أوضحت المصممة نهلة بنت حميد الحميد أن الدافع وراء عملها كمصممة للحرف اليدوية نابع من مهارتها وقدرتها الإبداعية للعمل اليدوي، وأنها تتطلع للارتقاء بالحرفة اليدوية لتصل إلى المستويات العالمية، وهدفها في العمل مع الهيئة العامة للسياحة والآثار هو إحياء التراث الشعبي، وتطوير الحرف اليدوية، والجمع بين التراث الشعبي والفن المعاصر، مشيرة إلى أن تصاميمها وصلت لعدد كبير من القطاعات الحكومية والخاصة، منها الديوان الملكي السعودي، وسعودي أوجيه. وأضافت نهلة أنه يجب رفع معنويات العاملين في هذا المجال من الجنسين، مثمنة الإطراء الذي وجهته صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مما زاد في رفع معنوياتنا بإعجابها الشديد بتصاميمنا في الحرف اليدوية، وأيضا زوجة السفير الأمريكي الدكتورة جانيت بريزلين-سميت التي أبهرتها المنتجات لدرجة أنها عرضت علينا إقامة معرض لمنتجاتنا الحرفية في منزلها الخاص، إلى جانب أنها تحدثت عن مسيرتها العملية وطموحاتها وتقييمها للحرفيات السعوديات، وفيما يلي نص الحوار: المشاركة في "بارع" *في البداية بودنا لو تحدثينا عن طبيعة عملك؟ - عملت كمديرة مشاريع ومشرفة على مجموعة من المهندسات من جميع الجنسيات، بالإضافة إلى عملي الإداري كنت أصمم المشاريع بشكل كامل من أسقف، وأرضيات، وتحديد المواد المستخدمة، وأماكن توريدها، إلى جانب مقابلة العميل وأخذ احتياجاته، ومن المشاريع التي قمت بالإشراف عليها ل"الأمانة العامة لمؤسسة الملك عبدالله للإسكان التنموي لوالديه" و"مشروع الأبراج الطبية لكلية الرياض لطب الأسنان والصيدلة"، و"العثيم مول بالدمام"، إلى العديد من المشاريع التجارية والسكنية، كما عملت في قرية الحرف السعودية، وكنت من مؤسسي قسم التصميم، وقمت بتصميم وتنفيذ كافة الهدايا والتغليف، ولله الحمد وصلت تصاميمي لعدد كبير من القطاعات الحكومية والخاصة، منها: "الديوان الملكي السعودي" و"سعودي أوجيه" والهيئة العامة للسياحة والآثار"، مضيفة: جاء عملي مع السياحة ودخولي في هذا المجال بترشيح من المهندس سعيد القحطاني مشرف الحرف والصناعات اليدوية بالهيئة "بارع" كمتطوعة بمسمى مصممة ومشرفة إنتاج لمدة سبعة أشهر. الوصول للعالمية *ماهو الهدف الذي تطمحين إليه من خلال عملك؟ - الدافع وراء عملي كمصممة للحرف اليدوية نابع من مهارتي وقدرتي الإبداعية للعمل اليدوي، وتطلعاتي للارتقاء بالحرفة اليدوية لتصل إلى المستويات العالمية، وهدفي في العمل مع السياحة إحياء التراث الشعبي، وتطوير الحرف اليدوية، والجمع بين التراث الشعبي والفن المعاصر، فكما نعرف كان في السابق مزاولة الحرف اليدوية الشعبية لغرض الحاجة النفعية، ونتيجة لميل الإنسان بطبعه إلى حب الزخرفة والجمال، فإنه اتخذ من حرفته وإنتاجه الحرفي متنفساً لإشباع هذا الجانب الزخرفي أو الجمالي فيه، وبما أن الحاجة النفعية قد تغيرت، واستبدلت بطرق أكثر تطورا، فإن العمل على حماية هذا الفن يتمثل في إكمال مسيرة تطور هذه الحرف لتصبح أكثر ملائمة مع ظروف العصر والمتحولات الحضارية. مجسمات تراثية أضيفت لها بعض المواد والصبغ منتجات كثيرة *كيف تم تطوير المنتجات الحرفية القديمة، وهل احتفظت بأصالتها التراثية؟ - عملنا على المحافظة على قيمتها الفنية والتراثية بتصنيف المنتجات من حيث النوع إلى منتجات محافظة على أصالتها، كمنتجات بنفس التصميم الأصلي، والخامة، والوظيفة المستخدمة للمنتج، وهي بنسبة 5% من إجمالي الإنتاج، مثل: سلال السعف، وسجاد السدو التي كانت ومازالت مطلوبة بشكلها الأصلي، ومنتجات مطورة جزئياً بتغيير إما في الحجم، أو الخامة، أو الوظيفة، بنسبة 25% من إجمالي الإنتاج، مثل: تغيير أحجام سفر السعف لتكون بمقاس مناسب لسفرة الطعام العصرية، وكذلك إلى منتجات معاصرة وهي المحافظة على أصالة المنتج من خلال المحافظة على الزخرفة، ولها النصيب الأسد من إجمالي الإنتاج وهو بنسبة 70% بتكرار الزخارف التراثية على منتجات نفعية وجمالية معاصرة، مشيرة إلى أن المنتجات قسمت من حيث التوظيف إلى أربعة خطوط إنتاج، وهي إنتاج هدايا زوار الدولة وكبار الشخصيات، وهدايا الشركات والمؤسسات، من هنا ركزت على جودة إخراج المنتج، وقمت بعملية تنفيذها بنفسي أو إحدى المتطوعات، كما ركزت على نوعية المواد