طالب كل من رئيس الجمهورية عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت المجتمع الدولي والمانحين الوفاء بالتزاماتهم تجاه السودان لدعم اتفاقية السلام. جاء ذلك عند لقاء كل منهما منفرداً بوزيرة التعاون الدولي النرويجية هيلدا جونسون التي لعبت دوراً أساسياً في مفاوضات السلام بنيفاشا أولاً، وفي مؤتمر المانحين ثانياً والتي تزور السودان هذه الأيام، وكان الرئيس البشير قد عبر عن تقديره للجهود التي قامت بها الوزيرة، ودعا المانحين للوفاء بالتزاماتهم، بينما أكدت هيلدا أنها ستواصل اهتمامها بالشأن السوداني حتى بعد مغادرتها لموقعها الحالي خلال هذا الشهر كما هو مقرر، وتطرق اللقاء للأوضاع في دارفور وضرورة التعجيل بحل أزمة الاقليم. ومن جانبه طالب الفريق سلفاكير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس كومة الجنوب، طالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته ودعم اتفاقية السلام، ومساندة التحول الديمقراطي السلمي في البلاد، ومتطلبات انفاذ اتفاقية السلام مما يستوجب دعماً مقدراً من المجتمع الدولي لتوفير آليات التنمية وإعادة بناء ما دمرته الحرب.. وأكدت هيلدا للنائب الأول التزام بلادها بتقديم الدعم الذي وعدت به من خلال مؤتمر أوسلو للمانحين، وأعلنت أن النرويج قررت دفع مائة مليون دولار إضافي للمساهمة في إعادة إعمار الجنوب ودعت المانحين إلى الإسراع بتقديم الأموال المرصودة للتنمية في السودان. من جهة أخرى قللت الحكومة السودانية من التصريحات المنسوبة لمصادر دبلوماسية افريقية التي لوحت بالبحث عن عاصمة افريقية بديلة للخرطوم لتستضيف القمة الثالثة للرؤساء الأفارقة المقرر عقدها في الخطروم في مطلع العام المقبل نتيجة لتصاعد أعمال العنف في إقليم دارفور، في وقت أبدى فيه وفد مفوضية الاتحاد الافريقي الذي أنهى زيارته للخرطوم أمس الأول، ابدى بعض الملاحظات حول سير التحضير للقمة الافريقية واستبعد وزير رئاسة الجمهورية اللواء بكري حسن صالح في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس وفد المفوضية الافريقية، استبعد حدوث أية تأثيرات للخروقات الأخيرة لوقف اطلاق النار بدارفور على سير الإعداد لاستضافة القمة الافريقية المقبلة بالخرطوم، وقال (الخروقات وما تم في دارفور ليس له علاقة بالإعداد للقمة واستعداداتها، وترتيباتها ماضية)، وذكر صالح أن وفد المفوضية ابدى بعض الملاحظات حول الإعداد للقمة، مضيفاً أن الدولة ستعطيها قدرا أكبر من الاهتمام، وأن الحكومة تعمل في إطار تكليفها وتكثف من استعداداتها لاستضافة القمة، وأعرب عن أمله في أن يزيل التفاوض الجاري في أبوجا الآثار الناجمة عن الخروقات الأخيرة، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تنسيقاً أكثر مع وفد مفوضية الاتحاد الافريقي من اجل انجاح القمة. من جهته قال نائب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي باتريك مازيماكا الذي تحدث في ذات المؤتمر الصحفي المشترك، قال إن الملاحظات التي أبداها الوفد الافريقي حول الاعداد للقمة ركزت على ضرورة أخذ الحكومة لليقظة خاصة في المجال الامني خلال فترة انعقاد القمة الافريقية بسبب كثرة الوفود، وقال باتريك إن وفد مفوضية الاتحاد الافريقي تفقد بعض المنشآت التي ستستضيف أعمال القمة، وقال إن ذات الوفد سيعود للسودان في شهر ديسمبر المقبل للتأكد من تنفيذ الملاحظات التي أبداها الوفد.