يكمل مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية مطلع العام الجديد مسيرة تمتد لما يقرب من خمسة عقود، قدم خلالها خدمات الرعاية الصحية العلاجية والوقائية لملايين المرضى من سكان منطقة الرياض والمناطق الأخرى، حيث مر بعدة مراحل من التطوير والتحديث في إمكاناته وخدماته، ليصبح أحد الصروح الطبية التي تقدم منظومة من خدمات الرعاية الصحية بأرقى معايير الجودة. وأكد الصيدلي "أسعد دمياطي" مدير المستشفى أنه يُعد من أوائل المستشفيات المتخصصة والرائدة في علاج الأمراض الصدرية و"الدرن"، ليس في المملكة فحسب بل في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، حيث تأسس بموجب اتفاق بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في عام 1962م، وبدأ تشغيله عام 1963م، مضيفاً أن النواة الأولى كانت بمركز لمكافحة "الدرن" في حي "عتيقة" بسعة 50 سريراً، وفي عام 1405ه انتقل المستشفى إلى مبنى جديد في حي "السليمانية" سعة 120 سريراً، وأطلق عليه في ذلك الوقت مسمى "مستشفى صحارى"، وأضيف إلى مهامه فحص العمالة الوافدة، وبعدها بثلاث سنوات تم استحداث قسم للأمراض الصدرية "غير الدرنية"، وأُفتتح قسم للعناية المركزة ووحدة التنظير للشعب الهوائية ووحدة الغسيل الكلوي، مشيراً إلى أنه على مدار ما يقرب من 20عاماً، قدم المستشفى خدمات عظيمة لمرضى "الدرن" والأمراض الصدرية ومرضى الكلى، وحرصاً من وزارة الصحة والمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض على زيادة عدد المستفيدين من خدمات المستشفى، كان قرار إنشاء المبنى الجديد للمستشفى في موقعه الحالي شرق العاصمة الرياض، والذي بدأ تشغيله عام 1424ه بسعة تزيد على 200 سريراً وباسم مستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية. دمياطي: بلغ عدد مراجعي مرض "الدرن" أكثر من 25 ألفاً خلال عامين وعن أبرز أقسام المستشفى أوضح "دمياطي" أنه من أربعة أقسام للتنويم منها قسمان لمرضى "الدرن" وقسمان آخران لمرضى الأمراض الصدرية "غير الدرنية"، بالإضافة إلى قسم العناية المركزة وقسم الطوارئ، إلى جانب قسمين لفحص اللياقة البدنية للرجال والنساء، والعيادات الخارجية وعدد من الأقسام للخدمات المساندة، مؤكداً أن المستشفى من خلال عضويته في اللجنة الوطنية لمكافحة "الدرن" يقوم بجهود تتسق مع خطة الوزارة لمكافحة هذا المرض، ويقدم الخدمات العلاجية المجانية للمرضى من أبناء المملكة والمقيمين بها، من خلال مركز متكامل لمكافحة الدرن في المستشفى وأقسام التنويم، لافتاً إلى أن عيادات "الدرن" تستقبل جميع المرضى المنتهي علاجهم بأقسام التنويم، وكذلك المرضى الذين يتم تحويلهم للمستشفى من المستشفيات التابعة للوزارة، وكذلك مستشفيات القطاع الخاص. متدربات داخل صيدلية المستشفى "عدسة- بندر بخش" وأكد "دمياطي" أنه بلغ إجمالي عدد المراجعين من مرضى "الدرن" خلال العامين الماضيين 1430-1431ه أكثر من 25 ألف مريض، تلقوا كافة الخدمات العلاجية، بما في ذلك التنويم في المستشفى لمن تتطلب حالته الصحية ذلك، ذاكراً أن العيادات الخارجية قدمت خدماتها بمساندة من العيادات التخصصية، مثل عيادة الأنف والأذن والحنجرة وعيادة الأمراض الجلدية، لافتاً إلى أن قسم الطوارئ بالمستشفى استقبل خلال هذه الفترة ما يصل إلى 89 ألف مريض ومريضة، مبيناً أن قسم الكلى بالمستشفى يحتوي على 16 وحدة للغسيل الكلوي، تم تحديث جزء كبير منها، وجارٍ تحديث البقية، ليصل عدد عمليات غسيل الكلى خلال العامين الماضيين فقط إلى ما يقرب من 9 آلاف جلسة غسيل تحت إشراف نخبة من الاستشاريين والأطباء والمختصين بالخدمات الاجتماعية، وحرصاً على راحة مرضى الكلى يقدم القسم خدماته على فترتين صباحية ومسائية لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المرضى بما يتناسب مع ظروفهم الصحية والاجتماعية ومواعيد العمل. أسعد دمياطي وقال "دمياطي": إن هناك خدمات أخرى يقدمها المستشفى من خلال قسم اللياقة البدنية، وأبرزها فحص المتقدمين عن طريق ديوان الخدمة المدنية للوظائف الحكومية بالقطاع الصحي والقطاعات الأخرى، وكذلك فحص العمالة الوافدة والتأكد من خلوهم من الأمراض الوبائية والمعدية، موضحاً أن قسم اللياقة البدنية أجرى الفحوص الطبية خلال عام 1430 – 1431ه لما يزيد على 90 ألف شخص من الرجال والنساء، ذاكراً أن إدارة المستشفى تولي اهتماماًُ كبيراً بفحص العمالة الوافدة لحماية المجتمع من مخاطر الأمراض المعدية، كاشفاً عن وجود خطة مستمرة للحفاظ على جودة الخدمات التي يقدمها المستشفى للمرضى والمراجعين، من خلال ترميم وصيانة جميع أقسام المستشفى تباعاً. المستشفى يمتلك أجهزة حديثة في الكشف والتحليل ممرض يقدم خدماته للمراجعين بسرعة ودقة فائقتين