم أن ندرك أن الخوف من تراجع النفط لأي متغيرات تحدث في العالم يمكن أن تحصل بأي لحظة، ماذا لو وجد اكتشافات تخفض النفط الصخري "مثلا" إلى أقل من 40 دولاراً لتكلفة البرميل بدلاً من 70 دولاراً مثلاً؟ كل شيء ممكن ومتاح مع التقنيات والتطوير وهذا ما تعمل عليه شركات البترول العالمية، كل شيء ممكن ومتاح، وهذا ما يوجب علينا سؤال، ماذا سنفعل حين يتراجع النفط لمستويات لا يحقق التعادل لدينا، والاحتياطي حلولاً مؤقتة؟ ماذا عن الحلول الدائمة؟