الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الرياض الجميلة الصديقة    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المملكة أقل دول الشرق الأوسط إصابة والمرض بالشرقية من الوافدة
أطباء وطبيبات يتحدثون ل اليوم عن مرض الدرن
نشر في اليوم يوم 26 - 03 - 2003

بمناسبة اليوم العالمي للدرن ابرز عدد من الاطباء والطبيبات خطورة مرض الدرن وطرق تشخيصه وعلاجه واعراضه وكيفية الوقاية منه وقد التقت "اليوم" في اطار توعيتها للمجتمع بهذا المرض بالعديد من المختصين في هذا المجال من اطباء وطبيبات الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية ومركز الظهران الصحي التابع لشركة ارامكو السعودية الذين سلطوا الضوء على هذا المرض من خلال اجاباتهم التي تناولت جميع الجوانب لهذا المرض.
د.فهد شبيب الدوسري
@ ما مدى خطورة مرض الدرن بالنسبة للاطفال؟
بعد اكتشاف العلاج الفعال لم يعد مرض الدرن يهدد حياة المصابين.
@ ما الفائدة من لقاح الدرن للمواليد وهل يعطي مناعة كاملة؟
لقاح الدرن لا يمنع الاصابة بمرض الدرن فالمناعة المكتسبة من هذا اللقاح غير كاملة وتقتصر الاستفادة من هذا اللقاح على منع الاصابة بالاعراض ذات الخطورة القصوى لدى متلقي اللقاح من المواليد.
@ في اي سن يجب اعطاء لقاح الدرن؟
لا يوجد اتفاق على تحديد السن الافضل لاعطاء لقاح الدرن ولكن توصيات منظمة الصحة العالمية تنصح باعطاء لقاح الدرن خلال السنوات الاولى من عمر الطفل.
@ لماذا لا يتم التطعيم ضد الدرن في بعض الدول كامريكا مثلا؟
لان مرض الدرن غير شائع فيها واحتمالات الاصابة به ضئيلة.
@ ما مدة علاج الدرن لدى الاطفال وما مدة علاج مرض الدرن الكامن (العلاج الوقائي)؟
مدة العلاج تعتمد على نوعية الدرن رئوي ام غير رئوي وعلى عوامل اخرى مثل اصابة المريض بمرض فقدان المناعة المكتسبة وغالباما تتراوح فترة العلاج من ستة اشهر للمريض العادي الى 12 شهرا للمريض بمرض فقدان المناعة المكتسبة.
@ هل تختلف مدة علاج الدرن في الاطفال عنها لدى الكبار؟
لا تختلف مدة علاج الدرن لدى الاطفال عنها لدى الكبار ولكن الاختلاف فقط في حجم الجرعة.
@ كيف يتم الاشتباه بوجود الدرن لدى الطفل وهل تختلف اعراضه عند الكبار؟
يتم الاشتباه بوجود المرض عن طريق اكتشاف حالات مصابة بالدرن في محيط الطفل حيث ان معظم حالات الاصابة لا تظهر عليها الاعراض كما هي لدى الكبار وغالبا ما يتم الكشف عن حالات الاصابة لدى الاطفال عن طريق الاشتباه الطبي.
@ هل يمكن ان ينقل الطفل العدوى للمحيطين به وكيف؟
احتمال انتقال العدوى من الاطفال المصابين بالسل الرئوي للمحيطين بهم ضعيف وذلك لعدم قدرتهم على السعال ونشر جرثومة الدرن في الهواء.
@ ما المضاعفات التي يتعرض لها الاطفال اذا لم يتابعوا العلاج؟
تتمثل المضاعفات في تطور المرض الى مراحل متقدمة ويصعب التحكم فيها كما في المراحل الاولى من المرض حيث تكتسب الجرثومة مناعة تمكنها من التغلب على خطوط العلاج الاولى.
@ ما الخطوات التي يجب اتخاذها عند تشخيص مرض الدرن لدى الطفل؟
يتم ادخال الطفل للمستشفى لفترة وجيزة لاجراء الفحوصات وتلقي الجرعات الاولى من العلاج.
@ ما فائدة العلاج الميداني تحت الاشراف؟
يضمن تناول العلاج في وقته ومنع ظهور سلالات جديدة مقاومة للعقاقير المعروفة وتعميق الصلة بين المريض والطبيب.
@ ما الاعراض الجانبية للعقاقير؟ وما نصيحتك للاهل؟
نسبة حدوث الاعراض الجانبية للدواء لدى الاطفال قليلة مقارنة بالكبار لكن هناك بعض الاحتياطات التي يجب اتخاذها اذا تصادف وجود امراض اخرى لدى المصاب. وانصح الاهل بسرعة اخبار الطبيب عند حدوث اعراض جانبية للدواء مثل الاستفراغ، آلام البطن، اصفرار الجلد وتنميل الاطراف.
@ ما خطوات متابعة مريض الدرن؟
تتم عن طريق العيادات الخارجية حيث تتم متابعة المريض مرة كل شهر مالم تحدث تطورات في حالة المريض.
@ هل تحتاج لاعادة فحص الجلد او عمل اشعة للصدر؟
ليس هناك حاجة لاعادة فحص الجلد اذا تم ذلك في المرحلة الاولى من التشخيص اما اشعة الصدر فيتم اخذها عند التشخيص المبدئي وقبل انتهاء فترة العلاج مالم تدع الضرورة الى غير ذلك.