المستخدمة وقيمتها، كإدخال الفضة وخرز النمنم "خرز صغير لا يمكن نظمه بالإبرة، وإنما بإحراق طرف الخيط، وحجم الخرزة الواحدة لا يتعدى المليمتر الواحد" بالإضافة للأحجارالكريمة وغيرها من المواد، إلى جانب إنتاج الأثاث والتحف سواء كانت مداخل، أو كراسي، أو لوحات وتحف، وقمنا بعمل (showroom) نموذج لغرفة عصرية مؤثثة بالكامل من الحرف اليدوية من إنتاجية المركز، بالإضافة إلى إنتاج الملابس والإكسسوارات لجميع الفئات العمرية، سواء كانت للمناسبات الرسمية أوالاعتيادية، وتشمل الحقائب، والعقود وإكسسوارات الشعر وغيرها، وإنتاج الأدوات المكتبية من أطقم المكاتب الفاخرة، والإكسسوارات المكتبية، والمذكرات، والدفاتر وغيرها. قصة مصورة *أخبرينا ماهي أحداث قصة نورة؟ - هذه القصة من الأعمال القريبة إلى قلبي، وهي عبارة عن لوحة ضخمة من السيراميك تحمل قصة نورة " قصة مصورة " وهي سيدة حرفية اسمها نورة، وتبدأ الأحداث منذ ولادتها عام 1940 وكيف أنها عاشت وتربت على العمل الحرفي اقتداء بأمها، وتتسلسل الأحداث بزواجها، وانتقالها مع عائلتها إلى المدينة، وبيعها في "سوق الحريم"، وهكذا تنتهي القصة في عام 2010 بعمل نورة في مركز الحرف والصناعات اليدوية كمدربة على الحرفة التي ورثتها عن أمها. جانب من أحد التصاميم على شكل شمعدان انضمام متطوعات *ما الآلية التي عملت بها في التصاميم وتنفيذ المخرجات؟ - في المتحف الوطني والقطع الأثرية، قمنا بعمل تصاميم تراثية يزيد عمرها عن المائة سنة، والكتب المختصة بالحرف اليدوية التراثية، والقصص القديمة، وتجارب الحرفيات، وكذلك البيوت الطينية "موقع المركز" واستخدام العمل بالطرق الحديثة للتصميم، وهي طريقة التجريب وهو أسلوب في الأداء الفني يهدف إلى توجيه المجرب نحو تنمية فكرة الإبداعية، وزيادة طلاقته التشكيلية، وصقل قدراته التنفيذية من خلال أنشطة وممارسات مختلفة، مضيفة: ساعدني كثيراً انضمام ثلاث متطوعات من خريجات الاقتصاد والتربية الفنية والنسيج، وأوجه لهن كل الشكر والتقدير وهن "أريج العتيبي" و"جوهرة الحبيب" و"عزيزة النفيعي" كانوا مثالا للعمل التطوعي وذلك بإخلاصهن الشديد في العمل، بالإضافة إلى أننا كنا نعمل في المركز في أيام الإجازات الرسمية. خطة سير الإنتاج *ماهي مراحل الإنتاج التي يمر بها العمل؟ - المرحلة الأولى هي عمل المخططات والرسومات التوضيحية أو نماذج مصغرة للمنتج من قِبل المصممة، والخطوة الثانية تسليم المخططات، أو النماذج الحرفية، وإمدادها بالمواد، مع تحديد تاريخ استلام وتسليم المنتج، من المصممة أو المتطوعة، بعد ذلك متابعة سير عمل المنتج، ثم استلام المنتج من الحرفية بعد إتمامه، عقب ذلك عملية تجميع القطع وإخراجها بالشكل النهائي، وبعدها عملية ترقيم المنتج وحفظه، يلي ذلك تصوير القطعة بشكل احترافي لغرض تسويقها، وتطلعاتي المستقبلية للحرف اليدوية هي وجود هيكلة إدارية وفنية متخصصة، بالإضافة إلى السيولة المالية وممولين من القطاع الخاص، ووجود عقود عمل بالنسبة للحرفيات. عوامل نجاح الحرف ما هو تقييمك للحرفيات، وفي تصورك ما أهم مقومات نجاح الحرف اليدوية ؟ أحيي فيهن الحماس والقدرة على تسليم العمل على الموعد، بل والبعض منهن تأخذ القطع للمنزل لتتمكن من تسليمها قبل الوقت المحدد ليتسنى لها استلام مشروع جديد وهكذا، وأرى أن مدى إمكانية تنفيذ المشاريع الخاصة للحرف اليدوية هذا أمر من اختصاصات الإدارة ولا يخصها كمتطوعة، وعن الشق الآخر من سؤالك: أن من أهم مقومات النجاح للحرف اليدوية، رفع معنويات العاملين بها، وأنا شخصيا كنت سعيدة جداً بالإطراء الذي وجهته لنا صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود عندما رفعت معنوياتنا بإعجابها الشديد بتصاميمنا في الحرف اليدوية وأيضا زوجة السفير الأمريكي الدكتورة جانيت بريزلين-سميت التي أبهرتها المنتجات لدرجة أنها عرضت علينا إقامة معرض لمنتجاتنا الحرفية في بيتها الخاص. آمال وتطلعات ما هي طموحاتك المستقبلية ؟ طموحاتي ليس لها حد ولكن ما يشغلني في الفترة الحالية هو الأمان الوظيفي، وسمعنا وعودا بهذا الشأن نتمنى أن ترى النور قريباً، كذلك الحال بتوفير السيولة اللازمة لإقامة معرض "بارع" في الرياض الذي نتمنى أن يرى النور أيضاً. حقيبة نسائية نُقشت عليها الزخارف