إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الجديد الأمير عبدالله بن مساعد، اعانك الله على المسؤولية الكبيرة، و"شرابيك" الرياضة وأزماتها، وخروجها عن المسار الصحيح وتكاثر عثراتها، لن نضع حبر المدح وعبارات الهجاء والمقالات الرنانة على طاولة مكتبك بحثا عن هدف، ونشيد باختيارك لهذه المهمة، فولاة الأمر يدركون جيداً من هو الرجل القوي الأمين القادر بعد توفيق الله على تجسيد ثقتهم على أرض الواقع وتخليص الرياضة من تراكم مشاكلها، وتزايد بلاويها الادارية والمالية والعبث ببنيتها التحتية وهدمها، والقيام بالاعمال التي ينتظرون انجازها، وهذا كاف لإنصاف كفاءتك وخبرتك وتحفيزك نحو العمل والأداء الأمثل، لن نوصيك بتفعيل دور اللجنة الأولمبية السعودية التي تعتبر شبه غائبة، واحياء لجنة المنشطات التعيسة التي كادت أن تتوفى دماغياً، وتنشيط عمل اللجنة القانونية داخل رعاية الشباب من أجل التصدي للتجاوزات الإعلامية، والتدقيق والتمحيص حول وضع "صندوق الوفاء" المسكوت عن إراداته ومصروفاته، والعقود التي أعلن عنها، وليس لها أثر، والمشاريع الشبابية والرياضية المتعثرة منذ فترة، وضعف إداء الكثير من الاتحادات واللجان ومكاتب رعاية الشباب، وغياب الرقابة والشفافية، والمجاملات، والعبث في ميزانيات الاندية عند قبل وانقضى مجالس إدارتها، وترحيل الديون إلى ادارات أخرى، وفتح ملفات صيانة الملاعب والتخصصة والاستثمار، ومقرات الأندية وفقرها ومستحقاتها التي تتأخر ليس بالأشهر إنما بالاعوام، واستخلاص الدروس والعبر من اسوأ موسم مرت به الرياضة السعودية، فأنت رجل الاقتصاد والاستثمار ومسؤول الرياضة وقائد الشباب، والمطلع على هذ المشاكل والمعاناة، والواقع والطموح، ولكننا نقول لك من باب التذكير فقط احذر داء العصر ومرض المجتمع ونكبات الأمة وهواة التطبيل والتضليل، وارباب التزييف والخداع، ونعني بذلك المتملقين من مختلف اطياف الرياضة والإعلام الذين استقبلوك وسيستقبلونك ويلاحقونك بعبارات النفاق والتبجيل، هؤلاء سيصورونك بالملاك والوزير الذي لم يتولَ المسؤولية مثله، ويقود الشباب والرياضة شخصا بحجمه، ولكنهم سرعان مايبيعونك مجرد أن لا تسير على مزاجهم ولا ترضخ لمطالبهم ولاتخدم ميولهم، احذر اولئك (وهؤلاء أشد خطرا) الذين يحاولون الآن الطعن في نزاهتك والتشكيك بنواياك، واهدافك المستقبلية، ويعملون باسلوب رخيض معتاد لتحريضك على أندية معينة من خلال الغمز في قناة الميول بهدف التشويش عليك وتجاهل انصاف هذه الاندية عندما تبحث عن حقوقها في أروقة رعاية الشباب واللجان. احذر تلك الأقلام التي دأبت على النفاق وتمسيح الجوخ والتقرب من المسؤول والعمل بمبدأ (أخدم نادينا وأهضم حقوق المنافسين نشيد بك)، احذر من يمهدون الطريق من أجل الوصول إلى هدفهم لامن أجل المصلحة العامة وتطوير الوضع الشبابي والرياضي، لا تثق بمن يخفض رأسه ويرخص قلمه ويهين شخصه ليسا تواضعا وأدبا انما تملقا ورياء، وتزلفا وبحثا عن مصالح خاصة، وعند الوصول الى هدفه "يتشيطن" وفي حالة ترجلك عن المنصب يصدون، وبدلا من عبارات المدح ومقالات الاستغفال والضحك على الذقون يرمونك خلف ظهورهم وينقلب مدحهم إلى هجوم. هذه النوعية هم آفة الرياضة ومصيبة الإعلام والخطر على المجتمع، والسوسة التي تنخر الجسد وتهد الجدار المتين وتعمي عن رؤية الطريق الصحيح والعبور إلى شاطئ الأمان وتحقيق آمال وتطلعات ولاة الأمر وشباب ورياضيي الوطن، ونحسبك الرجل الذي دخل دهاليز الرياضة فعرف كل شيء وفرز الغث من السمين، وعرف القوي من الضعيف، والصادق من المتزلق، والمخلص من الناكر للجميل.