لا شك أن النجم العماني علي الحبسي أبرز النجوم العرب الذين لعبوا في الدوري الإنكليزي في الأعوام الأخيرة، وهو بلا شك أفضل حارس أو لاعب خليجي ينجح في تجربة احترافه، لكن هل وصل النجم العماني إلى نهاية الطريق في البريميرليغ؟ الموسم الماضي كان متقلباً وغريباً لويغان والحبسي، فالفريق حقق إنجازاً تاريخياً بفوزه بكأس إنكلترا للمرة الأولى في تاريخه، لكنه أيضاً ذاق مرارة الهبوط بعد 8 أعوام قضاها في الدرجة الممتازة، وهو الحال ذاته الذي كان عليه الحبسي، فبعد تألقه في الموسمين الأخيرين مع الفريق، ولعبه دوراً رئيساً في إبقاء الفريق في الدرجة الممتازة، إلا أن تأرجح مستواه وارتكابه عدداً من الأخطاء الفادحة كلفته وكلفت فريقه الكثير. فبعدما ارتبط اسمه بالانتقال إلى أندية أكبر من ويغان في منتصف الموسم الماضي، بينها ليفربول وحتى مانشسترسيتي، فإن سلسلة من الأخطاء كلفته حتى مكانه أساسياً مع ويغان، حتى جاءت أقسى لحظاته في المباراة النهائية لكأس إنكلترا عندما فضل المدرب روبرتو مارتينز إشراك الأسباني المعار جويل أساسياً بدلاً منه، لتشكل ضربة قاصمة للنجم العماني. الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، فعلى رغم هبوط ويغان وبقاء الحبسي معه حتى الآن، إلا أن التغييرات في الوجوه باتت مؤشراً سلبياً لمستقبل الحبسي في الكرة الإنكليزية، فرحل مارتينز لتدريب إيفرتون، علماً أن المدرب الإسباني هو الذي أقنع ويغان بدفع 4 ملايين جنيه لضم الحبسي من بولتون قبل عامين، بعد نجاحه في سنة الإعارة في 2010. الآن مارتينز رحل وحل مكانه أوين كويل مدرباً جديداً للفريق، وهو كويل نفسه الذي تخلص من الحبسي وأعاره إلى ويغان عندما عين مدرباً لبولتون في 2010، وبعدها وافق على بيعه، لتزداد المؤشرات بعدم اقتناع كويل بقدرات الحبسي أن يكون حارساً أساسياً، بل تأكدت عندما كانت أولى صفقات كويل مع ويغان ضم حارس منتخب إنكلترا السابق سكوت كارسون من بورصاسبور التركي في مقابل 700 ألف جنيه فقط. طبعاً لفريق هابط إلى الدرجة الأولى فإنه سيبحث في كل السبل لخفض مجموع رواتبه، خصوصاً أن لدى ويغان أربعة حراس، فإلى جانب الحبسي وكارسون هناك المخضرم مايك بوليت والشاب الواعد لي نيكولز، وثلاثة منهم يكفون لخوض موسم كامل. هل سيرحل الحبسي أم يرضى ببقائه احتياطياً مثلما رضي على مدى أعوام طويلة مع بولتون؟ الأغلب أنه سيسعى إلى الاستمرار في اللعب أساسياً مع أي فريق خصوصاً أنه وصل ذروته في مسيرته بدخوله سن ال30. لكن هل سيبقى في الدوري الإنكليزي؟ ربما يكون خياره الأول وأولويته البقاء في الدوري الإنكليزي بغض النظر عن الدرجة التي يلعب فيها أو الفريق الذي يمثله، والتفكير في الرحيل إلى دوري أوروبي آخر أو عربي يأتي بعد مرور 6 أشهر، فإذا لم يحصل على فرصة جديدة مع ويغان بقيادة كويل، ولم يأته أي عرض من نادٍ إنكليزي آخر يدرك حينها الحبسي أنه وصل إلى نهاية المطاف. يذكر أن الحبسي انتقل إلى الكرة الإنكليزية في 2006 عبر بوابة لين النرويجي الذي لعب له 62 مباراة بين عامي 2003 و2006، ليجلس احتياطياً في أغلب المواسم الأربعة التي أمضاها مع بولتون، ولم يلعب له سوى 10 مباريات بين عامي 2006 و2010، لينتقل بعدها إلى ويغان معاراً في موسم 2010-2011 ولعب معه 34 مباراة، ليدفع ويغان 4 ملايين جنيه لبولتون في 2011 ليضم الحبسي بصفقة انتقال كامل، حيث لعب له حتى الآن 67 مباراة، واشتهر الحارس العماني بصداته الرائعة، إذ نجح في صد نحو 50 في المئة من كل ركلات الجزاء التي سددت عليه خلال مسيرته مع ويغان.