يتذكر الهلاليون جيداً اسم نجمهم الكبير في حقبة الثمانينات الهجرية سلطان بن مناحي الذي ارتبط اسمه بأول ثلاث بطولات ذهبية في تاريخ النادي العاصمي الذي يزدان اليوم ب 54 بطولة. ولأكثر من ثلاثة عقود ظل سلطان وفياً مع هلاله خدمه كلاعب منذ التحاقه بصفوفه عندما كان اسمه (الأولمبي) عام 1378ه واستمر نجماً في صفوفه وقائداً لامعاً قرابة 15 عاماً قبل اعتزاله في موسم 1393ه وذهابه في دورة تدريبية لتعلم اللغة الإنجليزية في بريطانيا.. وما أن عاد إلى الرياض حتى التحق بخدمة عشقه الأبدي (الهلال) من خلال العمل الإداري مديراً للكرة في عام 1397ه وهو الموسم الذي شهد فوز الهلال بأول لقب للدوري في العام الأول لانطلاقة هذه المسابقة التي توج الهلال بلقبها (13) مرة حتى اليوم واستمر (ابن مناحي) في إدارة الكرة إلى عام 1410ه عاصر خلالها كبار المدربين العالميين الذين مروا في تاريخ «الزعيم»: جورج سميث، ماريو زاغالو، كارلوس البرتو، كوبالا، بروشتش، كندينو، وغيرهم من الأسماء التدريبية اللامعة التي قادت الهلال لقمة المجد سنوات طويلة. وعمل سلطان بن مناحي مديراً للكرة في عهد رئاسة الأمير هذلول بن عبدالعزيز ثم الأمير عبدالله بن ناصر ثم الأمير عبدالله بن سعد رحمهم الله فكان نعم الإداري القيادي الذي كان يشحذ همم لاعبيه قبل خوضهم معترك منافساتهم الكبرى وهي الفترة التي شهدت طفرة البطولات الهلالية خاصة على مستوى ألقاب الدوري الممتاز. كما يزدان تاريخ سلطان مناحي على الساحة الدولية بشرف قيادة منتخب المملكة قرابة خمس سنوات عندما اختاره المدرب التونسي «العربي السوداني» لهذه المهمة في منتصف الثمانينات الهجرية وظلت شارة قيادة المنتخب على عضده حتى نهاية دورة كأس الخليج الأولى في البحرين 1390ه فدخل بذلك التاريخ كأول قائد للمنتخب السعودي في تاريخ دورات الخليج. مُقعد على كرسي متحرك بين أجهزة غسيل الكلى 3 مرات أسبوعياً.. وأطباء القلب سلطان مر في السنوات الماضية بمشاكل صحية بالغة الصعوبة إثر تعرضه لجلطة دماغية امتدت آثارها فيما بعد إلى القلب ليجري عملية القلب المفتوح ومكث فترة طويلة بمستشفى الملك فيصل التخصصي.. وأصيب بعد ذلك بفشل كلوي.. بجانب عدم قدرته على الإبصار في إحدى عينيه. «الرياض» زارته هذا الأسبوع للاطمئنان على صحته بعد غيبة طويلة عن الساحة الرياضية بهدف الوقوف على آخر أخبار قائد المنتخب والهلال الأسبق الكابتن المخلص والاسم الرنان في تاريخ نادي الهلال سلطان مناحي العتيبي. أرعبني الجعيد بقوله: النتيجة للوحدة.. وحجزنا مقعداً للكأس في الطائرة يتحدث نجمنا الأسبق سلطان مناحي في البداية عن حالته الصحية الحالية قائلا: لله الحمد حالتي مستقرة وأقوم بغسيل كلوي ثلاثة أيام من كل أسبوع ونشاط عضلة القلب ارتفع بفضل الله من 40٪ إلى 60٪ مع العلاج. مُقعد على كرسي متحرك وضعي الحالي مقعد لا أستطيع التحرك أو التنقل إلا على كرسي متحرك منذ سنتين تقريباً ولدي مراجعات طبية دورية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد عملية القلب المفتوح. ويضيف سلطان مناحي: الحمد لله أعيش اليوم وسط عائلتي المكونة من زوجتي الحبيبة (أم فهد) وخمسة من الأبناء (فهد) في مرحلة التطبيق الجامعي و(محمد) في المرحلة الثانوية وبناتي الثلاث (ريم) تخرجت في الجامعة بكالوريوس حاسب آلي و(مي) بكالوريوس طب - صيدلة و(غادة) في عامها الجامعي الثالث. ابن مناحي الثالث