الواضح أن أسعار النفط ستكون هي الأكثر حضوراً خلال المرحلة القادمة من الزمن حتى نهاية العام والعام القادم 2015. ماذا نتوقع أن يحدث للأسعار، خاصة وأن المملكة تحتاج أسعاراً لا تقل عن 90 دولاراً حتى تفي بالتزاماتها المستقبلية للموازنة العامة، نعم هناك احتياطيات وتستطيع أن تغطي أي عجز، ولكن هذا ليس الحل الأول المفترض، فالاحتياطيات في الأساس للاستثمار والتنمية لها والاستفادة منها في دعم الدولة في المستقبل البعيد لا القريب. ولكن ما يحدث الآن من تقلبات سعر النفط بين 82 و 87 دولارا، هو يحقق مستوى جيدا للمملكة ومقنعاً لأسباب كثيرة ستخدم السوق مستقبلاً، فالارتفاعات تشجع على حمى الإنتاج والضخ بالسوق وبالتالي سيكون هناك مزيد من النفط في الأسواق، مما يضغط سعرياً على المملكة والدول المنتجة، وأيضاً يخدم دولاً تساهم في تمويل الإرهاب أو تدعمه بصورة أو بأخرى كإيران مثلاً، نحن بحاجة إلى سعر نفط مقنع لحد ما ومن الممكن أن نحتاج سعر نفط منخفضا لا يحقق الهدف المطلوب لأسباب كثيرة ولكن لمرحلة زمنية لا تدوم طويلا وهذا ممكن وإن لم يصرح بشيء ولكن هي قراءة للمتغيرات والأحداث التي نشاهدها ونتابعها يوميا. نحن بحاجة ماسة وخطة وطنية لتنويع مصادر الدخل، من خلال استثمار الاحتياطي بصندوق سيادي استثمراي " أسهم وعقارات " وليس أوراقا مالية فقط، وهي سياسة مقدرة ومتحفظة صحيح ولكن برأينا يجب أن يكون هناك تنويع ونلحظ صناديق سيادية عالمية نجحت في ذلك، وهذا يمكن اعتباره نموذجا. أيضا فتح مجال تنويع الدخل وأولها " السياحة " وهنا يطول الحديث بها ولكن أول وأسرع ما يمكن يستفاد منه هو السياحة الدينية وهي لا تقتصر على مكةالمكرمة بل حتى المدينةالمنورة، بمزيد من الفنادق والأسواق والمطاعم وكثير من المنشآت التي تشجع على الصرف لكل زائر، ما الذي يمنع من وجود منطقة حرة بين جدةومكة وبين جدةوالمدينةالمنورة، ولنا أن ندرك كم الإضافة التي ستأتي من ذلك من إيرادات ودخل وتشغيل وغيره، وحين نطور البنية التحية أكثر وأكثر سيكون هناك مستوى جذب عاليا، ومطارات حديثة وكبيرة وتستوعب أي طائرات وارحب بشركات طيران اجني منها رسوم، ويمكن بالمنطقة الجنوبية ذات الطبيعة والأجواء الخلابة التي تستثمر حتى الآن مثال كم فندق خمس نجوم متوفر؟ أو منتجعات؟ أو برامج سياحية وترفيه، وغيره كثير يمكن العمل والنجاح به لكي نوجد مصادر دخل جديد وعمل كبير، وبلادنا أثق ولله الحمد نملك ثروات هائلة حين تستثمر سنجني منها الكثير، ولنا ان ندرك كم طول الحدود البحرية للمملكة وكيف يمكن أن تستثمر، وأيضا الصناعة التي يمكن أن تضيف الكثير لنا ولا أقول الزراعة التي لا نملك مقوماتها الطبيعية. الحراك موجود والدولة تتنبه لذلك لا شك لدي،،لكن الحلول تحتاج مزيدا من الإسراع والإقدام والتعجيل بها، وأخذ المبادرة وتشكيل هيئة خاصة " لتنويع مصادر الدخل " المستقبل لا يحمل كثيرا عن النفط فالسكان بنمو اكثر واستهلاك واكتشافات جديدة للنفط، لا نعرف اين ستسير بنا في النهاية، ونظل متفائلين بالحلول ستأتي.