اندلعت أمس معارك جديدة بين مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية" الإرهابي والمقاتلين الكرد في مدينة عين العرب (كوبَني) السورية الحدودية مع تركيا، دون أن تحدث تغييراً على الأرض، وذلك غداة مقتل 24 مقاتلاً من الطرفين خلال الساعات الماضية. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني أن اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء واستمرت عنيفة حتى منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء ثم تراجعت قبل ان تستأنف صباح الأربعاء وتتركز في وسط وشمال المدينة، فيما اندلعت اشتباكات متقطعة في مواقع مختلفة. وأشار المرصد الى مقتل "ما لا يقل عن 18 مسلحاً من تنظيم الدولة الاسلامية الثلاثاء خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة"، بالاضافة الى ستة مقاتلين كرد من "وحدات حماية الشعب" التي تدافع عن المدينة. كما قتل ثلاثة عناصر من التنظيم الإرهابي جراء قصف لطائرات التحالف العربي - الدولي على مناطق في مدينة عين العرب (كوبَني بالكردية) ومحيطها الثلاثاء. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان طائرات التحالف شنت الاربعاء ست ضربات على مناطق يسيطر عليها التنظيم المتطرف في عين العرب. وليل الأحد/ الاثنين، ألقت طائرات أميركية مساعدات عسكرية مصدرها كردستان العراق الى المقاتلين الاكراد على كوبني بواسطة المظلات، في حين وعدت تركيا بالسماح بمرور مقاتلين اكراد عراقيين عبر حدودها لمساندة المدافعين عنها. وعلى رغم أن هؤلاء المقاتلين لم يعبروا بعد، فان أي تغيير في خريطة المواقع على الارض لم يحدث خلال اليومين الماضيين، بحسب المرصد السوري. واوضح الناشط والصحافي الكردي مصطفى عبدي لوكالة (فرانس برس) ان بين المساعدات التي تم القاؤها، مواد طبية تم تسليمها الى المستشفى الميداني في كوبَني. وقال "داعش قام بتفجير عشرات السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة. عندما ادرك ان المساعدات بدأت تصل الى الاكراد، صمم على اسقاط المدينة مهما كان الثمن"، مشيرا الى معلومات غير مؤكدة عن استخدام التنظيم "أسلحة محرمة" الليلة قبل الماضية في كوبني. وقال ان الاشخاص العالقين على الحدود "لا يزالون في مكانهم. لا يمكنهم دخول كوبني لأن مناطقهم يسيطر عليها داعش، ولا يمكنهم دخول تركيا التي تضع قيوداً كبيرة على دخول الأكراد". كرديات يشيعن في مدينة سوروك التركية أمس مقاتلين سقطوا في المعارك مع مسلحي «داعش» في كوبني (رويترز) وذكر أن "البعض يريد ادخال ماشيته وسياراته معه، الامر الذي ترفضه السلطات التركية". واضاف "هناك معبر واحد مفتوح بين كوبني والاراضي التركية يقفل ويفتح بحسب الحالة الامنية. وبعض العالقين موجودون في مناطق لا يمكنهم المرور منها الى المعبر". واكد ان "السلطات التركية تحاول ان تحول دون دخول اي شيء الى كوبني". وقال الناشط محمد علي احمد الموجود في منطقة الحدود التركية من جهته ان "بين العالقين على الحدود مئتي طفل رضيع، وقد ابلغنا المنظمات الدولية بذلك"، مضيفا "هم يعيشون في العراء على مقربة من حقل الغام. ولا يملكون شيئا". وعبر أحمد كذلك عن القلق على المئتي الف نازح الذين نزحوا من كوبني ومحيطها الى تركيا منذ بدء الهجوم في اتجاه عين العرب قبل اكثر من شهر. وقال "مع اقتراب فصل الشتاء، هناك خوف على مئتي الف نازح يتواجدون في المنطقة الحدودية التركية. هم لا يزالون يعيشون في حدائق أو مخيمات قيد الانشاء. لا بد من بذل جهود اكبر لايوائهم سريعا". واشار الناشط الى ان "75 في المئة من مدينة كوبني غير قابل للسكن، إما لانه سوي بالارض بسبب القصف الذي تسبب بتدميره بالكامل، واما لأنه تضرر كثيرا". وكان رئيس الاقليم مسعود بارزاني بعث الثلاثاء برسالة الى البرلمان "لاعطاء الترخيص والسماح لرئيس الاقليم بتحريك القوات الى مدينة كوبني". وينص قانون اقليم كردستان على ان رئيسه هو القائد العام لقوات البشمركة في الاقليم الذي يتألف من ثلاث محافظات كردية تتمتع بحكم ذاتي. وردا على سؤال عما اذا كان ثمة تنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد لجهة قرار ارسال القوات، قال المتحدث باسم وزارة البشمركة هلكورد حكمت ان "تحريك البشمركة الى خارج الاقليم يحتاج الى قرار من برلمان كردستان، ولهذا طلب رئيس الاقليم من البرلمان تخويله تحريك القوات"، مؤكدا ان ذلك "لا يحتاج الى موافقة الحكومة العراقية". وقال وزير البشمركة مصطفى سيد قادر في تصريحات للصحافيين بعد مشاركته في الجلسة "في الايام المقبلة سوف نحدد العدد الذي سيرسل"، مشيرا الى ان هذه القوات "ستتوجه بأسلحة وزارة البشمركة وستبقى هناك (في عين العرب) لحين انتهاء الحاجة منها".