@ نصائح توجهها للطفل المصاب بالدرن ومن حوله؟
اهم نصيحة اوجهها لوالدي الطفل المصاب هي الالتزام بالعلاج حسب وصفة الطبيب والالتزام بمواعيد المراجعة واحضار الطفل الى العيادة فورا عند حدوث مضاعفات.
@ الاثر النفسي والاجتماعي لمرض الدرن على الطفل؟
قد يبدو الاثر النفسي والاجتماعي لدى الطفل اقل منه لدى الكبار حيث ان البنية النفسية لدى الطفل لم تأخذ ملامحها بعد.
@ العلاج بالاعشاب او الطب البديل هل يمكنه علاج المرض؟
لا يزال الطب التقليدي او التداوي بالعقاقير المرخصة ضد الدرن هو الخط الاول لمقاومة الدرن.
@ توصيات للقضاء على المرض:
القيام بحملات تثقيفية لنشر الوعي حول مرض الدرن.
تحديد الاشخاص المصابين بالدرن او الدرن الكامن وسرعة معالجتهم.
اجراء الفحوصات الاولية للاشخاص المخالطين للمريض المصاب بالدرن.
تطبيق نظام العلاج الميداني تحت الاشراف.
@د. ثامر الخزاعي استشاري الامراض الباطنية وامراض الصدر.
@ كيف يتم تشخيص مرض الدرن الرئوي لدى الكبار؟
يتم عن طريق ملاحظة اعراض وعلامات المرض والفحص السريري وعمل اشعة للصدر وفحص مخبري للبلغم للكشف عن البكتيريا وعمل فحص للدرن تحت الجلد.
@ هل يتم علاج المرأة الحامل او المرضع اذا اصيبت بالدرن وهل تشكل الادوية خطرا على الطفل؟
علاج الحامل لا يختلف عن مرضى الدرن الآخرين في نوعية الادوية والمدة الزمنية ولكن ينصح بالابتعاد عن عقاري (البارازينا مايد والستربتو مايسين) لانهما يؤثران على الجنين خاصة خلال الاشهر الثلاثة الاولى اما المرضع فيمكنها الارضاع مع تناول العلاج لانه آمن.
@ ما مدى اهمية المتابعة الشهرية لمرضى الدرن؟
للمتابعة ثلاث فوائد هي:
تأكد الطبيب المعالج من تناول المريض للدواء بشكل منتظم جدا.
الاطمئنان على ان الحالة العامة للمريض مستقرة ويشمل ذلك زيادة شهيته للاكل وزيادة وزنه وعدم ظهور ارتفاع في درجة الحرارة او التعرق ليلا.
التأكد من مراقبة اي آثار جانبية لادوية الدرن.
@ هل التنويم في المستشفى ضروري لكل مرضى الدرن؟
التنويم ضروري جدا لكل من يثبت لديهم مرض الدرن الرئوي النشط على الاقل خلال الاسابيع الاولى من تناول العقاقير وحتى يستوفي المريض معايير معينة مثل: تحسن حالته العامة واخذ العقاقير لمدة اربعة عشر يوما واختفاء الجرثومة من بلغم المريض.
@ هل توجد غرف لعزل مرضى الدرن في مستشفى ارامكو، وما خصائصها؟
تمتاز غرف عزل الدرن بوجود الضغط السلبي والهدف منه سحب الهواء المحمل برذاذ المريض والمحتوى على جرثومة الدرن الى خارج الغرفة والتأكد من عدم تسرب الهواء والرذاذ المحمل بالجرثومة الى المستشفى كما ان باب غرفة العزل يجب ان يظل مغلقا دائما والتأكد من عمل نظام سحب الهواء من الغرفة يوميا وتمتاز بانه يتم استبدال الهواء بداخل الغرفة اكثر من 6 الى 7 مرات يوميا اي كل ست ساعات ولدينا بمستشفى ارامكو 8 غرف للعزل مصممة حسب المواصفات السابقة التي تنصح بها منظمة الصحة العالمية لتكون مكانا آمنا لمرضى الدرن.
@ ما نصحائحك لاهالي مرضى الدرن عند زيارتهم لهم في غرف العزل؟
اهم النصائح هي التقيد بالارشادات الوقائية التي توضع دائما عند غرفة العزل ويجب عليهم لبس القناع الواقي حماية لانفسهم من مرض الدرن الرئوي وحتى لا يقوموا بنقلة الى خارج المستشفى مع التقليل قدر الامكان من وقت الزيارة.
@ ما اهمية لبس القناع الواقي من مرض الدرن وما مواصفاته؟
(N95) هو قناع واق من انتقال جرثومة الدرن ومن خصائصه القدرة على تنقية الهواء من الجراثيم التي قد يصل حجمها الى اقل من واحد نانوميتر ويوجد القناع باحجام مختلفة لمناسبة الاشخاص المستخدمين ويعمل على ترشيح الهواء داخل الرئة بحيث يتم حجز الجراثيم في الخارج لذلك لا ينصح المرضى باستخدامه.
@ ما رأيك بالعلاج الميداني المقترح تحت الاشراف؟
العلاج الميداني ما زال قيد الدراسة بالرغم من كونه فعالا ويؤدي الى انخفاض تدريجي في حالات الدرن النشطة وعدم الاصابة بجرثومة الدرن المقاومة للعقاقير وقد طبق في بعض الدول مما ساهم في السيطرة على مرض الدرن وحماية الصحة العامة.
