تحت رعاية معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية "أ.د.سليمان بن عبدالله أبا الخيل"، وبحضور عدد من المسؤولين، وبمشاركة واسعة من المختصين والمهتمين، ينظم كرسي اليونسكو للحوار بين أتباع الديانات والثقافات بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وهيئة الإذاعة والتليفزيون، وهيئة الصحفيين السعوديين، لقاءً علمياً بعنوان "دور الإعلام في نشر وتعزيز مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات"، وذلك في تمام الساعة (10) من صباح اليوم الأحد في القاعة المستديرة بمركز المؤتمرات والتعليم المستمر في المدينة الجامعية بالرياض. مبدأ الحوار وأشار "أ.د.عبدالله بن محمد الرفاعي" -عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- إلى أنَّ كرسي اليونسكو للحوار يهدف من تنظيم هذا اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة متواصلة من الندوات والفعاليات إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك "عبدالله بن عبدالعزيز" -حفظه الله- في ترسيخ مبدأ الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، مُضيفاً أنَّ اللقاء يأتي في إطار برامج احتفاء جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتفضَّل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بقبول شهادة الدكتوراه الفخرية في "العلاقات الدوليَّة وتحقيق مبادئ الأمن والسلام"، التي منحتها الجامعة لمقامه الكريم. وأضاف أنَّ تنظيم هذا اللقاء يأتي أيضاً تفاعلاً من الكرسي مع الدور الريادي الذي يؤديه –أيَّده الله- في خدمة العلاقات الدوليَّة وتحقيق مبادئ الأمن والسلام في العالم، إلى جانب جهوده -حفظه الله- في محاربة ومكافحة الإرهاب بشتَّى أنواعه وأشكاله وأجناسه، وكذلك جهوده ودعواته الصادقة المخلصة لنشر مبادئ السلام والأمن العالميين، وتعزيز قيم الحوار والحضارة وتبادل الثقافات. حلقة نقاش وبيَّن "أ.د.الرفاعي" أنَّ اللقاء يتضمن حلقة نقاش علمية يشارك فيها نخبة من الباحثين في الحوار، يستعرضون عبر أوراق علمية دور الإعلام بمختلف وسائله وأدواته في تعزيز ثقافة الحوار، وسبل تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، موجّهاً الدعوة إلى المهتمين والمهتمات لحضور فعاليات اللقاء وحلقة النقاش العلمية، مُشيراً إلى انَّه سيكون هناك اتصال مباشر عبر الدوائر التلفزيونية مع القاعة النسائية (ب) في مركز المؤتمرات والتعليم المستمر بالمدينة الجامعية. قفزة هائلة وقال "سليّم مسفر الغامدي" -باحث أكاديمي-: "مع التطور التقني الحديث والقفزة الهائلة في تنوع وسائلِ الاتصالِ المختلفة أصبح العالم قرية واحدة؛ ممّا أدى إلى فتح قنواتٍ حديثةٍ ومختلفة للحوار والتخاطب بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، كما أنَّ تطور المجتمعات يُقاس بمدى قدرتها على الحوار، إلى جانب مستوى تطورها في المجالات الأخرى المختلفة، كالصناعية والعلمية والطبية والعسكرية وغيرها"، مُضيفاً أنَّه يجب التركيز على خلقِ قنوات واضحة للحوار في المجتمع ليتم تحقيق الرقي والتقدم. ولفت إلى أنَّ وسائل الإعلام الغربية هي الممول الأساسي للعمل الإعلامي العالمي بفضل تقدمها وإمكاناتها ونظرتها الدونيّة لوسائل الإعلام في الدول النامية، إلى جانب أنَّ الإعلام العربي ما يزال يرضخ لضغوطات الحكومات والعمل "البيروقراطي" الرتيب، كما أنَّه لا يوجد قانون دولي