بات مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية الوحيد في المملكة بعد إغلاق مستشفى الأمراض الصدرية في الطائف مؤخراً، وبعد أن كان يخدم سكان منطقة الرياض فقط أصبح المستشفى الوحيد بأقسامه المتخصصة والمرجعية لكثير من مستشفيات المملكة. ويحوي المستشفى طاقما طبيا مميزا وعلى أربعة أقسام للأمراض الصدرية، اثنان منها خاصة بالدرن وقسمان عامة لبقية أمراض الصدر، إضافة إلى قسم الإنعاش الرئوي وقسم العيادات الخارجية والطوارئ وقسم اللياقة الطبية، وتحتوي أقسام الدرن على 50 سريرا للرجال ومثلها للنساء، كما يوجد قسم خاص للسجناء في قسم الرجال يحتوي على 10 أسرة. ونوه الدكتور رضا محواشي استشاري الأمراض الصدرية ونائب المدير الطبي والمشرف على الأقسام الداخلية بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية في حديث ل "الرياض" أن المستشفى ليس مبنى عموديا، بل بني على مساحة مفتوحة ما يوفر العزل المطلوب لأقسام الدرن عن بقية أقسام المستشفى، فمريض الدرن في مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية لا يختلط مع غيره المرضى، ما يساهم في عدم انتشار المرض عبر تخصيص أقسام خاصة. وأضاف الدكتور رضا أن نسبة 80% من أسرة المستشفى مشغولة بمرضى الدرن، ما يجعل المستشفى مركزاً مرجعاً خاص بالدرن لكل مستشفيات المملكة، حيث ترد بشكل يومي للمستشفى خطابات استشارية من مختلف مستشفيات المملكة لكيفية التعامل مع مرضى الدرن بالتحديد، مضيفاً أن جميع مستشفيات الرياض تحول مرضى الدرن لديها إلى مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية، لأنه المستشفى الوحيد في المملكة الذي يقبل حالات الدرن، خاصة مرض الدرن المقاوم للأدوية، الذي لا يوجد مستشفى آخر في المملكة يعالجه. وزاد الدكتور محواشي أنه بالرغم من قلة حالات الدرن المقاوم للأدوية، حيث لم يسجل في المملكة خلال العام الماضي إلا 16 حالة لحالات مرض الدرن المقاوم، فإن حالات المرضى به تعتبر خطيرة، ويجب أن يعزل المرضى عزل تام وهو ما يوفره المستشفى، كما أن فترة علاج مرضى الدرن المقاوم تستغرق مدة أطول تصل من سنة ونصف إلى سنتين. وأوضح الدكتور رضا استشاري الأمراض الصدرية أن مرض الدرن من الأمراض المعروفة والمنتشرة عالمياً، وهو عبارة عن جرثومة تنتقل عن طريق العدوى، ويحتمل أن يصاب بها الشخص من دون عدوى في حال كانت مناعته ضعيفة فالكل معرض للدرن، وبحسب الإحصائيات فإن ثلث سكان العالم عندهم الجرثومة في جسمهم، وفي أي يوم من الأيام عند نقص المناعة أو الإصابة بالسكر فهناك احتمال أن يأتيه المرض من دون عدوى، مشيراً إلى أن السعودية من البلدان التي لازال يوجد بها مرض الدرن، فبحسب آخر إحصائية فإن 13 لكل 100 ألف ساكن عندهم مرض الدرن، ويعد معدل ضعيف نسبياً. وأضاف د. محواشي أن خطورة مريض الدرن تختلف بحسب الأشخاص المحيطين به ومدى قوة مناعتهم، مثل الأطفال الصغار والكبار في السن، ومن يعانون من أمراض مزمنة كمرضى القلب والسكري، فاحتمالية إصابتهم بالمرض لهم كبيرة جداً، إذا كان الاختلاط في مكان صغير ومغلق وذي تهوية غير جيدة، وبحسب ملاحظات تم رصدها في المستشفى فإن مريض الدرن غالباً ما ينقل العدوى إلى اثنين أو ثلاثة من أفراد أسرته كالزوجة والأبناء، منوهاً أن انتشار المرض بين العمالة الأجنبية يعد الأكبر، نظراً لطريقة عيشهم وتجمعهم بأعداد كبيرة في مكان صغير سيئ التهوية مع عدم الاهتمام بالنظافة العامة. وبين نائب المدير الطبي والمشرف على الأقسام الداخلية بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية أن فترة علاج الدرن تصل إلى 6 أشهر، ويحتاج المريض خلالها إلى التنويم في المستشفى بين شهر أو أسبوعين على أقل تقدير، وهناك حالات تمتد فترة علاجها إلى أكثر من شهر بحسب مناعة الجسم واستجابة المريض للعلاج، ويقوم المريض بعدها بالمتابعة لدى عيادات الدرن بالمستشفى، أو يحول إلى أقرب مستشفى متخصص إذا كان يسكن خارج الرياض، مضيفاً أن هناك عيادة متنقلة للدرن فضلاً عن الفرق الميدانية التي تزور المرضى في بيوتهم 3 مرات في الأسبوع، وتقدم لهم العلاجات اللازمة بدلاً من تكبد المريض عناء زيارة المستشفى وتلقي العلاج، وإن تطلب الأمر يتم تحويل المريض للمستشفى. د. محواشي: الإصابة بمرض الدرن في المملكة ضعيفة نسبياً وأشار الدكتور رضا إلى أن حالات الدرن التي يحتاج المريض فيها للتنويم في السنة الماضية بالمستشفى بلغت 700 حالة، وذلك من أصل 1000 حالة تنويم لحالات الدرن في مستشفيات منطقة الرياض، ما يعني أن 70% من المرضى المنومين لحالات الدرن موجودة في مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية، مضيفاً أن عيادة مخالطي مرضى الدرن تفحص سنوياً نحو 2840 حالة، للاكتشاف المبكر للمرض عند صغار السن أو الكبار المصابين بنقص المناعة، وصرف العلاج المناسب لهم، إضافة إلى أكثر 50 مراجعة يومياً لعيادات الدرن، ونحو 52 حالة درن للمساجين يتنقلون بين المستشفى والسجن، بمتابعة طبيب خاص يباشر تلك الحالات ويفحص في اليوم الواحد نحو 50 سجين بالأشعة. ويوجد في مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية أكثر من 3 آلاف ملف نشط لمرضى الدرن وفقاً للدكتور رضا محواشي، إضافة إلى 1200 ملف نشط لمخالطي مرضى الدرن، وذلك من أصل 15 ألف ملف موجودة في المستشفى، حيث تحفظ تلك الملفات النشطة على مدى 3 سنوات لاحتمال إعادة إصابتهم بالمرض من جديد، مضيفاً أن عدد مراجعي العيادات الخارجية في المستشفى للأمراض الصدرية الأخرى قدر بنحو 15 ألف مراجع في السنة، ففي أيام الغبار والمطر يزور العيادات الخارجية نحو 200 حالة، وفي الطوارئ يصل عدد المراجعين إلى 1500 حالة في موسم الأمطار والغبار. الدكتور محواشي