@ هل بامكان طب الاعشاب او الطب البديل معالجة الدرن والقضاء عليه؟
حسب علمي هناك اعشاب غير معروفة قد تضر المريض وتزيد حالات المرض ففي الماضي كان المريض يحجز في مصحة لعدة اشهر او سنوات اما الآن فلا يعزل اكثر من عشرة ايام او اسبوعين على الاكثر مع اعطائه الادوية التي ثبتت فعاليتها وتصل نتائجها الى 95 بالمائة في العلاج.
@ ماذا يحدث اذا توقف المريض عن تناول الادوية الموصوفة له؟
سيتعذر القضاء على الجراثيم الموجودة في الرئتين ويرجح ان يمرض من جديد وهنا تفقد الادوية التي كان يتناولها من قبل فعاليتها. بل قد ينشأ من ذلك ما يعرف بالدرن المقاوم للعقاقير والذي يبدأ بالانتشار في محيط الاسرة والاصدقاء وزملاء العمل وهو الاقوى من حيث التأثير والاقل من حيث قابلية الشفاء.
@ مرضى الدرن هل تتأثر حالتهم النفسية باصابتهم بهذا المرض؟
مرضى الدرن يتأثرون نفسيا بشكل عام لانه قد يتم عزلهم من 10 ايام الى اسبوعين واحيانا الى شهرين متواصلين ولهذا اثر كبير عليهم خاصة اذا كان لديهم ابناء واسر مما قد يؤثر على استجابتهم للعلاج. وقد يصل احدهم الى درجة الاكتئاب وتنتكس الحالة الصحية ونحاول تهيئة الجولة بالحديث مع الاخصائي الاجتماعي في المستشفى، ومن اكثر ما يؤثر في نفسية مريض الدرن دخول الزوار اليه بالقناع الواقي.
بالاضافة الى اعتقاد المجتمع بان المرض حظير جدا قد يفتك بحياتهم ويظلون يعاملون المريض بقسوة ويبتعدون عنه لانه كان مريضا بالدرن لسنوات عدة وذلك بسبب افتقاد الوعي الصحي في المجتمع وعدم العلم بان مرض الدرن كسائر الامراض تمت السيطرة عليه واثبتت الدراسات والخبرة امكانية علاجه بتناول العقاقير.
ولدي حالة قمت بتحويلها الى طبيب نفسي بعد ان ظلت لمدة شهرين في الحجز لانها مصابة بالدرن الرئوي ومع ذلك استمرت جرثومة البلغم لديها وانتكست الحالة وقد وصف لها الطبيب بعض المهدئات التي ساعدت على استقرار حالتها واستجابتها للعلاج.
@ توصيات للقضاء على المرض والوقاية منه: من اهم طرق الوقاية.
التعرف عليه بشكل علمي وسريع واذا ما تم ذلك فان المريض خاصة مريض الدرن الرئوي سيكون حذرا وجديا في تعامله مع المرض وهذا بدون شك من اهم العوامل المساعدة في السيطرة على المرض في المجتمع ككل فان توجه الشخص المصاب للطبيب بشكل مبكر وتشخيص المرض والبدء في علاجه في مرحلة مبكرة سينتج عنه ليس مجرد تقليل حدوث مضاعفات لدى المريض نفسه بل تقليل فرص انتقال المرض لاسرته والمخالطين له حيث يتوجب على مريض الدرن ان يبقى في العزل لفترة مؤقتة في مرحلة العلاج الاولية وذلك بسبب حظر انتقال الجرثومة الى الاشخاص المحيطين به في تلك الفترة.
كما ان من طرق الوقاية الهامة جدا اعطاء لقاح البي سي جي للمواليد حيث انه ثبت ان اعطاء اللقاح يقي بنسبة كبيرة من حظر العدوى بجرثومة الدرن ولكن ليس له تأثير عند الكبار بنفس الدرجة.
الارتقاء بمستوى الوعي الصحي لدى افراد المجتمع كافة بالدرجة الاولى وعندما يتم هذا فان افراد المجتمع سيتعاملون مع مرض الدرن بجدية من حيث طرق الوقاية منه.
التشخيص المبكر والمواظبة على العلاج عند الاصابة بالمرض (مرض الدرن الرئوي) وهذا من افضل الوسائل التي اثبتت قدرتها على السيطرة على المرض الرئوي.
@ من وجهة نظرك، هل هناك حاجة لافتتاح هذه المصحات مرة اخرى؟
* لا اعتقد ذلك لوجود صحوة عامة ووعي بين المجتمع واللجان الطبية، بالاضافة الى توفر الادوية الفعالة في علاج المرض.
@ ما الجهود التي بذلت لايجاد افضل الطرق واحسن العقاقير للقضاء على الدرن؟
* توالت الابحاث العلمية لمعرفة افضل الطرق والادوية وكيفية استخدامها خاصة في الفترة ما بين عام 1970 وحتى عام 1980م وقد اثبتت هذه الابحاث ان استخدام مجموعة من العقاقير (ثلاثة او اربع ادوية) هي اكثر فاعلية من استخدام دواء واحد فقط، كما ان استخدام مجموعة معينة من الادوية من المملكة ان ينقص المدة اللازمة للعلاج من 9 شهور الى ستة شهور.
@ هل تتم متابعة المريض بعد انتهاء فترة العلاج؟
* فترة العلاج ما بين (6- 12) شهر وتتم متابعة المريض بعد ذلك كل ستة اشهر لمدة سنة او سنتين على الاكثر.
