لا يمكن حصر عدد الفلاشات التي أضاءت بشكل متصل بينما كان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان يقدم درعاً تراثياً مطعماً بالسدو إلى أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله، تكريماً له في افتتاح المنتدى السعودي الثاني للمؤتمرات والمعارض، غير أن القليلين فقط كانوا يعرفون أن الحرفية السعودية رحمة فلاتة هي من كانت وراء تصميم وتصنيع ذلك الدرع الذي بدا كهدية تختلف عما اعتاد الناس رؤيته في المناسبات. "هذا الشعور يشبه الحلم، لا أستطيع وصفه" قالتها ابنة المنطقة الغربية والتي تقيم وتعمل منذ سنوات في المنطقة الشرقية، وهي ترى لحظة التكريم التي مثلت بالنسبة لها ذروة مسيرتها التي امتدت لأكثر من 20 عاماً في تصميم وصناعة الحرف اليدوية، المسيرة التي مرت بالعمل في جمعية البر الخيرية، ومركز الأميرة جواهر، وبممارسة دور التدريب على الخياطة والفنية. من ركن مصغر لأعمالها ضمن جناح البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) في المعرض، تحدثت فلاتة عن هذه التجربة التي عرفت تغيراً جدياً نحو الأفضل، خصوصاً حين نضع على طرفي خطها الزمني صورة الطفلة التي تحب صناعة أغراضها وفقاً لأسلوبها الخاص، والمرأة التي تقوم بأعمال فنية كثيرة من ضمنها الدروع والمعلقات واللوحات والهدايا، وغيرها من المنتجات التي لم تتوقف عند الدول العربية بل وصلت حتى إلى امريكا. رائدة أعمال، هكذا تقدم فلاتة نفسها لزوار ركنها الذين تستخدم "الكاتلوج" لاطلاعهم على قطع لم تتمكن من عرضها بسبب المساحة، قبل أن تحدثهم بمعرفة عالية حول ما تقوم به، "يمكن توظيف الخامات البسيطة في أشكال فنية، كما يمكن إضافتها في لوحات وأشكال جاهزة بما يتناسب ومتطلبات العصر، الخيوط والحرير والصوف والخوص، لقد خرّجت دفعات عدة من الحرفيات اللاتي يقمن على تطبيق نفس النماذج التي أصنعها، بل ونجحن في إبداع أعمال خاصة لهن". فلاتة التي تنظر باعتزاز لتعاملها مع شركات كبرى مثل أرامكو، وحين تسألها عما تعتقد أنه السبب في تميز منتجها أجابت بالإنجليزية وبكلمة واحدة "finishing"، فهي تحرص على أن يكون منتجها النهائي مختلفاً عما هو متداول من حيث الشكل والجودة وإتقان التفاصيل الصغيرة واللمسات النهائية، كما تعمل على تخصيص هذا المنتج تبعاً لكل عميل، فالشركات تهتم بوجود شعارها، والأفراد يفضلون كتابة أسمائهم، المهم دائماً. لا تتردد رحمة للحظة واحدة قبل أن تخبرك عن إيمانها بأن هدايا الحرف اليدوية أفضل من نظيرتها المستوردة، كما لا تخفي أمنيتها بأن تتعلم الفتيات السعوديات المزيد عن هذا المجال، أما الخبر الذي أسعدها وهي تعرفه للتو فهو القرار الحكومي باعتماد الهدايا التراثية وأعمال الأسر المنتجة لتقديمها إلى ضيوف المملكة، تعلق "قرار جميل ويدعمنا لنعمل أكثر". أما في ما يتعلق بتطور عملها مع الوقت فهي تبدي ارتياحاً لما تحقق لها، لا سيما خلال الشهور الثلاثة الأخيرة التي لبت فيها خمسة طلبات بكميات كبيرة وصلت إحداها إلى 500 قطعة، ورغم ذلك تربط النجاح بالقدرة المادية على توفير مواد أساسية وأدوات مساعدة، كما تعتبر أن التطوير وتنويع المنتجات أسباب مهمة في الاستمرارية، وتضيف "في حال توفرها يمكننا العمل على لوحات كبيرة واكسسوارات منزلية وأخرى للأجهزة الحديثة، يجب عدم الاكتفاء بالهدايا التذكارية فهي تظل منتجاً موسمياً".