وُلد الهلال وفي مدرجه جماهير من ذهب، ترافقه أينما حل وارتحل، وفي أي بقعة من هذه الأرض الواسعة يحط بها "الشقردية" رحالهم، يجتاحها "هوامير الصحراء" متسابقين على السفر، ملبين نداء "الزعيم" ليرافقوا الفريق إلى أقاصي هذه البقاع ثم يزفونه بطلاً. "الزراق الأعظم" لا يكل ولا يمل من الحضور والمؤازرة، ولا تهتز ثقتهم في فريقهم القادر بقوة نجومه وإدارته وقوته أن يقف على أعلى منصات التتويج ويعانق أعصى الكؤوس ويقبل أغلى الذهب. وما يتكرر في كل استحقاق يكون الهلال طرفا فيه خارج السعودية من ازدحام في المنافذ والمطارات وملاعب الخصم دليلا على حجم الجماهيرية الجارفة التي يتمتع بها الفريق الأزرق، والكثافة التي رأيناها في ملعب سيدني ليست بغريبة عليهم، علماً أن زمن الرحلة 15 ساعة!. حضور الجماهير اليوم وتفاعلهم مع المباراة سيكون الدافع الأقوى بعد توفيق الله إلى اللقب القاري، إذا ما تفاعلوا مع المباراة ودبّوا الرعب في نفوس الخصم الاسترالي، كما فعلوا مع لاعبي العين والسد خلال هذا الموسم، إذا وضع اللاعبون سباباتهم على آذانهم ليتخلصوا من صوت الهدير الأزرق الذي أفقدهم التركيز وشتت انتباهم. الجماهير الزرقاء لها الفضل الأكبر في ايصال الهلال إلى هذه المرحلة، وسيكون صاحب الذراع الأطول، إذا ما عانق "الزعيم" ذهب القارة.