@ حالة تأثرت بها كطبيب؟
* معظم الحالات يتأثر بها الطبيب الانسان ولم تقابلني حالة وفاة بمرض الدرن والحمد لله.
@ ما رأيك بالعلاج الميداني تحت الاشراف؟
* العلاج الميداني ضمن العلاجات المقترحة من منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الامراض في امريكا وهناك الكثير من الابحاث التي ايدت هذا العلاج حسب الامكانيات المتاحة مع دراسة المعوقات التي تمنع تطبيقه.
@ الطب البديل هل بامكانه علاج الدرن؟
* هناك مجموعة من الادوية المقترحة في الطب البديل لعلاج مرض الدرن ومن ضمنها بعض الاعشاب الموجودة او بعض انواع التغذية التي تستخدم فيها مجموعة من الفيتامينات (فيتامين أ، فيتامين ج، مجموعة فيتامين ب) ومجموعة من الاعشاب لمساعدة المريض على استعادة وزنه ولكن لا اعتقد ان تأثيرها فعال والاعتماد عليها كاف لعلاج مرض الدرن واعتقد ان استخدام الادوية والعقاقير الطبية الفعالة افضل.
@ فوزية بنت عبدالله العوامي
@ ما الواجب على الآباء فعله عندما يتعرض الطفل لشخص مصاب بالدرن؟
* الواجب عليهم المسارعة بعرض الطفل على طبيب الدرن في وزارة الصحة وبالنسبة لمنسوبي آرامكو يجب تبليغ طبيب العائلة او العيادات التخصصية بمرض الدرن.
@ ماهي الفحوصات التي ينبغي عملها عند تعرض طفل مريض بالدرن المعدي؟
* الفحص الطبي للتأكد من عدم وجود اعراض الدرن.
* يؤخذ فحص للدرن (تحت الجلد) وتتم قراءته بعد يومين او ثلاثة.
* تؤخذ اشعة للصدر واذا كانت الاشعة غير طبيعية تؤخذ عينة من محتويات المعدة.
@ لماذا لا تؤخذ عينة من البلغم بالنسبة للاطفال؟
* لان الاطفال غالبا يجدون صعوبة في التخلص من البلغم فعندما ينامون يرتفع البلغم الى اعلى الحلق ثم يبتلعه الطفل.
@ لماذا يفضل تنويم الطفل ليلة كاملة في المستشفى لاخذ عينة من محتويات المعدة؟
* يفضل تنويم الطفل عند اخذ هذا الفحص لانه يجب اخذ عينة من محتويات المعدة في الصباح الباكر قبل ان يتحرك الطفل او يتناول افطاره وهذا الفحص مهم جدا لتشخيص مرض الدرن الرئوي عند الاطفال الذي يشكل خطورة كبيرة لدى الاطفال اذا لم يشخص بسرعة لانه من الممكن تطور المرض وانتشاره في جسم الطفل بسرعة كبيرة.
لذلك فان اخذ العينة من محتويات المعدة المكونة من البلغم وعصارة المعدة تساعد في تشخيص نوعية البكتيريا اذا كانت مقاومة للعقاقير او غير مقاومة وبالتالي يتلقى الطفل العلاجد الصحيح.
@ مامدى مقاومة الاهالي لهذا النوع من الفحص؟
* لاحظت خلال تجربتي مع مرضاي ان اغلب الاهالي يمانعون بشدة تنويم الطفل لاخذ هذه العينة ويحتاجون وقتا طويلا لاقناعهم بأهميتها وفائدتها للتشخيص والعلاج.
@ ماهي الخطوات التي يجب اتخاذها اذا تم تشخيص مرض الدرن لدى الطفل ولم يوجد في المنزل شخص بالغ مصاب بالمرض؟
* كل الاطفال الذين تعرضوا للمرض اكتسبوا العدوى من شخص آخر يكون عادة بالغا مصابا بالسعال، ومن المهم معرفة مصدر العدوى للطفل بأسرع وقت ممكن لمنع تعرض اطفال آخرين لهذا المرض.
وما نفعله هو :
* تبليغ المسئول عن الدرن في الطب الوقائي عن حالة الطفل.
* يقوم المسئول عن الدرن بمقابلة الافراد الكبار المقربين للطفل.
* الاستفسار عن عدد الافراد المقربين والمخالطين للطفل سواء في المنزل او المدرسة ومن ثم يتم تحويل هؤلاء للفحص في عيادات الدرن التخصصية لتقصي اعراض الدرن وعمل فحص الدرن تحت الجلد وعمل اشعة للصدر.
@ كم تبلغ فترة حضانة عدوى الدرن لدى المخالطين للمريض ومتى تقررين اعادة عمل الاشعة وفحص الجلد؟
* فترة الحضانة للمرض هي ثلاثة اشهر ويجب متابعة المخالطين لمدة ثلاثة شهور واعادة فحص الجلد والاشعة في الحالات التالية :
* الفحص تحت الجلد يعطى للمرة الاولى اذا لم يوجد التفاعل تحت الجلد للفحص (اذا كانت النتيجة سالبة) ، ويعاد في خلال ثلاثة اسابيع بناء على اقتراحات منظمة الصحة العالمية فقد وجد ان اعطاء الحقنة الثانية للفحص قد ينشط الخلايا المضادة للدرن في الجسم وتظهر نتيجة التفاعل موجبة.
* اذا كان الفحص الثالث موجبا او ظهرت على المريض اعراض الدرن تتم اعادة عمل الاشعة له.
