في مشهد الحياة يمر بالإنسان الكثير من المواقف والذكريات ، منها ما لا يلفت انتباهك، ومنها ما تتوقف عندها لبرهة، ومنها ما يستغرق تفكيرك ويثير انشغالك..والمواقف العظيمة يصنعها أفراد كرام ، وعلامات الاعجاب يثيرها أفاضل الناس، ولكل من القراء الأعزاء موقف يربطه بشخص صاحب تأثير خاص على حياته،وفيما تتوالى على ذاكرتي أروع المواقف وأجمل التأثيرات يرتسم أمامي ملامح إنسان وهب لجلسائه أجمل المواقف والأفكار والسجايا الكريمة.. لا يأتي ذكره إلا وقد تجمعت سحائب الخير والعطاء مع اسمه،واستهلت البشائر مع ابتسامته،وستجد كل من يجلس معك قد اخذ في سرد عشرات المواقف النبيلة التي تربطه بهذا الأمير الإنسان، إنها قصص تتجاذبها الأصالة والشهامة والنخوة والفضائل، وستجد كل فرد من جلسائك يلتقط الحديث ليضفي على حكايته أجمل المشاعر الإنسانية نحو أمير وإنسان ومواطن وهب العشرات من حضور مجلسه العامر أفضل القيم وأنبل الأفكار. ومنح كل واحد منهم عنايته واهتمامه الشخصي، لقد راقبت عن كثب كيف يمنح الأمير أحمد بن عبد العزيز لمحدثه وقته حتى يُكمل ما عنده، ثم كيف يشرع بعد ذلك في الرد عليه باهتمام يشبه خصائصه الرائعة، وهو سلوك شخصي دأب الأمير أحمد يعلمنا من خلاله حزمة من القيم والآداب يتصدرها التواضع واحترام الآخرين والاهتمام بأمورهم، وصفات مثل هذه لا تصدر إلا من شخص يعرف معنى أن يتقن دوره كإنسان ومسؤول ومواطن يفرح بخدمة مواطنيه. ولجملة الفضائل التي ارتبطت بالأمير أحمد ستجده يعتاد ممارسة حياته ببساطة تبعد عن التكلف لأنه رهن وجوده لسعادة مواطنيه، فلطالما تحرر من البروتكول ليستمتع بوجوده بين مواطنيه، لقد مرَّ بي موقف لن أنساه أمام إحدى إشارات المرور ومعي أخوة من المقيمين في السيارة فحانت مني التفاتة فإذا بالسيارة التي تقف بجانبي شخص كريم عرفته على الفور ..فقلت لأصدقائي هل عرفتم من يكون في السيارة التي بجانبنا..فردوا : لا ..قلت لهم: إنه الأمير أحمد بن عبدالعزيز ..لقد عقدت الدهشة ألسنتهم، فمسؤول بمكانته وموقعه كيف يسير بهذه الاعتيادية بين الناس، إننا لا نرى مثل هذه المشاهد في بلادنا.. قلت لهم إنكم لو عرفتموه حقاً لقابلتم تصرفه بدون دهشة منكم. وفي مجلسه العامر لن تستغرب عندما تجد في استقبالك أنجاله الكرام الأمراء نايف وفيصل وسلطان وأخوانهم يغدقون عليك بالترحاب تظللهم ابتساماتهم وتشع عيونهم سرورا لمقدم ضيوف والدهم الكريم.. ولكن عندما تعرف أنهم تلقوا دروس التواضع وثقافة التعامل مع الناس وفنون التواصل في مدرسة أحمد بن عبدالعزيز ستنجلي عنك علامات الاستغراب، ليس في مجلس أحمد بن عبدالعزيز ما يدعو للتوجس والانقباض، فصاحب الدار يسع الجميع بقلبه وبتواضعه وبإنسانيته الباذخة،ولا أدل على ذلك من كثرة العرائض التي تدخل عليه فيسرع بمعالجة كل حالة موجها ومسددا، يستمع لهذا، ويبتسم لذاك.يشمل الجميع برعايته وعنايته فتنصرف الحالات مشبعة بالرضا والقبول. إن حضور مجلس للأمير أحمد بن عبدالعزيز بمثابة قراءة في كتاب متقن من الفضائل والأفكار والعادات والتقاليد والأخلاق، كما أنه بمثابة وطن مصغر بتنوع حضوره من مختلف أطياف المجتمع، إنه استعادة لخصائص ملوكنا الكرام لأنك ستجد تأثيرا ما منهم على شخصية أحمد بن عبدالعزيز ستجد تمسكهم بكتاب الله ونهج رسوله الكريم، وستقابل رعايتهم لمواريثنا الثقافية ، ستجد حنكتهم وحُسن إدارتهم للأمور، ستجد علو همتهم وقوتهم في الحق، ستجد عطفهم وكرمهم وحرصهم على مواطنيهم وبعبارة واحدة ستجد مجلساً لوطن مصغر طبعه أحمد بن عبدالعزيز بمعايير التواصل وصدق التعامل حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه. عبدالله بن صالح بن هران آل سالم - الرياض