سيجد السعوديون وهم يستقبلون المنتخبات الخليجية في العاصمة الرياض الفرصة سانحة لانتزاع اللقب للمرة الرابعة واستعادته بعد أن غاب الفريق عن لقب البطولة لعشر سنوات، إذ حققت السعودية البطولة أول مرة في نسخة موسم 94 في أبوظبي، قبل أن تستعيد اللقب في النسخة ال 15 التي أقيمت في الرياض في العام 2002، وتحافظ عليه في النسخة التالية في العام 2003 التي أقيمت في الكويت. ويبدو صراع (الأخضر) مع اللقب واضحاً منذ أن تحولت البطولة إلى نظام المجموعات أول مرة في (خليجي 17) التي دارت رحاها في العاصمة القطرية الدوحة، إذ خرجت السعودية من الدور الأول تاركة بطاقتي التأهل للكويت والبحرين، في حين خرجت من الدور نصف النهائي في (خليجي 18) على يد مستضيف البطولة منتخب الإمارات الذي كان في طريقه لإحراز لقبه الأول، قبل أن تعانده ركلات الترجيح في (خليجي 19) في عمان، وتخرج على يد مستضيف البطولة في المباراة النهائية وتكتفي بالوصافة، لتخسر مجدداً في نهائي (خليجي 20) الذي أقيم في اليمن، على يد الكويت بهدف الأوقات الإضافية. فيما كانت مشاركة السعودية في (خليجي 21) التي استضافتها البحرين ضعيفة وخرجت من الدور الأول. ويمكن للمنتخب السعودي أن يستعيد هيبته بين نظرائه الخليجيين وهو يلعب بين أنصاره الذين سيحتشدون في استاد الملك فهد الدولي لمؤازرة منتخبهم الوطني الذي لا يزال يعيش مرحلة من البحث عن ذاته محاولاً إيقاف التعثر في مناسبات عدة اقليمية ومحلية، أبرزها غيابه عن كأس العالم 2010 و2014 وخروجه من الدور الأول في أمم آسيا 2011، إذ ينتظر لاعبو (الأخضر) دعماً جماهيرياً كبيراً يتسلحون به من أجل إحراز اللقب الذي سيكون خير إعداد معنوي وفني للمنتخب العريق حين يطير إلى استراليا مطلع العام المقبل ليبحث عن هويته القارية الغائبة. وشكلت الجماهير السعودية حالة فريدة في المنطقة العربية في الموسمين الأخيرين من خلال تشجيعها لفرقها المحلية وتصدرها المشهد في المسابقات السعودية، إذ تتنافس الجماهير السعودية فيما بينها لتشكيل اللوحات الجمالية في المدرجات (التيفو) فضلاً عن تنافسها من أجل تحقيق أعلى نسب الحضور الجماهيري في المسابقات المحلية. ولأن البطولة ستقام في الرياض، حيث معقل ثلاثة فرق تتنافس على لقب الدوري هي: الهلال، النصر، الشباب، فإن الحضور الجماهيري الكثيف يبدو المفتاح الأهم بيد المنتخب السعودي، فجماهير الهلال سجلت حضوراً كبيراً في المسابقات المحلية، فضلاً عن تواجدها اللافت حين يشارك فريقها في دوري أبطال آسيا، التي شهدت في نسختها الأخيرة تألقاً كبيراً لأنصار الفريق، في حين كانت وما زالت جماهير النصر علامة فارقة في الوقوف خلف فريقها الذي عاد إلى البطولات في الموسم الماضي، وحينها قدم المدرج النصراوي نفسه بشكل مميز، فضلاً عن الجماهيرية المتنامية للشباب الذي ينافس بقوة على الألقاب المحلية. ولا ينسى السعوديون الحضور الكبير لجماهير (الأخضر) في تصفيات كأس العالم في السنوات العشرين الأخيرة التي كان آخرها تصفيات نسختي 2006 و2010، فضلاً عن الدعم الاستثنائي الذي حصل عليه المنتخب حين استضاف (خليجي 15) في العام 2002 وحينها حقق الأخضر لقبه الثاني، وهي صورة ينتظر المتابعون تكرارها في البطولة التي ستنطلق اليوم (الخميس) بمواجهة السعودية وقطر على ذكرى نهائي (خليجي 15).