قال كاتب عدل محافظة مرات وخطيب جامع ثرمداء الشيخ محمد بن سليمان اليوسف في تعليق على «حادثة الأحساء»، إن كل عمل إجرامي وقع أشغل رجال الأمن وأرهب المواطنين، ونشأ عنه إزهاق أرواح معصومة وأدمى أجساداً محترمة شرعاً وافتئات على ولي الأمر وخروج عليه واستهانة بحرمات الله عز وجل دون أي وجه شرعي أو مستند حق في دولة هي معقل الإسلام ومأزر التوحيد ومجمع الإيمان ومنبع السلفية ومنبت الوسطية وصاحبة الاعتدال، ولقد جمع من ارتكب هذا العمل بين السوءات المشينة بالأعمال المحرمة القبيحة التي على كل واحدة أدلة من الشرع تنفيها وتجرم فعلها وفاعلها ويحاكم بسببها، فمنها انتهاج فعل الخوارج، ومنها استباحة دماء المسلمين المعصومة وأجسادهم المحترمة شرعاً، ومنها الافتئات على ولي الأمر وعصيانه في أوامره وهذا محرم شرعاً وعقلاً وهز الأمن وإشغال رجاله وترويع الآمنين وإرهابهم، ومنها إشعال الفتنة بين المجتمع المتماسك المتعايش في وطن تسوده المحبة والإخاء والمواطنة الهادئة بسبب هذا الخروج والعصيان والافتئات والتفلت. وأضاف: «إن ما وقع في محافظة الأحساء في قرية «الدالوة» وكذا القصيم وفي محافظة شقراء وما قبلها في غيرها جُرم بيّن وعدوان ظاهر وعمل إرهابي ومنكر عظيم تنكره العقائد المستقيمة والفطرة السليمة، ولا شك بأن فاعله مجرم أثيم وظالم مبين لا يعرف حق الله تعالى ولا حق عباد الله ولا حق وطنه لأنه أصيب في عقله وغرر به في فكره فتنكر لبلده ولأهله ولمجتمعه» وقال إن في ذلك وقفات، الأولى: حق الله تعالى علينا بطاعته وعبادته والمحافظة على ما عصمه واحترام حرماته بالمحافظة على دماء المسلمين وأعراضهم وأجسادهم وأموالهم وعصمة كل معصوم قال لا اله إلا الله والتدين بالدين الحق والتمسك بالمعتقد الصحيح وسلوك المنهج المستقيم معتقد أهل السنة والجماعة ومنهج سلف الأمة، الثانية: لولي الأمر السمع والطاعة والالتفاف حوله ونبذ كل فكر ضال وإننا بحول الله وقوته متماسكون ومحافظون على مجتمعنا ودولتنا ومقدراتنا والوطن والمواطن مسؤولية الجميع ونبذ التطرف والإرهاب والتعصب البغيض والممقوت والمخالفة مع الآخرين لا تفسد المواطنة والتعايش، وعلينا أن نرتقي بثقافاتنا للمستوى الراقي المطلوب شرعاً وعقلاً ومروءة. الثالثة: دمت يا وطنا شامخاً عزيزاً منصوراً، ودمت يا موطنا بحمى الله ثم حماية الملك والشعب الأبي المتماسك المترابط المتلاحم النابذ للفوضى بكافة صورها وأشكالها. الرابعة: في مثل هذه الظروف يبرز جلياً مدى التلاحم بين الراعي والرعية ويجسد المحبة والاحترام ويظهر مدى التمسك بتعاليم الدين وأوامره. خامساً: وختاماً أسأل الله عز وجل أن يديم الأمن والأمان والاستقرار في بلادنا وأن يعز ولي أمرنا وولي عهده وولي ولي عهده والأسرة الحاكمة وأن يسدد العلماء ويرشد الأئمة ويكشف الغمة عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أراد بنا وببلادنا وحكامنا وعلمائنا سوءا أو منكراً أو شراً أن يكشف الله عن عواره ويهتك أستاره ويفضحه على الأشهاد، وما هو إلا جرم يرمى في مزابل التاريخ، ومجرمون إلى محكمة عادلة وقضاة عادلين. ودمت يا وطني. وصلى الله على نبينا محمد.