في الوقت الذي كان هناك جدل كبير وتشكيك في تأثير النفط الصخري على مستقبل النفط التقليدي فقد بدأت المؤشرات والأجراس تدق على قوة النفط الصخري ووجوده خاصة في الولاياتالمتحدة التي يؤكد مختصون أنه سيؤثر في استيراد النفط الخارجي وهو ما سيؤثر بدون شك في عوامل ومقومات تسويق النفط على مستوى العالم، بينما يؤكد آخرون ان ذلك لن يؤثر في طلب النفط العربي او الخليجي للأسواق الأهم في العالم وهي الشرق الآسيوية التي لا تفضل طلب النفط من امريكاوكندا التي يكثر فيها النفط العادي او الرملي وذلك نتيجة لبعد الموقع. وقال المهندس محمد بن راشد – مختص صناعي - إن هناك تخطيطا منذ سنوات لتغيير الخارطة العالمية فيما يخص الطاقة منها تغيير خارطة التسويق النفطي وخاصة من قبل الولاياتالمتحدة التي تلعب دورا هو الأهم على مستوى العالم من خلال ثورتها في اكتشاف الغاز الصخري حيث نجد أن النفط والغاز الصخري أصبح حقيقة وواقعا ملموسا دخل على خارطة سوق النفط العالمي. وأشار إلى أن النفط الصخري هو أصبح منافسا قويا وهو احد الانواع من النفط غير التقليدي وكذلك هناك النفط الرملي في كندا بكميات كبيرة وهو القريب من النفط في المنطقة العربية المستخرج بالطرق التقليدية ولا يحتاج للتكنولوجيا المستخدمة في النفط الصخري والتي تعد مكلفة بشكل كبير وان كان هناك تأثير فقد يكون من كندا التي تدرس وضع انابيب لضخ النفط لأمريكا، مؤكدا أن النفط الصخري المنتج في الولاياتالمتحدة لن يكون له تأثير كبير على مستقبل النفط السعودي لأنه بمميزاته يختلف عن النفط الذي تستورده من الخارج ومنها المملكة لأنه نفط خفيف خال من الكبريت ويحتاج إلى اضافات وتعديلات مكلفة وهي في حاجة للنفط الثقيل من منطقة الخليج. علي الغامدي محمد راشد وبين أنه برغم بعض الاطمئنان الموجود على مستقبل تسويق النفط السعودي خاصة في ظل وجود أسواق واعدة هي الأكبر تطورا في اقتصادات العالم وهي الصين والهند ودول آسيوية أخرى ستبقى تفضل استيراد النفط العربي لقربها الجغرافي من امريكاوكندا إلا انه لابد من التوقع بالتحديات المستقبلية والعمل على مسايرة التغيرات والاهتمام بالدخول في استثمارات محلية ودولية في النفط والغاز الصخري حتى تبقى في دائرة الأمان والمنافسة. من جهته قال المهندس على الغامدي- خبير صناعي في البتروكيماويات - انه لن نستطيع الحكم على مستقبل النفط الصخري إلا بعد سنوات ومعرفة نجاحه من حيث الاستخراج الذي يواجه تكاليف باهظة جدا في عمليات التنقيب وهو أمر تم التحدث فيه من قبل مختصين عالميين قللوا من سيطرته او تأثيره بشكل كبير على مستقبل تسويق النفط العالمي واكد ان ما يهدد مستقبل النفط في الدول الخليجية والعربية بشكل واضح وكبير ليس هو النفط او الغاز الصخري ولكن التعامل غير المنطقي والواضح في الاسراف في الانتاج والهدر المالي الكبير من أجل دعم محطات الوقود والكهرباء بشكل قد يكون عشوائيا وغير مدروس حيث لابد أن يكون هناك بدائل متجددة مثل استخدام الطاقة الشمسية التي مازلنا بعيدين عنها وهي في متناول ايدينا. وقال الغامدي إن كندا هي من يمكن أن تهدد دول المنطقة في صادراتها لأمريكا حيث تملك النفط الرملي الثقيل المشابه لنفط الخليج خاصة في ظل العمل على مشروع خط انابيب "كي ستون اكس ال" فانه سينقل على الاقل 830 الف برميل من الخام الثقيل يوميا من كندا الى المصافي الامريكية، ومن ثم سيكون المنافس الاكيد لواردات الولاياتالمتحدة النفطية من السوق الخليجية، مبيناً أن منطقة الخليج تمتلك 20% من إجمالي احتياطيات الغاز المؤكدة في العالم، لكنها تسهم فقط بنسبة 11% من الإنتاج العالمي؛ وبالتالي فهي تتمتع بأطول مدى زمني للاستفادة من احتياطيات الغاز في العالم مع قدرتها على إنتاج المستويات الحالية لمدة تصل إلى 120 عاما، بما يعادل ضعف المعدل العالمي البالغ 64 عاماً. الجدير بالذكر أن التقارير الاقتصادية تؤكد أنه خلال عام 2011 و2013 م تم اكتشاف الولاياتالمتحدة الأمريكية المزيد من النفط الصخري وضاعفت مخزونه ب 10 مرات في العالم، حيث كان 32 مليار برميل ووصل إلى 345 مليار برميل وهو يعادل إنتاج نفط دول الأوبك ل 31 سنة بمقدار إنتاج اليوم، وبكل تأكيد هذا تغيير كبير خلال 24 شهراً.