انطلقت مساء امس منافسات دورة كأس الخليج العربي في نسختها ال 22 وانطلقت معها آمالنا العريضة وتطلعاتنا بلقب جديد للصقور الخضر في هذه المسابقة العزيزة على نفوسنا لارتباطنا التاريخي بها منذ 45 عاماً وباتت تشكل جزءاً مهماً من ارثنا الرياضي الكروي بأحداثها المثيرة وبطولاتها الخالدة ونجومها اللامعين ورجالاتها المؤثرين بقراراتهم التاريخية. لقد ساهمت هذه الدورة في النهوض بمستوى المنتخبات الخليجية واقامة المنشآت والملاعب الحديثة في دول منطقة من اجلها وحققنا كأس آسيا ووصلنا كأس العالم بفضلها بعد توفيق الله. وعلى مدى 24 عاماً استعصى علينا لقبها فعاندنا الحظ كثيراً وهو ما منحها مساحة اوسع من الاهتمام والدعم. حين نقلب اوراق النجاحات الخضراء في تاريخ دورات الخليج نجد ان اول انجاز كان لقباً فردياً حققه الحارس العملاق ورئيس اتحاد الكرة اليوم الاستاذ احمد عيد بفوزه بكأس افضل حارس مرمى في الدورة الاولى التي دارت رحى منافساتها على ارض المنامة بمشاركة اربعة منتخبات: الكويت – قطر – البحرين –السعودية .. خلال الفترة من 27 مارس – 3 ابريل 1970. كما سجلت تلك الدورة اولويات سعودية تاريخية باحراز مهاجم المنتخب والنصر الاسبق محمد سعد العبدلي اول هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج بمرمى الكويت بعد مضيء 14 دقيقة على بداية المباراة التي خرجنا منها بأول هزيمة في تاريخ المسابقة بنتيجة 1/3 عصر يوم 28/3/1970. ونال حكمنا الدولي الاسبق الاستاذ عبدالرحمن الدهام شرف اول حكم سعودي يشارك في تحكيم دورات الخليج. كما يعد قائد المنتخب والهلال الاسبق سلطان مناحي "شفاه الله" اول كابتن سعودي في تاريخ المسابقة بجانب المدرب الانجليزي جورج سكنر الذي يعتبر اول مدرب يقود المنتخب السعودي في دورات الخليج. وللتاريخ ايضا يعد شيخ المعلقين الاستاذ محمد رمضان وسليمان العيسى "رحمه الله " اول معلقين سعوديين ينطلق صوتهما اذاعيا عبر موجات الاثير في الوصف والتعليق على مباريات المنتخب في الدورة الاولى فيما كانت تسجل تلفزيونياً وتعرض فيما بعد. وبمناسبة الحديث عن الرمضان "شفاه الله" تذكرته بعدما تابعت لقاء مباشر في تلفزيون الكويت مطلع هذا الاسبوع مع شيخ المعلقين الكويتيين خالد الحربان بجانب صخرة دفاع المنتخب الازرق السابق مرزوق سعيد استرجعا خلاله بعض ذكرياتهم في دورات الخليج ابان حقبة سبعينات القرن الميلادي. اتصلت بأبي مريم وسألته: انت احد معاصري دورات الخليج منذ انطلاقتها الاولى واحد عمالقة التاريخ الرياضي السعودي الم تتصل بك أي وسيلة اعلامية للحديث عن ذكرياتك الخليجية؟ فأجابني بنبرة حزينة:لا. مع هذا النفي الرمضاني لمست الفارق بين مستوى وعي واهتمام الاعلام الخليجي برواده وشخصياته الرياضية البارزة ونجومه السابقين وبين جهل او تجاهل اعلامنا لعمالقة تاريخنا الرياضي.. وتألمت من اجابة الرمضان وتحسرت على حال اعلامنا الرياضي ولم استغرب في الوقت ذاته ضعف اهتمامه بمثل تلك الاسماء الرنانة في زحمة اهتمامه المنصب على إظهارالإثارة المصطنعة ودعم التعصب وتأجيج مظاهره السيئه بتصريحات اشخاص اعماهم التعصب فغالطوا التاريخ وزيفوا الحقيقة !