لا تزال الجهود تبذل داخليا في لبنان على أكثر من مستوى من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي اللبناني في موعد يسبق عيد الاستقلال في 22 الجاري، ويبدو هذا الحراك لغاية اليوم مسيحيا بامتياز بدفع من فرنسا والفاتيكان، وبقيادة كنيسة داخليّة لأحد الأساقفة. في هذا الإطار قالت أوساط مسيحيّة متابعة أنه توجد 3 مواصفات يجب أن يتمتّع بها الرئيس اللبناني: أن يكون منفتحا على المجموعات اللبنانية كلّها وتاريخه يشهد له بذلك، أن يكون تاريخه السياسي والأكاديمي مشرّفا ولا غبار عليه، وأن يكون حاملا للشجون المسيحية ويعبّر عن هواجس المسيحيين. في هذا السياق استبعدت أوساط دبلوماسية أن ينجح هذا الحراك الداخلي بسبب عدم نضوج الإرادة الإقليمية لهذا الموضوع وخصوصا من طرف قوى 8 آذار. وقالت أوساط في "تيار المستقبل" ل"الرياض" بأنّه يجب تخفيض الانطباع بأن الجهاديين التكفيريين هم قاب قوسين من احتلال لبنان والسيطرة عليه ما يصعّب إنجاز استحقاقاته السياسية. وكرّرت أوساط "المستقبل" مقولتها بأن مشاركة "حزب الله" في سورية "كانت سببا رئيسيا في زيادة التطرّف وفي جذب ردّة فعل الإسلاميين المتطرّفين ضدّ لبنان" معتبرة بأنّ "الحلّ الرئاسي يتعلّق بالمزاج الإيراني". وسط هذه الأجواء لا تزال القوى الداخلية تلقي باللائمة على المسيحيين وحدهم لعدم قدرتهم على الاتفاق على اسم رئيس، وقد قالت مصادر كنسية مواكبة للاستحقاق الرئاسي ل"الرياض" بأنّ "هذه التهمة ظالمة لأنّ أيّ اسم يتفق عليه المسيحيون عليه أن يحظى بموافقة جميع الطوائف الباقية". في إطار متصل نقل عن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع قوله حين سئل عن سبب عدم إفساحه المجال للعماد ميشال عون بالوصول الى سدّة الرئاسة الأولى حفاظا على مصلحة المسيحيين قوله: "لو كنت متأكدا بأنّه سيؤمّن مصلحة المسيحيين لكنت تراجعت لكنّ تاريخه أثبت أنه يرمي بالمسيحيين دوما في حضن المجهول".