@ هل تجدون تحفظا من الاهالي بالتبليغ عن اسماء الاصدقاء المقربين للمريض او المريضة، وماهي نصيحتك لهؤلاء؟
* نعم نجد تحفظا من بعض الاهالي ونصيحتي لهم الحرص على متابعة نصائح الاطباء في عيادة الدرن المتخصصة لان الهدف الاساسي من التبليغ عن المخالطين هو فحصهم لاكتشاف حالات اخرى مماثلة ومنع انتشار هذا المرض الخطير في المجتمع الذي يشمل المنزل والمدرسة.
@ حالات مرضية تأثرت بها في مجال عملك في عيادة الدرن؟
* الحالة الاولى : طفلة في الثانية عشرة من عمرها كانت تشكو من عدم القدرة على المشي وبعد الفحص الطبي شخصت حالتها بمرض الدرن في العمود الفقري (من جهة الرقبة) وهذا يعني ان هذه الطفل قد تصاب بشكل كلي في اليدين والرجلين اذا تأخر اكتشاف المرض.
وقد تبين ان السبب مخالطة الطفل لخادمة مصابة بالدرن قبل ثلاث سنوات وقد اعطيت العلاج الوقائي (ايزونا يزايد) للقضاء على جرثومة الدرن.
وفيما يبدو ان هذه الجرثومة كانت مقاومة للعلاج (ايزونا يزايد) فلم تستطع القضاء على الجرثومة المكتسبة من الخادمة لذلك عولجت هذه الطفلة بأربعة ادوية بالاضافة الى حقنة يومية مما اضطر والدها الى احضارها يوميا الى العيادة لاخذ الحقنة وللفحص الطبي للتأكد من عدم تأثر النخاع الشوكي بالجرثومة ومن استجابة المريضة للعلاج وبفضل الله تعالى ثم بجهود الكادر الطبي بآرامكو وتعاون الاهل خرجت الطفلة تمشي على قدميها.
الحالة الثانية : طفلة في العاشرة من عمرها شخص لديها درن في الرئة ولم يحرص الاهل على العلاج فتطور المرض حتى ادى الى اختراق جدار القفص الصدري وتكوين خراج صديدي في اعلى الصدر وهذه حالة يندر حدوثها، ومن الحالتين نتوصل الى اهمية المسارعة بعرض الاطفال على الطبيب وبوجوب الحرص الشديد على اخذ الدواء وفق التعليمات.
الحالة الثالثة : مريضة تبلغ الخمسين من عمرها تعرضت لمرض الدرن منذ (25) عاما وقد كان العلاج حينها يتطلب الحجر الصحي لمدة عامين ولان المصحات لم تكن متوفرة في المملكة ذلك الوقت فقد قاومت السفر الى الكويت حتى لاتفارق ابناءها ولكن عندما استفحل المرض اضطرت للسفر للكويت وقضت بها عامين كاملين في المصحة بعيدا عن اسرتها وكانت هذه هي قمة المعاناة بالنسبة للمرضى، وفي الفترة ذاتها اضطر احد مرضى الدرن للسفر الى لبنان لتلقي العلاج في مصحة خاصة بالدرن.
@ كلمة أخيرة :
يسرني في ختام هذه الندوة المكثفة ان اتوجه بالشكر الجزيل لرئيس تحرير جريدة اليوم الاستاذ محمد الوعيل على اتاحة الفرصة لنا كأطباء للمشاركة في هذا اليوم العالمي عبر صفحات الجريدة، واخص بالشكر المحررة على تبنيها لموضوع الندوة واستضافتها لعدد من الاطباء المختصين في مجال الدرن بهدف نشر الوعي الصحي بين جميع فئات المجمتع.
@ اما عن آلية عمل البرنامج الوطني لمكافحة الدرن من خلال استراتيجية المعالجة القصيرة الأمد تحت الاشراف المباشر؟
فقال آلية العمل لدينا في المنطقة الشرقية كغيرها من مناطق المملكة تعتمد على وجود كوادر مؤهلة ومدربة من منسقين واطباء وفنيين، والخطوة الاولى هي احتفاظ الاطباء في جميع المنشآت الصحية بمستوى عال من الاشتباه بهذا المرض بين مراجعيهم ممن لديهم الحد الادنى من الاعراض او علامات المرض.
وترتكز استراتيجية هذا البرنامج في التشخيص على الفحص المجهري المباشر لبصاق الحالات المثبتة بها ومن تثبت اصابته بالمرض يبلغ المكتب الوقائي بالمنطقة بذلك للقيام بالاجراءات الوقائية للمخالطين للحالة.
وبفضل هذه الجهود فان هذا البرنامج اليوم في طريقه للوصول للاهداف الوطنية المتمثلة في اكتشاف مالا يقل عن 70% من حالات الدرن وتحقيق الشفاء فيما لا يقل عن 85% منهم وهذا هو الهدف العالمي ايضا.
