أفصح عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله اليوم في مداخلة استبقت مناقشة بنود جلسة الشورى العادية عن عزمه والعضو ثريا عبيد على تقديم توصية مشتركة عند عرض لجنة حقوق الإنسان تقرير الهيئة العامة لحقوق الإنسان ، بتجريم الطائفية ، لتنتهي بمشروع نظام يعاقب كل من يخرج على الإجماع الوطني ، سواء كان ذلك من خلال التمييز المذهبي أو القبلي أو المناطقي . وقال نصرالله في مداخلة تحت قبة الشورى متحدثاً عن حدث " قرية الدالوة" لقد تجلت أروع معاني التكاتف بين الدولة والمجتمع في هذا الحدث أدعو مجلس الشورى، بوصفه مجلسا للتشريع وصناعة القوانين، أن يبادر من فوره نحو سنّ نظام واضح في مراميه، وصارم في تطبيقاته، مجرّما كل مثير للطائفية، وأي متورط في فعلها، لنحمي بلادنا من شرورها، مؤكدين على ضرورة نزع أية كلمة من مناهج التربية والتعليم، وحذفها من أية وسيلة من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، ومصادرة أي كتاب أو مطبوعة، تدعو إلى الفرقة والتمييز الطائفي أو القبلي أو الإقليمي أو المناطقي. دعوة وزارة الإعلام و الحوار الوطني لصياغة خطاب ثقافي لكل أطياف المجتمع ومكوناته وأضاف نصرالله : وأدعو من هنا وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك عبدا لعزيز للحوار الوطني، نحو المسارعة لصياغة خطاب ثقافي وطني، لكل أطياف المجتمع السعودي ومكوناته، انطلاقا من مواد النظام الأساسي للحكم، الناصة على لمّ الشمل الوطني، ومعاقبة الخارجين عليه . ودعا نصرالله وزارات الشئون الإسلامية، التربية، التعليم العالي، والشئون الاجتماعية ، والرئاسة العامة لرعاية الشباب مساندة وزارة الداخلية في جهودها بمحاربة الإرهاب عبر صياغة إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعة فمشكلة التطرف والإرهاب مركبة ومعقدة على جميع القطاعات الحكومية المختصة ومؤسسات المجتمع المدني تحمل المسئولية الوطنية في مواجهتها ، حتى تظل بلادنا آمنه موحدة مستقرة تحت قيادة مليكها وولي عهده الأمين. وقال نصرالله في مداخلته بأن الفئة الضالة الباغية لا تزال تواصل إجرامها الإرهابي في عموم المملكة وتستهدف مواطنيها الأبرياء ، وكان آخرها ما حدث ليوم العاشر من شهر محرم في قرية الدالوة بمحافظة الإحساء ، وكان ضحاياها شهداء وجرحى اغتالتهم يد الغدر والتكفير والظلام ..هؤﻻء الذين لم يراعوا إﻻّ وﻻ ذمّة في حرمات المسلمين -غيلة وفتكا- حتى أصبح الإسلام بسببهم شبهة في عالم اليوم، بسبب من يرتكبون جرائم يندى لها جبين الإنسانية، وحين وجهوا طعنتهم النكراء، محاولين عن خبث ولؤم تسديد ضربة مفتنة، لشق مجتمع الإحساء المتنوع المتواد المتراحم المتساكن، وأرادوها فتنة عمياء في البلاد، تحرق اﻷخضر واليابس، فصب الله عليهم سوط عذاب، ﻻحقهم بالبيانات المتدفقة بأنوار الوحدة والتضامن . وأضاف العضو نصرالله قائلاً : لم يدر بخلد الأشرار أن تبادر الدولة من فورها لحماية مواطنيها فضربت الحصار من حولهم، وترصدت خليتهم وكشفت عناصرها ، فراح ضحاياهم رجلا أمن شهيدين كريمين، وكانت مفاجأتهم الكبرى، بيان هيئة كبار العلماء، يدين إرهابهم اﻷرعن، أما الطامة الكبرى عليهم، فجاءت من سماحة مفتي المملكة، داعيا في كلمته المسؤولة إلى محاربتهم أعداء لله ورسوله بأشد أنواع العذاب، وانبرى خطباء الجمعة في مساجد المملكة جميعها، يقرعون ظلمهم القبيح، مشددين على روابط اللحمة الوطنية . ويتابع نصرالله حديثه في الجزء الخاص بالحديث المفتوح للأعضاء في الشأن العام : تتالت اﻷجوبة سريعا من علماء شيعة اﻷحساء والقطيف، على هذه الرسائل غير المسبوقة، ممتنة شاكرة، وفي حسبانها المحافظة على سياج الوطن المنيع ، للحد من تأثير سوق التحريض الطائفي، الذي يعصف بأمن الدول المحيطة من حولنا، وضرب أهل الدالوة والمنصورة، ومجتمع الشيعة والأحساء قاطبة المثل الأعلى في احتمال الأذى ومرارة الفجيعة، بردّ وطني لافت، أخرس خفافيش الظلام، وهم يهتفون مرددين " إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه"، لافين جثامين الشهداء الأبرار بعلم التوحيد الأخضر ..علم المملكة المرفوع في الوجدان وعلى الأعناق، مرسلين رسالة عصماء من الدالوة والمنصورة.. من الأحساء والقطيف.. من المواطنين الشيعة بأسرهم..أننا باقون على العهد والميثاق أمة واحدة.. ووطنا واحد، موحدي الكلمة التي حاول الأشقياء تفريقها.