يطمع المنتخب السعودي عندما يواجه نظيره العراقي اليوم في افتتاح مباريات المنتخبين في خليجي 21 إلى قص شريط انتصاراته التي يحلم بأن تقوده مع نهاية البطولة إلى لقب دورة كأس الخليج لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه، بعد أن ذاق طعم التتويج ثلاث مرات، وهو حال منافسه اليوم بعد أن أوقعتهما القرعة معا في مواجهة نارية. وفي حين أن منتخب العراق كان ندا قويا لمنتخب الكويت على الألقاب في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، فإن المنتخب السعودي تأخر لإحراز لقبه الأول الذي تحقق عام 1994. وتوج الأخضر صاحب الصولات والجولات بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم 4 مرات بين عامي 1994 و2006، باللقب الخليجي في الدورة الثانية عشرة في الإمارات عام 1994، والخامسة عشرة على أرضه في 2002، والسادسة عشرة في الكويت عام 2003. والتقى المنتخبان ست مرات في دورات الخليج حتى الآن، ويتفوق المنتخب العراقي بأربعة انتصارات مقابل اثنين لنظيره السعودي. وتعود المرة الأخيرة التي تواجه فيها المنتخبان العراقي والسعودي إلى عام 2007 في أبو ظبي حين فاز الأخير 1 - صفر، إذ أنهما لم يلتقيا في النسختين الماضيتين. وكان للمنتخبين حضور مؤثر في الدورة الأخيرة في عدن أواخر 2010، بعد تأهلهما إلى الدور نصف النهائي حيث توقف مشوار المنتخب العراقي بخروجه أمام نظيره الكويتي 1 - 5 بركلات الترجيح إثر تعادلهما في الوقت الأصلي والإضافي 2-2، في حين بلغ المنتخب السعودي المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام نظيره الكويتي صفر - 1 بعد التمديد. وفي الدور الأول، تعادل العراق مع الإمارات وعمان صفر - صفر وفاز على البحرين 3-2، وفازت السعودية على اليمن 4 - صفر وتعادلت مع الكويت صفر - صفر وقطر 1-1. وكان «الأخضر» على وشك إحراز اللقب الرابع في النسخة التاسعة عشرة في مسقط حين وصل إلى المباراة النهائية أيضا لكنه خسر أمام أصحاب الأرض صفر - 1. ويسعى المنتخب السعودي لتعويض الخروج المبكر من بطولة غرب آسيا في الكويت الشهر الماضي، على الرغم من خوض البطولة بالمنتخب الرديف، بعدما فضل اتحاد الكرة السعودي الدفع بالمنتخب الأولمبي مع بعض عناصر الخبرة أمثال أسامة هوساوي وأحمد الفريدي وبدر الخميس. كما أن اللقب الخليجي سيكون خير تعويض له عن خروجه من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2014 في البرازيل، إذ ستكون المرة الثانية على التوالي التي يغيب فيها عن نهائيات كأس العالم. وفي الجانب الآخر التحق المنتخب العراقي بدورات كأس الخليج في النسخة الرابعة، ولم ينتظر طويلا حتى أحرز اللقب وتحديدا في الدورة التالية مباشرة التي احتضنها عام 1979، أتبعه بلقب ثان في الدورة السابعة في عمان عام 1984، وبثالث في النسخة التاسعة في المملكة عام 1988. ولم تكن مشاركة منتخب العراق في البطولة منتظمة لأسباب كثيرة، فانسحب من الدورة السادسة في الإمارات عام 1982 بقرار سياسي، ومن الدورة العاشرة في الكويت عام 1990 بسبب طرد مدافعه عدنان درجال. ليس هذا وحسب، بل إن غزو العراق للكويت عام 1990 تسبب بإبعاد منتخبه عن البطولة ست دورات، فلم يعد إلا في النسخة السابعة عشرة في قطر أواخر 2004 وأوائل 2005، وواظب من حينها على المشاركة لكنه لم يتمكن من استعادة أمجاده أو حتى الوصول إلى المباراة النهائية. فضل مدرب المنتخب السعودي الهولندي فرانك رايكارد، عدم خوض أي مباراة لفريقه قبل البطولة الخليجية، واكتفى بمعسكر في الدمام بمشاركة 28 لاعبا من بينهم المهاجم المخضرم ياسر القحطاني الذي قرر العدول عن اعتزاله الدولي والمشاركة في «خليجي 21» بناء على رغبة المدرب. كما اضطر رايكارد إلى استدعاء بدر النخلي الذي شارك في معسكر الدمام بدلا من أحمد عسيري الذي تعرض إلى إصابة ستبعده عدة أيام. ومن أبرز الأسماء التي يعول عليها المدرب الهولندي فضلا عن القحطاني، منصور الحربي وتيسير الجاسم وكامل الموسى وسعود كريري وأسامة المولد وفهد المولد وأحمد عطيف وأسامة هوساوي. منتخب السعودية في مرحلة تجديد بعد أن ضم ريكارد العديد من الأسماء الشابة كيحيى الشهري وسلطان البيشي وسلمان الفرج وإبراهيم غالب ومنصور الحربي ومعتز الموسى الذين لم تتجاوز أعمارهم ال24 عاما. ويقول ريكارد «الكرة السعودية تمر بمرحلة انتقالية تعتمد على الإحلال والتجديد لتكوين منتخب للمستقبل، وفي الوقت ذاته الاستعداد للمشاركات المقبلة من خلال تحقيق الانسجام بين اللاعبين بالاعتماد على طريقة لعب منظمة تعطي المنتخب السعودي هوية يمكنه من خلالها التنافس بقوة في المستقبل وكذلك إعطاء اللاعبين فرصة لإثبات المستويات التي قدموها مع أنديتهم»، مؤكدا أنه «يسعى للاستفادة من دورة الخليج في اكتشاف عناصرة صاعدة»، وشدد «على ثقته في قدرة المنتخب السعودي على المنافسة على لقب البطولة». في المقابل، فإن المنتخب العراقي يخوض غمار البطولة الخليجية بعد «خضة» في الجهاز الفني تمثلت بمغادرة المدرب البرازيلي زيكو «بسبب ملابسات مالية مع الاتحاد العراقي ما أدى إلى ارتباك البرنامج الإعدادي ليس لبطولة الخليج وحسب وإنما لمسيرة العراق في تصفيات مونديال البرازيل 2014».