بعد أن تزعّم المنتخب السعودي الأول القارة الآسيوية لعقود ماضية بدأت من أول إنجاز حققه «الأخضر» في 1984 عندما سجّل اسمه بطلاً ل«آسيا» في أول ظهور «قاري» له في سنغافورة، لينطلق في عالم الإنجازات الدولية، ومنها بلوغ أولمبياد لوس أنجليس في العام ذاته، تراجع «الأخضر» تارة تلو الأخرى. وتبعت الإنجاز الأول ل «الصقور الخضر» إنجازات أخرى، إذ استطاع من أرض العاصمة القطرية المحافظة على لقبه الآسيوي عام 1988، ومع مطلع التسعينات الميلادية جاءت المحاولة الثالثة ل «الأخضر» الذي استطاع أن يبلغ المباراة النهائية في كأس الأمم الآسيوية ويخسر النهائي أمام المستضيف المنتخب الياباني بهدف من دون مقابل، لكنه حافظ على هيبته كبطل لآسيا في النسختين السابقتين. وفي عام 1994 سجّل المنتخب السعودي اسمه من ضمن المنتخبات المتأهلة لنهائيات كأس العالم التي أقيمت في أميركا، وسجّل أفضل إنجاز له عندما بلغ الدور الثاني من المسابقة التي خرج فيها من أمام منتخب السويد. لتتوالى الإنجازات السعودية بعد ذلك، عندما عاد «الأخضر» إلى اعتلاء المنصّة الآسيوية في الإمارات إذ حقّق اللقب القاري للمرة الثالثة في تاريخه إثر تغلبه على المستضيف المنتخب الإماراتي بركلات الجزاء في البطولة التي استضافتها الإمارات 1996. بعد ذلك العام بدأ المنتخب السعودي في التفريط والابتعاد عن تحقيق النتائج التي عُهدت عنه، فجاءت مشاركاته في نهائيات كأس العالم أعوام 1998 و2002 و2006 مخيّبة للتوقعات والآمال، مسجلاً نتائج كبيرة في شباكه، ليتبعها بخروج أكثر إيلاماً عندما خرج من التصفيات باكراً. هذا الخروج لم يكن هو الوحيد في سلسلة تراجع المنتخب السعودي، ففي مسابقة كأس آسيا خسر «الأخضر» من اليابان في المباراة النهائية في البطولة التي احتضنتها بيروت عام 2000، ليتبعها خروج من الدور الأول عام 2004 في البطولة الآسيوية التي أقيمت في الصين، وفي البطولة التالية عاد «الأخضر» للنهائي، لكنه خسر من العراق في البطولة التي نظمت في أربع دول هي إندونيسيا وماليزيا وتايلند وفيتنام. وفي البطولة الجارية حالياً في قطر سجّل المنتخب السعودي خروجه باكراً ومن الدور الأول بعد خسارتين متتاليتين من المنتخبين العربيين سورية والأردن، ليسجل إخفاقاً لافتاً بحصوله على لقب «أول المودّعين».