@ وعن جهود وزارة الصحة للقضاء على مرض الدرن او الحد من انتشاره؟
* قال تعتبر المملكة العربية السعودية محط انظار العالم بحكم مركزها السياسي والجغرافي والديني والاقتصادي والاجتماعي ويدخلها الآلاف من الوافدين سنويا لغرض العمل او الحج او العمرة او الزيارة وهم من جنسيات عديدة وبيئات اجتماعية مختلفة مما يجعل مواطنيها اكثر عرضة للاصابة بهذا المرض لذا فانها حريصة اشد الحرص على الاخذ بزمام المبادرة في هذا المجال وقد بادرت الى تبني هذه الاستراتيجية منذ الربع الرابع لعام 1998م لتكون الآلية التي ينفذ من خلالها البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمملكة والذي بدأ منذ السبعينات الميلادية في ثمان مناطق بالمملكة بينما تمت تغطية جميع المناطق بهذه الاستراتيجية بحلول عام 2000م ، واليوم فان المملكة تطمح الى تحقيق هدفها المحدد في هذا المجال وهو خفض معدل الاصابة بهذا المرض الى حالة واحدة لكل مئة ألف من السكان بحلول عام 2010م ، وقد بذلت حكومتنا الرشيدة ولاتزال تبذل ومن خلال وزارة الصحة كل غال ونفيس في هذا المجال ادراكا منها ان المجتمع السليم المعافى هو القادر على بناء حاضر هذه الامة ومستقبلها.
لتحقيق اكبر قدر من الفائدة بهذه المناسبة، وما هذا العرض الا واحد من هذه الانشطة ومن خلال وسيلة مهمة من وسائل التواصل مع المجتمع الا وهي الاعلام المقروء.
وبهذه المناسبة نشير الى ان المملكة جزء من هذا العالم تتأثر به وتؤثر فيه وهنا تجدر الاشارة الى ان وجود هذا المرض في المملكة وبدرجات متفاوته بين المناطق لا يشكل ظاهرة فردية بل هو جزء من طبيعة وجود هذا المرض وفي جميع دول العالم مثله مثل باقي الامراض الوبائية.
والمهم ليس وجود هذا المرض وانما ادراك الناس لوجوده ومساهمتهم في مكافحته والوقاية منه توطئة للقضاء عليه وفقا للاهداف المرسومة، ولن يتأتي ذلك الا بتضافر الجهود على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع ولاسيما انه مرض يمكن الشفاء منه بالكامل فما العائق وقد وفرت الدولة اعزها الله كل الوسائل المطلوبة لتحقيق ذلك من علاج مجاني واماكن لتقديم العلاج ومتابعة المرضى حتى شفائهم باذن الله.
وفي لقاء مع د. عبدالمحسن العلوان تحدث عن:
@ خطة المديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية لليوم العالمي للدرن.
تشارك المملكة كل عام دول العالم في التذكير بهذه المناسبة وذلك من خلال ماتقوم به وزارة الصحة على المستوى المركزي ومديريات الشؤون الصحية وما يتبعها من مستشفيات ومراكز صحية في المناطق على المستوى الفرعي وبالتنسيق مع الجهات الصحية الاخرى الحكومية والخاصة بفعاليات وانشطة توعوية تهدف الى التعريف بهذا المرض وطرق انتشاره وطرق الوقاية منه وامكانية الشفاء والعوامل المهمة في تحقيق ذلك وتتمثل هذه الفعاليات والانشطة في طباعة وتوزيع عدد من الكتيبات والملصقات والنشرات التوعوية وعقد اللقاءات والندوات العلمية داخل المراكز الصحية والمستشفيات وكتابة المقالات العلمية الهادفة والاستفادة من وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتحقيق اكبر تغطية ممكنة لهذه المناسبة ورغم اختلاف الفعاليات كما وكيفا الا انها تبقى موحدة الهدف الذي يدور حول شعار هذه المناسبة ويحقق اكبر قدر ممكن من الفائدة اما على مستوى المنطقة الشرقية فتقوم المديرية العامة للشؤون الصحية ومن خلال اللجنة المركزية لمكافحة الدرن برئاسة المدير العام الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي والقائمين على هذا البرنامج وبالتنسيق مع الجهات الصحية الاخرى الحكومية والخاصة بتنفيذ عدد من الانشطة والفعاليات وبصور مختلفة جماعية وفردية مع اعطاء القطاعات الصحية المختلفة التابعة للمديرية الخيار في تبني الانشطة والابتكار فيها والتنسيق مع الجهات الصحية الاخرى كل في قطاعه حسب الامكانيات.
الدكتور عبدالمحسن العلوان
@ ماهي نتيجة اتباع استراتيجية العلاج تحت الاشراف الطبي؟
بفضل الله تعالى ثم بفضل هذه الاستراتيجية تمكنت المنطقة من تحقيق معدل شفاء بين حالات الدرن الرئوي موجبة القشع (البصاق) والتي تم اكتشافها وانهاء معالجتها بنهاية عام 2002م بنسبة تجاوزت 80% ومن المؤمل ان تصل المنطقة الى الهدف الوطني المعلن بانتهاء الحالات تحت المعالجة لعام 2003م وهو 85%.
@ هل لديكم احصائيات عن نسبة وجود المرض في المملكة والمنطقة الشرقية؟ وما نسبة اصابة العمالة الوافدة بالمرض؟
ان الاحصائيات الخاصة بهذا المرض في المملكة باعتبارها احدى اقل دول اقليم شرق المتوسط في معدلات الحدوث والتي تقدر بأقل من 20 حالة لكل مئة الف من السكان مقارنة بالاقاليم الاخرى حسب تقسيم منظمة الصحة العالمية والتي تقدر فيها هذه المعدلات باكثر من 100 حالة لكل مئة الف من السكان. اما في المنطقة فتشير هذ المعدلات الى ان الغالبية العظمى من الحالات المسجلة هي بين العمالة الوافدة من مواطني دول جنوب شرق آسيا والقارة الهندية وافريقيا وتقدر ب (77.3 حالة) لكل مئة الف نسمة وهذا لا يختلف عما تسجله الاحصائيات الاقليمية والعالمية المشار اليها في هذا المجال. اما معدلات حدوثه بين المواطنين فتبقى محدودة 9.96 حالة لكل مئة الف من السكان.