يجرّم التعرض للمعتقدات الدينية لأيّ جماعة أو تشويه لرموزها، مُبيِّناً أنَّ هناك عدم فهم من قبل كثير من الغربيين للصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين، وأنَّه دين السلام والوسطية، وبالتالي يطلقون الأحكام على الإسلام وأهلة دون معرفة حقيقته بسبب تضليل الإعلام الغربي لهم. برامج حوارية وأكدت "إسراء عبدالعزيز الزايد" -باحثة أكاديمية- على أنَّ البرامج الحوارية أصبحت عصب الإعلام العربي في الآونة الأخيرة، في ظل تكاثر الأحداث السياسية اليومية والمتغيرات المتعاقبة يوماً بعد يوم، مُضيفةً أنَّ للإعلام -بشكل عام- والبرامج الحوارية -بشكل خاص- دور بالغ الخطورة أمام الرأي العام المخاطب، فتارة يكون بكشف الحقائق ومواجهة المسؤولين وصُنّاع القرار، وتارة أخرى يكون بالتضليل والتوجيه وصناعة الرأي العام وفقاً للمؤسسات والجهات المانحة والممولة لهذه البرامج. وأوضحت أنَّ الحوارات التلفزيونية تكتسب أهمية خاصة بكل قوالبها التي تعرض من خلالها، حيث تلعب دوراً مهماً في الجانب التثقيفي عندما يتناول شخصية عامة علمية أو سياسية، مُشيرةً إلى أنَّ على هذه البرامج الحوارية مسؤولية مجتمعية ضخمة، إلى جانب مسؤوليتها عن تثقيف المجتمع وزيادة الوعي، وكذلك تبيين الأمور على حقيقتها بلا تزييف، موصيةً بتصميم برامج تقويمية خاصة بمتابعة المحتوى الإعلامي للبرامج الحوارية وإشراك الجماهير في عملية اختيار الشخصيات المستضافة والقضايا التي تُطرح. تواصل ثقافي وأشارت "هديل بنت علي اليحيى" -باحثة أكاديمية- إلى أنَّه أصبح من الأهمية بمكان تعزيز وتنمية ثقافة الحوار ومهاراته لدى الشعوب العربية والمسلمة، بعد أن اتسعت مجالاته حتى شمل الصعيد الثقافي والسياسي والاقتصادي وغيرها، مُضيفةً أنَّ ذلك يتطلب من أفراد المجتمع فتح قنوات اتصال وتواصل فكري وثقافي واجتماعي دائم، مؤكدةً على أنَّ فتح قنوات التواصل الشخصية والجمعية والجماهيرية وتوجيهها لتعزيز ثقافة الحوار، يُعدّ مطلباً أساسياً من أجل الوصول بالحوار إلى غايته المنشودة، وتجنب مخاطر الشقاق والتفرق. وأضافت أنَّه يمكن لوسائل الاتصال الجماهيرية أن توفر الحافز والسياق لمناقشة الموضوعات الحساسة بشكل يُدعم التغيير في ديناميكيات الأسرة، موضحةً أنَّ الإعلام يُعدّ من أهم العوامل التي تؤدي إلى رفع مستوى ثقافة الحوار في المجتمع السعودي بعد التعليم، لافتةً إلى أنَّه تبيَّن أنَّ هناك زيادة في الأداء الحواري الفاعل بين الطلاب كنتيجة لتفعيل الحلقات النقاشية والمجموعات الحوارية، مُشدِّدةً على ضرورة تدريب الطلاب والمعلمين على ثقافة الحوار باستخدام المجموعات الصغيرة، ولعب الأدوار، ومجموعات العمل، وغيرها. د.سليمان أبا الخيل د.عبدالله الرفاعي تبادل الخبرات وبيّنت "إيمان عبدالله الحصين" -باحثة أكاديمية- أنَّه ليس أمام البشرية سبيلاً أفضل من تبادل المعرفة والمنافع والخبرات وتلافي الخصومات، مُضيفةً أنَّ هناك بعض المُعوقات التي من شأنها أن تعرقل عملية اتصالنا مع الآخرين والتعرف على ثقافتهم وتصدير ثقافتنا إليهم عبر الطرق الممكنة والمشروعة، إلى جانب أنَّ البعض يحصر مفهوم الاتصال الثقافي داخل أروقة المؤتمرات والملتقيات، التي غالباً ما تكون وفق منظور أكاديمي بحت لا يخلو من التنظير، وكذلك افتقارنا لجانب الممارسة في هذا الميدان. وشدَّدت على ضرورة تفعيل دور الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز مثل هذه