من اليمين وقوفاً مع الهلال بنهائي كأس الملك 1381ه أمام الوحدة وبسؤاله عن الأصدقاء الذين يزورونه في الوقت الراهن أجاب: الفريق الأول صالح المحيا والأستاذ فيصل النصار والأخ صلاح الزهراني والأخ ناصر العمار ومن اللاعبين القدامي فهد الحبشي وفهد العبدالواحد بجانب الاتصالات الهاتفية التي لم تنقطع من أخي ورفيق دربي الرياضي مبارك عبدالكريم (شفاه الله). تجاهل هلالي!! أما الإدارة الهلالية الحالية فللأسف لم يزرني أحد منهم أو يتصل للاطمئنان على حالتي الصحية. الوفاء في الزمن الجميل أجمل وبطبيعة الحال لا مقارنة بين وفاء الوسط الرياضي في الماضي مقارنة بالحاضر فقد ضعف الوفاء اليوم.. أتذكر في الأمس الجميل كنا نتعشى عند رئيس أهلي الرياض أبو عبدالله الصايغ "رحمه الله"بعد التمرين في ملعبه نحن ولاعبو الأهلي والشباب أخوة متحابين لا يفرقنا إلا التمرين. سلطان قائد الهلال يتبادل الأعلام التذكارية مع كابتن الاتفاق خليل الزياني في نهائي كأس الملك 1388ه قهوة العويد ومن الذكريات الجميلة في حياتي قهوة العويد في خريص كنا نعسكر فيها ونطلع مع أستاذنا الكبير تركي العبدالله السديري في سيارته (الفيات) مع عدد من الزملاء أذكر منهم حميد جمعان ومبارك عبدالكريم. مواقف طريفة من المواقف الطريفة في حياتنا الرياضية أن أحد المشجعين كان يواظب على حضور تمارين الهلال وصادف أن غاب في يوم أجرى فيه اللاعب (فرج المبروك) أول تمرين بعد انتقاله للهلال، وفي المساء جاءني المشجع يسأل بلهفة وكان ملخوماً حين قال: (سلطان ما تفرج معكم مرن)؟ يقصد (ما تمرن معكم فرج) فأضحكني كثيرا. في البحرين مع مدرب المنتخب سكنر وعبدالعزيز العمران (رحمه الله) 1390ه مَقعد الكأس محجوز ومن الذكريات الكروية العالقة في ذهني الخوف الذي انتابنا ونحن نتهيأ لملاقاة الوحدة في نهائي أول كأس للملك نصل إليه عام 1381ه وكانت الوحدة آنذاك من أعظم فرق المملكة وكنا نراها مثل البرازيل.. وكان الجو بارداً فكنا (نتنافض) من البرد ورهبة المباراة وأتذكر حديثاً جانبياً دار بيني وبين عملاق الوحدة وقائدها عبدالرحمن الجعيد (رحمه الله) في الملعب قبل انطلاقة المباراة حين التفت إليَّ قائلاً : (يا ابن العم النتيجة لصالح الوحدة وترانا حاجزين مقعد في الطائرة خصيصاً للكأس). فقلت له معكم حق لا مقارنة بيننا وبينكم في المستوى المهم ما تكسبونا بأكثر من فارق هدف أو هدفين. سلطان بن مناحي يروي معاناته الصحية للزميل فهد الدوس صلاح الزهراني مع سلطان بن مناحي وحفيده وابنيهما صقر ومحمد ابن سعيد قادنا لتحقيق كأس 81ه غير أن رجب خميس (رحمه الله) أراحنا بعدما خطف الهدف الأول في بداية الشوط الأول فاعدنا حساباتنا واكسبنا ثقة أكبر في قدرتنا على الفوز وبالمقابل وفقني الله في تمرير الكرة لرجب ليحرز منها الهدف الثاني في الحصة الأولى فارتفعت معنوياتنا أكثر وبدأنا نضاعف جهودنا للظفر بالكأس الأول والحمد لله نجحنا في إضافة هدف ثالث سجله البطل رجب خميس هاتريك ذلك النهائي الخالد. ولا أنسى الدور الكبير لرئيس نادينا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) الذي لولاه بعد الله لما نجحنا في تحقيق أول بطولة في تاريخ نادي الهلال ذلك أنه كان الداعم الوحيد للفريق والمدرب والرئيس والداعم السخي لم يبخل علينا بشيء لنحقق هذا الانجاز التاريخي والحمد لله كنا عند حسن ظنه (رحمه الله). سلطان متوجاً بكأس الملك 1384ه