@ كيف كان الدرن يعالج في الماضي قبل اكتشاف العقاقير، ومتى افتتحت المصحات العالمية لعلاجه؟
الدرن مرض معد تسببه بكتيريا بطيئة النمو تعرف ببكتريبا الدرن وتنتقل عن طريق الرذاذ المتطاير من الشخص المريض بالدرن الرئوي او الدرن الموجود في الحنجرة والحبال الصوتية، وهو معروف منذ القدم فقد عرف الهنود القدماء الدرن منذ عام 1500 قبل الميلاد وكانوا يطلقون عليه (ياكسما) وقد عرفوا اعراضه واشاروا اليها من الخمول وضيق النفس والسعال المصحوب بالبلغم والمخلوط بالدم في بعض الاحيان.ومع ذلك ظلت طريقة التشخيص صعبة لان البكتيريا المسببة للمرض لم تكن معروفة في ذلك الوقت وقد كان الاطباء الهنود ينصحون المرضى بوجوب اتباع طريقة سليمة وصحيحة في التغذية بتناول الطعام الغني بالبروتين لزيادة الوزن وتحسين الحالة الصحية للمريض كانوا ينصحونهم بالخلود للراحة عدم الاجهاد والاقامة في مناطق جبلية مرتفعة.
كما اثبتت الحفريات التي تمت في مصر ان مرض الدرن كان معروفا عند قدماء المصريين واستدلوا على ذلك بوجود آثاره في المومياء المصرية، وقد اطلق عليه الاغريق كلمة (استهلاك) لما يعانيه مريض الدرن من نحافه الجسم ونقص في الوزن ومع اشراقة الاسلام وازدهار الحضارة الاسلامية والعلمية اخذ الاطباء المسلمون على عاتقهم النهوض بعلم الطب ففي القرن السابع الميلادي وصف (ابن سينا) الدرن في كتابه (القانون في الطب) وقد اسهب في ذكر المرض ووصف الهواء النقي والحليب كعلاج.
وقد كان العالم الالماني (سونلين) اول من اطلق كلمة الدرن Tubercalosis على هذا المرض عام 1839م. وفي 24 مارس عام 1882م اكتشف العالم الالماني روبرت كوخ البكتيريا المسببة لمرض الدرن باعتماده على طريقة خاصة في صبغ البكتيريا، وقد اخذت طريقة العلاج منحنى جديدا عندما قام العالم (برهمر) بانشاء المصحات الخاصة لعلاج الدرن الرئوي عام 1859م وكانت هذه المصحات تقوم على اساس تقديم الراحة الشاملة للمرضى وتوفير الطعام الجيد والهواء النقي، ثم اتسع نطاق المصحات الطبية لعلاج المرض من اوروبا الى الهند وامريكا وباقي دول العالم.
د/ حسن ابو الجد تحدث عن دور الطب الوقائي في الحد من الاصابة بالدرن حيث ذكر انه من خلال المكتب الوقائي يتم التبليغ عن حالات الدرن الى منسق البرنامج الوطني لمكافحة الدرن في المنطقة لتسجيل الحالة واعطائها رقم (كودي) في السجل العام لمرضى الدرن الذي من خلاله يتم استيفاء بيانات المرضى الشخصية وتحديد الوحدات العلاجية وتاريخ بدء المعالجة ومتابعة الحالات للتأكد من استمرارها في العلاج واعادة المنقطع منها الى المعالجة والتعامل مع الحالات المنتكسة او التي يثبت فشل معالجتها او مقاومتها للعلاج وفق الاجراءات المعتمدة في دليل العمل الخاص بهذا البرنامج والذي تشرف عليه لجنة علمية عالية التخصص في هذا المجال والاهم في هذه الآلية انها تشدد على ضرورة اعادة فحص البصاق مجهريا عند نهاية الشهر الثاني والرابع والسادس من المعالجة لتحدد بشكل دقيق ووفق تعريف علمي معياري موحد مدى استجابة المريض للعلاج والنتائج المترتبة على ذلك، فالهدف ليس اكمال العلاج فقط بل التحقق من الشفاء، كل تلك الخطوات تتم ضمن نظام معياري موحد للتسجيل والمتابعة للمرضى في الوحدات العلاجية داخل المنطقة وخارجها لمن يتم تحويلهم، ولا ينتهي دور منسق المنطقة في متابعة كل ما يخص هذه الحالات حتى اعلان وتوثيق نتيجة المعالجة والتي لا يقبل فيها اقل من الشفاء وفق نظام احصائي دقيق يضمن جودة تطبيق هذا البرنامج.
@ اما عن آلية عمل البرنامج الوطني لمكافحة الدرن من خلال استراتيجية المعالجة القصيرة الأمد تحت الاشراف المباشر؟
فقال آلية العمل لدينا في المنطقة الشرقية كغيرها من مناطق المملكة تعتمد على وجود كوادر مؤهلة ومدربة من منسقين واطباء وفنيين، والخطوة الاولى هي احتفاظ الاطباء في جميع المنشآت الصحية بمستوى عال من الاشتباه بهذا المرض بين مراجعيهم ممن لديهم الحد الادنى من الاعراض او علامات المرض. وترتكز استراتيجية هذا البرنامج في التشخيص على الفحص المجهري المباشر لبصاق الحالات المثبتة بها ومن تثبت اصابته بالمرض يبلغ المكتب الوقائي بالمنطقة بذلك للقيام بالاجراءات الوقائية للمخالطين للحالة.