المفاهيم، مشيرةً إلى أنَّ البعض يجهل كثيراً من الوسائل التي لها دورها الفاعل والمؤثر في مد جسور التعرف على تلك الوسائل وآلية استثمارها بالشكل الأمثل، ومن ذلك وسائل الإعلام بأنواعها، وموسميّ العمرة والحج، وشبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الفنون المسرحية و"الدراما"، وكذلك المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني، كالأندية الأدبية والرياضية، إضافةً إلى السّواح ورجال الأعمال والمطوفات والكشافة. قضايا عامة وأكَّدت "تهاني بنت عبدالرزاق" -باحثة أكاديمية- على أنَّ البرامج الحوارية أصبحت أحد أهم أشكال البرامج التلفزيونية، وينظر إليها كأحد أهم منصات مناقشة القضايا العامة كجزء من منظومة متكاملة من البرامج والمنتديات النقاشية، التي تجسد مفهوم الحوار والجدل والتعاطف في الشؤون العامة والقضايا المجتمعية، مُضيفةً أنَّ البرامج الحوارية تحظى عادةً بنسبة مشاهدة عالية، مبينةً أنَّ توظيف البرامج الحوارية لتوسيع الفضاء العام من الجوانب الايجابية للتوعية بأهمية القضايا المجتمعية وطرحها للنقاش للعامة. وأضافت أنَّ مما يُعزِّز هذا التوجه ما تقدمه نظرتي الغرس الثقافي والتعلم، مُشدِّدة على ضرورة الاهتمام بالبرامج الحوارية في القنوات التلفزيونية السعودية، باعتبارها من أهم السبل لإيجاد فضاء عام متصالح مع الواقع، داعيةً إلى تنمية مهارات مُقدميّ البرامج الحوارية بما يساعد على إثراء القضايا محل النقاش بطريقة موضوعية، وهو ما يفضي إلى إكساب المتلقي تلك القيم بطريقة تعليمية غير مباشرة. إعلام رقمي وأوضحت "ندى بنت حمود الصالح" -باحثة أكاديمية- أنَّ وسائل الإعلام الرقمية تقدم العديد من المزايا والخدمات للمستخدم، الذي أقبل عليها بدوره هرباً من حراس البوابة ومقص الرقيب، الذي يقف غالباً بين الوسائل التقليدية والجمهور المتلقي، مؤكدةً على أنَّ مفردات مستخدمي "تويتر" في المملكة بلغت (302) مفردة تهدف لوصف طبيعة وحدود التأثير الذي أحدثته وسائل الإعلام الرقمية، خاصةً في مدى كفاءة "تويتر" في تعزيز ثقافة الحوار وتطويره لقدرات الجمهور في التفكير والتحليل للمشكلات والمعلومات. ولفتت إلى أنَّه لابُدَّ من إجراء المزيد من البحوث العلمية، التي تساهم بتطوير نظرية الغرس الثقافي بما يتوافق مع بيئة الاتصال الجديدة، إلى جانب تشكيل لجنة دائمة من المتخصصين بالإعلام الجديد لرصد ومتابعة وتقييم استخدامات فئات المجتمع السعودي للوسائل الإعلامية الجديدة، ومن ثمَّ اقتراح الحلول والتعامل معها بجدية بما يحقق الصالح العام للمجتمع، وكذلك إعداد برامج تدريبية وتثقيفية لكيفية استخدام فئات المجتمع السعودي للوسائل الإعلامية الجديدة، وذلك بالتعاون بين وزارتي "الإعلام" و"التربية والتعليم". حوافز مادية وشدَّدت "ندى بنت حمود الصالح" على أهميَّة تقديم القطاع الخاص أو الحكومي حوافز مادية ومعنوية للمستخدمين، الذين يبتكرون أساليب وطرق جديدة تزيد من التماسك الاجتماعي، إلى جانب إعداد البرامج التوعوية، التي تساهم بتطبيق لغة الحوار بين الأفراد والجماعات، وكذلك وضع الالتزام بلغة الحوار ضمن اللوائح والقوانين لأيّ دائرة تعليمية أو اجتماعية، وبالتالي فإنَّ مخالفتها تُلزم عقوبة مناسبة، إضافةً إلى العمل على حل مشكلات شبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" بالمملكة العربية السعودية وتوفيرها بيسر وسهولة في أيّ مكان وبتكاليف منخفضة.