أبدأ ببيتين من الشعر العربي يصوّران حالة الخائن ومآلاته: أخْلِقْ بمنْ رضي الخيانةَ شيمةً أن لا يُرى إلاّ صريعَ حوادثِ مازالت الأرزاءُ تُلحِقُ بؤسها أبداً بغادرِ ذِمّةٍ أو ناكثِ إن من قام بإطلاق النار على الأبرياء في قرية الدالوة بإقليم الأحساء لا شك غادر خائن، جبان، وطبع الجبناء التخفي ثم الغدر على حين غرّة. وقت الصدمة اعتقدَ معظم الناس أن الأمر لا يتعدى جريمة طائفيّة هدفها الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد وبالتالي سقوط ضحايا من الطرفين لخلق حالات ثأر تستمر للأبد. لم يكن الأمر بهذه البساطة (رغم بشاعتها) بل أبعد من ذلك بكثير حسب ما أعلنته وزارة الداخلية في بياناتها المتوالية بعد انكشاف المخطط الإرهابي الذي يهدف لتقويض الأمن الوطني ومن ثم خلق حالة فوضى تسمح لهؤلاء المرتزقة المتوحشين تنفيذ أهدافهم الظلامية وإقامة دولة (الخرافة) الإسلامية المزعومة. سبق وأن أشرت في مقال سابق بأن الفلتان الأمني أفضل بيئة لازدهار الإرهاب وذكرت بأن الهدف الظاهر للتنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة وجماعة الإخوان المسلمين وبقيّة(الخشاش) المتوالد من رحم (القاعدة) النتن هو خلق بيئة أمن فوضوية، ونقض غزل اللحمة الوطنية ليتسنى لهم تبعاً لذلك الوصول لمرحلة الشوكة والتمكين، ومن ثم فرض وجودهم وإعلان حلم الضبعة دولة (الخرافة). يعني في بلدان متماسكة ذات لحمة وطنية متينة وذات أمن مستتب لا يجد الإرهابيون ميداناً لممارسة نشاطاتهم وتحقيق أهدافهم الخبيثة. الذي حدث في الدالوة كانت محاولة فاشلة لتلك الخطوة إذ انقلب السحر على الساحر ليس هذا فحسب بل انكشف مخططهم الخبيث لجر البلاد نحو الفوضى المجنونة وبالتالي دفع الدول الأجنبية للتدخل الفوري ثم توجيه العمليات ضدهم ليصبح الحال كما هو في أفغانستان والعراق وسورية. بفضل من الله ثم بقوّة وخبرة أجهزة الأمن ووقوف كافة أطياف ومكونات المجتمع صفاً واحداً ضد هؤلاء المجرمين خابوا وخسروا وتم إحباط مسعاهم القذر. لمراسلة الكاتب: [email protected]