وبفضل هذه الجهود فان هذا البرنامج اليوم في طريقه للوصول للاهداف الوطنية المتمثلة في اكتشاف مالا يقل عن 70% من حالات الدرن وتحقيق الشفاء فيما لا يقل عن 85% منهم وهذا هو الهدف العالمي ايضا.
@ وعن سبب الاهتمام بمرض الدرن عالميا؟ وهل عاد للظهور كوباء؟
بالرغم من اكتشاف العلاج لهذا المرض قال: قبل حوالي خمسين عاما الا انه لازال يتسبب بوفاة ثلاثة ملايين شخص كل عام ويؤدي الى اصابة تسعة ملايين شخص بالمرض سنويا واكثرهم من الشباب البالغين وقد حدا ذلك بمنظمة الصحة العالمية ان تعلن عام 1993م بأن الدرن يشكل خطرا على البشرية ودعت جميع دول العالم للتدخل السريع لمنع انتشار هذا المرض حيث اثبتت الدراسات عام 1995م وجود خمسين مليون حالة درن في العالم ويمكن ان يصاب تسعون مليون شخص بالعدوى خلال العشر سنوات القادمة.
وقد اخذت منظمة الصحة العالمية بزمام المبادرة في العديد من الدراسات بحثا عن الآلية التي يمكن من خلالها معالجة وتصحيح هذا الوضع، وما الشعارات التي تطلقها المنظمة في هذه المناسبات من كل عام الا تجسيدا لتلمس كل ماهو مفيد وفعال لنجاح هذه الآلية.
وضمن هذا التوجه يأتي اليوم العالمي للدرن هذا العام تحت شعار (المعالجة تحت الاشراف المباشر حققت لي الشفاء.. وسوف تحققه لكم ايضا) باذن الله ليؤكد عدة حقائق مهمة الاولى تدق ناقوس الخطر القادم بعودة هذا المرض وضرورة تضافر الجهود للقضاء عليه والثانية تؤكد فعالية استراتيجية المعالجة قصيرة الامد تحت الاشراف المباشر في تحقيق الشفاء من هذا المرض - باذن الله - والثالثة تقرن نتيجة ما تحقق بقصر مدة العلاج نسبيا وبالاشراف المباشر على اخذ المريض للعلاج، والرابعة تشجع المرضى على الاخذ بزمام المبادرة في طلب العلاج والالتزام به والخامسة ضرورة الاكتشاف المبكر للحالات وتحقيق اكبر نسبة شفاء بين المرضى وهذا ما يبرزه هذا الشعار بكل وضوح.
@ وعن جهود وزارة الصحة للقضاء على مرض الدرن او الحد من انتشاره؟
* قال تعتبر المملكة العربية السعودية محط انظار العالم بحكم مركزها السياسي والجغرافي والديني والاقتصادي والاجتماعي ويدخلها الآلاف من الوافدين سنويا لغرض العمل او الحج او العمرة او الزيارة وهم من جنسيات عديدة وبيئات اجتماعية مختلفة مما يجعل مواطنيها اكثر عرضة للاصابة بهذا المرض لذا فانها حريصة اشد الحرص على الاخذ بزمام المبادرة في هذا المجال وقد بادرت الى تبني هذه الاستراتيجية منذ الربع الرابع لعام 1998م لتكون الآلية التي ينفذ من خلالها البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بالمملكة والذي بدأ منذ السبعينات الميلادية في ثمان مناطق بالمملكة بينما تمت تغطية جميع المناطق بهذه الاستراتيجية بحلول عام 2000م ، واليوم فان المملكة تطمح الى تحقيق هدفها المحدد في هذا المجال وهو خفض معدل الاصابة بهذا المرض الى حالة واحدة لكل مئة ألف من السكان بحلول عام 2010م ، وقد بذلت حكومتنا الرشيدة ولاتزال تبذل ومن خلال وزارة الصحة كل غال ونفيس في هذا المجال ادراكا منها ان المجتمع السليم المعافى هو القادر على بناء حاضر هذه الامة ومستقبلها.
لتحقيق اكبر قدر من الفائدة بهذه المناسبة، وما هذا العرض الا واحدا من هذه الانشطة ومن خلال وسيلة مهمة من وسائل التواصل مع المجتمع الا وهي الاعلام المقروء. وبهذه المناسبة نشير الى ان المملكة جزء من هذا العالم تتأثر به وتؤثر فيه وهنا تجدر الاشارة الى ان وجود هذا المرض في المملكة وبدرجات متفاوته بين المناطق لا يشكل ظاهرة فردية بل هو جزء من طبيعة وجود هذا المرض وفي جميع دول العالم مثله مثل باقي الامراض الوبائية.
والمهم ليس وجود هذا المرض وانما ادراك الناس لوجوده ومساهمتهم في مكافحته والوقاية منه توطئة للقضاء عليه وفقا للاهداف المرسومة، ولن يتأتي ذلك الا بتضافر الجهود على مستوى الفرد والاسرة والمجتمع ولاسيما انه مرض يمكن الشفاء منه بالكامل فما العائق وقد وفرت الدولة اعزها الله كل الوسائل المطلوبة لتحقيق ذلك من علاج مجاني واماكن لتقديم العلاج ومتابعة المرضى حتى شفائهم باذن الله.
عقيل الغامدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.