لم يتعود الشارع الرياضي السعودي على المباشرة والشفافية وفتح الملفات النائمة وسط ادراج الاتحادات واللجان والأندية، كان ينام على فوضى ويصحو على مثلها، تحاصره الاماني وتحيط به الوعود، وتحفزه الغيرة على رياضة بلده فبح صوته من المناداة بالتطوير فيجد أن الحال على الرغم من توالي الاعوام لم يتغير؛ لذلك جاءت ردة فعله قوية وشبه مستغربة تجاه التصريح القوي والواضح للرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد الذي رأى أن آخر الحلول في علاج المرض هو الكي فتحدث عن ديون الاتحاد السعودي لكرة القدم التي بلغت حوالي 141 مليون ريال والخلافات بين الاعضاء، وأزال اللبس وقرّب الصورة حول هذا الاتحاد ومواقفه الصعبة واوضاعه المالية غير الواضحة، وتعاملاته مع الاحداث داخل اروقته من جهة وعلاقته بالاطراف التي تتمثل بالاندية والاعلام والجماهير من الجهة الأخرى وكأنه يقول (التغيير قادم لا محالة). بدلا من الاستغراب ومحاولة تفسير تصريحه كلا حسب ميوله وغاياته وظنونه واهدافه وحرصه على ان يقف المسؤول اياً كان في صف ناديه يفترض أن نحتفل ونصفق لهذه الشفافية وأن نشيد بموقف المسؤول الشبابي والرياضي وتعليقه الجرس قبل أن يستفحل الأمر وينتشر المرض في جسد رياضة الوطن وتحديدا معشوقة الملايين كرة القدم وبالتالي صعوبة العلاج واستحالة التعامل معه ليس بالمسكنات انما بالعمليات الجراحية الصعبة التي ربما لا تنجح، ما تحدث به المسؤول الذي استطاع خلال فترة وجيزة ان يجعل الرياضيين يتحدثون بصوت مسموع عن الشفافية والحزم وإمكانية القضاء على جميع المشاكل يجب أن يباركه الكل وأن يرددوا (برافو) يامير الشباب فأنت من جعلتنا نقترب من الواقع الفني والإداري والمالي لرياضتنا، أنت من تحدثت من واقع مسؤولية وغيرة وادراك للازمات التي تحيط بها حتى أصبحت كالغريق يريد النجاة فيذهب الى عمق البحر بدلا من الاتجاه الى شاطئ الامان، لم تجامل اتحاد وتراعي مصالح ناد، وتلين تجاه مسؤول لا يعمل، ومشروع متعثر وتتهاون مع لجنة فاشلة وإداري اعتاد العمل على العمل التقليدي، بدأت بجلب الكوادر المؤهلة واقتربت من الحلول أكثر، واشعلت قناديل التفاؤل في المحيط الرياضي. ايها المسؤول الشبابي والرياضي نعرف أنك لا تستسيغ المدح ولا تقبل بالاملاءات ولاتستجيب لمقالات التخويف واتهامك بما هو ليس فيك او تصويرك على أنك المسؤول الذي لا يخطئ والانسان الذي لا يخفق، ندرك أنك لا تابه بما يقدمه اعلام التملق ومنابر التعصب وبرامج المشجعين وقنوات النمط التقليدي واطروحات المحتقنين وتصريحات الغاضبين، وحملات المشككين ومحاولات التركيع وهذا مايجعلنا نتفاءل بأن مستقبل شباب الوطن ورياضته سيكون أكثر إشراقه وأجمل حضورا وأفضل نتائج، لذلك سر على هذه الشفافية والوضوح واستعن بالله، فالمتعصبون لن يرضوا عنك وأصحاب المصالح الخاصة لن يقبلوا بقراراتك ما لم تكن لصالحهم، هم الآن ترتعد فرائصهم خشية أن يجتاحهم طوفان التغيير وقرارات الحزم، تابع تغريداتهم واقرأ مقالاتهم وغمزهم ولمزهم وانظر الى صراخهم والهجوم ضدك، لن يتوقفوا ولكن القوة والقرارات الرادعة وخطوات التصحيح الناجعة ستضعهم في الزواية الضيقة؛ وبالتالي نهوضك بالرياضة وانحسار الضوء عنهم. اما الاتحادات واللجان والاندية فنقول اعانكم الله، لم يعد الأمر قابلا للمداهنة، نحن في زمن الاستثمار والاحتراف وتحويل الرياضة إلى صناعة ومن ليس لديه قدرة على تقبل الواقع الجديد فليرحل غير مأسوف عليه.