إنه كما ينبثق النور من الظلمة .. وكما ينبلج الفجر من ضلوع الليل البهيم .. جاء من صلب وطنه ممتطياً أحلام أمة .. لأنه امير حكيم عادل، فمهما كُتب عن هذا الرجل الرمز فلن ولن نوفيه حقه .. وقد وقفت الكلمات متعثرة أمام ما أود قوله في حق هذه القامة السامقة الذي كان لي يوماً شرف مصافحته والاستماع إليه في مجلسه العامر وقد كنت من ضمن المئات من المواطنين والمقيمين القادمين للسلام عليه في قصره بالرياض يوم الأربعاء 6/1/1436ه الموافق 29/10/2014م ، فمن حضر وشاهد ذلك العدد الهائل منقطع النظير من أصحاب السمو الأمراء والشيوخ والمواطنين والمقيمين يعرف مكانته. *** يدهشك هذا الحب والتلاحم مع المواطنين الذين حضروا مجلسه العامر من جميع أطياف المجتمع، فسموه الكريم يحظى بإعجاب كبير وولاء صادق ، تجده رجل مبتسماً ودوداً وأميراً حازماً وحكيماً، بسيطاً في تعامله وحتى في تحركات موكبه، وهذا يدل على ثقته في نفسه، وحب المواطنين اللامحدود لسموه الكريم ، ففعلاً وغيري من الناس اندهشنا كثيراً من الجموع الغفيرة التي تحتشد حول أحمد بن عبد العزيز أينما حل. *** وتجد تعامل سموه الكريم مع الطفل والشاب والشيخ والمرأة في الداخل والخارج تعاملا (إنسانيا)، هكذا هو الرمز الكبير الأمير أحمد بن عبد العزيز بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ تسمو وترقى، لم ينظر إلى ديانة أو جنسية أو عرق أو لون، وقد كان أحمد حميداً مفضالاً في كل شيء – هكذا هو أيضاً في السراء والضراء، لذلك ظل سموه الكريم رمز المواقف ورجلها، صادفه الكثير والكثير ممن صادفوه فرحين، وقد رصد المؤرخون مواقف لسموه الكريم وكتب آخرون مواقف أخرى، وقصَ كثيرون مواقف تُحكى وكلها تعود للأمير أحمد بن عبد العزيز وقد اتفق الجميع على كلمة واحدة إنه أمير حكيم عادل.. *** ولا يحضر الأمير أحمد بن عبدالعزيز في الذاكرة إلا مترافقاً مع أكثر المواقف استحقاقاً وجدارةً..أميرٌ اختط لنفسه مساراً حياتياً كان عنوانه المهارة والجدية والرفق وحُسن تقدير الأمور والإحساس بهموم الناس فضلاً عن مفردات وظلال ذات دلالات خاصة ميزته وأعطته ذلك الحضور والتلاحم الكبير. *** إن أحمد بن عبد العزيز إذا أسعفتك الأيام بلقاء معه حتى ولو كان عابراً ستكتشف من أول وهلة أن ما يزيد سلوكه وسامة ووهجاً وألقاً ذلك الجمال الإضافي الذي يشع من تواضعه الذي لا تخطئه العين وهو سمة لسلوك العظماء والحكماء، فكيف بإنسان مثلي وقد خبرتُ تواضعه وإنسانيته عن قرب في مجلسه العامر وهو يلتقيك بمودة وابتسامة وسعادة تُسفر عن أخلاق وسلوك ليسا بغريبين على رجل تلقى دروس التعامل وفنون التواصل والتواضع للناس في كنف والد عظيم ومربٍ فاضل تداول الشرق والغرب قصص أخلاقه وحنكته وحكايات مدرسته التربوية التي تدرب فيها أبناؤه الكرام ..فكيف لا يكون الأمير أحمد بن عبدالعزيز بهذه الأريحية وسعة الأفق وتدبير الأمور وقد أخذ عن والده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه المفردات المهمة في دروس التعامل مع الآخرين، مع استعداد شخصي وخصائص فردية جعلت أميرنا التقي المحبوب يحوز على تلك المكانة الرفيعة في قلوب كل من عرفه مواطناً كان أو مقيماً..ولطالما حدثني كثيرٌ من المقيمين على أرضنا المباركة عن جانب من جوانب تعامل سموه الكريم المفعم بالأدب والنُبل لمسانه في مجالسه العديدة. *** إن الحديث عن الأمير أحمد بن عبدالعزيز منظومة متكاملة من المعارف والمواقف والاستحقاقات التي يحفل بها سلوك رجل جعل احترام الآخرين وحُسن الإصغاء إليهم والاهتمام بما يقولون عنوان رجل من عصرنا يعيد الاعتبار لميراث المكارم والفضائل والبساطة والأخلاق العربية لتكتشف أن سموه الكريم ينطوي على جملة من الخصال الحميدة والفاضلة والآداب المرموقة هي المحصلة النهائية للدروس التي تلقاها عن إخوته الأكارم وأتقنها قولاً وفعلاً .. فضلاً عن قراءات واسعة وتطبيقات حياة استلهمها بعناية وحرص وهي مكون ثقافي وأخلاقي وسلوكي منحته مكانته المعروفة ذات التأثير البالغ على محيطه الاجتماعي. *** إن بساطة أحمد بن عبد العزيز بتعامله مع المحيطين به أو زواره أو من يقابلونه تعكس في عمقها خبرة الحياة وسعة التجربة والثقافة السلوكية العميقة والاستئثار بخلاصة الحكمة الإنسانية في تصريف الأمور وإدارة علاقات الحياة وتسهيل مساراتها.. إن الحياة في رؤية سموه الكريم ليست سوى طريقة من التواصل السهل بين عناصر ومكونات المجتمع والتعاطي المثمر مع ملفات الواقع ..وهي البساطة التي تفكك تعقيدات الأمور وتحيلها إلى لغة سهلة التداول ..إنها الثقافة التي لطالما سعى سموه الكريم أن يعزز مفرداتها ليحيلها إلى عناوين جديرة بالقراءة والتمعن.. *** صحيح أن الكتابة عن خصائص إنسان بموقع وحجم ومكانة الأمير أحمد بن عبدالعزيز تحيلك إلى الاحتفاء بباقة من الخصال والمآثر والمزايا الشخصية التي لطالما جسَّدها سموه الكريم في جملة وقائع يومية، وهي التي منحته ذلك الحب والتلاحم الجارف من المواطنين وتمخض عنها الوفاء والولاء الصادق وهو حب نادر جعل أفراد الشعب يضعون الوطن وقيادته الرشيدة في حدقات العيون وسويداء القلوب وشعارهم دوماً وطننا وقيادتنا الحكيمة خط أحمر لمن يحاولون العبث بأمنه وتفريقه، لتحقيق رغباتهم وأهدافهم الشخصية، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح مهما حاول هؤلاء الحاقدون والمغرر بهم!!. *** إنك كلما التقطت جانباً مؤثراً في أخلاق هذا الرمز النبيل واستحقاقاته الإنسانية سيفضي بك إلى جانب آخر وسيقودك التفصيل إلى فحص أعمق وهذه ببساطة هي العناوين المتعددة لإنسان يوازن بين الأصالة والمعاصرة في أدق معانيها، ولرجل واحد من عصرنا ولكن بحزمة من الخبرات والمعارف والخصائص والإدراكات جعلته عنواناً للحب والتلاحم.