استيقظ الإرهاب من جديد مدفوعا بفكر متطرف، استيقظ محرضا بقوى داخلية وخارجية أدمنت فعل التحريض لزرع الفتنة وجر الوطن الى انقسامات لا تخدم الدين ولا الوطن. ما حدث في قرية (الدالوة) في الأحساء يذكرنا بأن الارهاب لا ينام لأنه يتناول مخدرات فكرية تجعل الارهابي متوترا ويشعر برغبة قوية في فتح طرق الموت له وللأبرياء. الارهاب لا ينام لأنه يتناول حبوب التحريض بصفة مستمرة. الارهاب لا ينام لأنه يتغذى على الحقد والكراهية وارتكاب الجرائم. الارهاب لا ينام لأنه لا علاقة له بالأمن والسلام والوئام والحب والتسامح. ومع ذلك فان الأمن يقظ لا ينام، يسهر على حفظ الأمن والاستقرار وحماية الأرواح والممتلكات. الأمن لا ينام لأنه مسؤول عن سلامة الانسان دون تصنيف أو تمييز. الأمن لا ينام لأنه يحمي الدين والوطن. هذا الوطن الذي يحتضن الجميع ويعمل من أجله الجميع. هذا الوطن الذي يجمعنا فيه التناغم الانساني لنكون في زورق واحد نحو أهداف واحدة يشارك الجميع في تحقيقها لمصلحة الجميع بعيدا عن تلك الأفكار الجهنمية التي تصنع سلوك الارهاب. لقد جاء العمل الارهابي الأخير امتدادا لما سبقه من جرائم في مواقع مختلفة هدفها استهداف وحدة الوطن، ومحاولة إحداث خلل في منظومة التعايش الاجتماعي وزرع فتن لا يقوم بها الا عدو للدين والوطن. فهذا هو وقت الوعي بخطر التطرف الفكري، والجهل والتعصب، وخطر المحرضين على الفتنة الطائفية، وأهمية اللحمة الوطنية لحماية الوطن وأبناء الوطن. وهنا وقفة تقدير لرجال الأمن الذين يقومون بدور مهم ونوعي وعمل مستمر لا يعرف النوم أو الكسل. أما من الناحية الفكرية فلن يكون التنديد بما حدث كافيا والمطلوب فعل فكري قوي ومنظم ومستمر وفق منهجية علمية ونطاق واسع من المشاركة من كافة مؤسسات وأطياف الوطن. هذا هو وقت الحكماء لصد محاولات من يريد نقل الفتنة الطائفية الى بلادنا. نسأل الله الرحمة للموتى والشفاء للمصابين.