ممارسة الرياضة ومتابعتها، مصدر مهم للترويح عن النفس وبعث الأمل فيها، لكنها في السعودية تحوّلت إلى مصدر للإساءة والإحباط والحزن، خلال العقد الماضي تعرضت الرياضة السعودية إلى النكسة الكبرى، ممثلةً بالعرض الإبداعي المعبّر الذي عزفه الألمان، بصراحتهم وصرامتهم، عام 2002، ليقولوا ببساطة إن الرياضة السعودية لا تمثل شيئاً. وعلى الرغم من التحركات الرسمية لمعالجة الأزمة عبر تشكيل لجنة تطوير الرياضة آنذاك، إلا أن شيئاً فعلياً لم يتحقق، وإنما استمر التراجع على الصعد الرياضية كافة. أما الأنشطة الشبابية التي لا تتعلق بالرياضة، فغابت تماماً، وهي قصة حزينة أخرى، ولذلك فإن التغيير الذي أتى بنواف بن فيصل رئيساً لرعاية الشباب، يتطلب أن يشمل أيضاً تغيراً في الفكر الذي يقود الرئاسة على المستويين الشبابي والرياضي بصورة تتيح للأنشطة الشبابية - غير الرياضية - أن تأخذ فرصة كافية تتواءم مع طبيعة الدور المناط برعاية الشباب، وهو ما يتطلب فتح الباب نحو استقلالية الاتحادات الرياضية. إن الآمال الكبيرة التي واكبت تعيين نواف بن فيصل، لم تأت إلا بعد أن سيطر اليأس والإحباط على نفوس المهتمين بالشأن الشبابي والرياضي، نتيجة الإخفاقات المتوالية، ووفقاً للأرقام فإن الأمير نواف فيصل أضحى مسؤولاُ عن رعاية أكثر من نصف الشعب السعودي، باعتبار أن فئة الشباب تمثل غالبية السعوديين، وهو ما يعني أن على رعاية الشباب أن تتجاوز الاهتمام فقط بكرة القدم التي تعد جانبا من الرياضة التي تمثل جانبا من رعاية الشباب، وهذا ما يعني أن العقد الماضي شهد تمحوراً لا منطقياً حول كرة القدم، وهو ما أتى على حساب بقية الأنشطة الشبابية الأخرى. أتحدث من منطلق انتمائي لفئة الشباب في السعودية التي يحزنني واقعها المرير على المستوى الثقافي والفكري، إضافة إلى سوء الوضع الرياضي كما هو ظاهر، ولذا، فإن تفعيل دور الأندية في الجوانب الاجتماعية والثقافية ينبغي أن يأخذ ذات الأهمية التي تأخذها الرياضة، يحتاج الشباب إلى من يسمعهم، ويقترب من همومهم وقضاياهم، وهي لاتنحصر حول الرياضة، فتعرض الشباب لمضايقات وإهانات عند دخول بعض المراكز التجارية أو المعارض، وتدني المستوى الثقافي، والسلوكيات الخاطئة التي تحدث في بعض المناسبات وغيرها، أمور ينبغي أن يكون للرئاسة فيها دور ملموس، لتقديم الاستشارة، وللإسهام في المعالجة، وذلك يتطلب وجود شراكة حقيقية مع القطاعات الأخرى المتعلقة بالشباب.