دﻻل الغامدي تشكيلية مميزة في أعمالها التي تنتهج رسالة اجتماعية وإنسانية وتحمل في أبعادها خطاً وفكرا مميزاً ينظر إليه بعين الدهشة والإعجاب؛ فنانة تتمتع بفاعلية الحضور الجميل في المعارض الفنية.. "فرشاة.. ولون.. وحلم" وسيلتها للتعبير والأمان والاطمئنان؛ تجاوز جدران غرفتها لتبصر النور وترى الحياة وتتعايش مع المجتمع بكل حرية وسعادة، ولتقدم لوالدها كل ما تبدعه وتهديه فنها على طبق من بر وطاعة وعرفان بكل ما وصلت إليه من فن وجهد.. * بداية هلاّ حدثتينا عن فلسفة الفن ومدى تقبل المجتمع السعودي لأبعاد ما يقدمه الفنانون من طرح فني وفكري؟ - إلى اﻵن هناك الكثير والكثير من افراد مجتمعي وقد يكونون أصحاب مراكز وشهادات علمية عالية يرون أن الفن التشكيلي والألوان مضيعة للوقت واشياء زائدة ﻻ فائدة منها وليست مهمة والسبب في هذا جعلها في المدارس حصة اضافية.. زائدة.. لم يعرف من خلالها الطالب تاريخ الفن في رقي الشعوب على مر العصور ودوره في رصد التاريخ وترجمة جماليات ذاك الزمن والتحدث عن رسالته وقصصه ولو بصوره مبسطة تجعله يشعر بأهمية اﻷلوان والفن في رصد وتأريخ كل تلك العصور بصورة سهلة جميلة.. فالفن بداخلنا جميعا بدليل انه ﻻ بد من وجود لوحة جمالية فنية على الأقل في كل بيت او مكان عمل او مستشفى او غيره ولكننا لم نعتاد على تلمس جماليات ما يحيط بنا كي نستشعر جماله. النهوض بالحركة التشكيلية * وهل ترين ان ضعف وانحسار اعداد المعارض الفنية التشكيلية في المملكة سبب في قصور إشاعة الجمال والفن؟ - الضعف في إقامة وإعداد المعارض التشكيلية وارد في المملكة بصورة عامة ونستطيع القول إنه ضئيل ويعتمد على مجهودات فردية متواضعة وقد يظهر النشاط التشكيلي ملحوظ بصورة واضحة في مدينة جدة أكثر مدن المملكة ولكن أيضاً أغلب المعارض تعتمد على جهود شخصية فردية أو بالتعاون مع شركات تنظيم تجارية تهتم بالربح المادي اهتماما جذريا متغافلين عن جودة وقيمة ما يقدم ويعرض في بعض الأحيان والسبب في عدم وجود جهة رئيسية مختصة يكون هدفها الأول والأساسي هو النهوض بالحركة التشكيلية واقامة معارض عالمية تساعد على تعريف العالم على ديننا وحضارتنا وتاريخنا من خلال الفن التشكيلي. قلة دعم * هل يعني ان دور جمعية الثقافة والفنون بدأ يتقلص ويتلاشى في دعم الفنانين التشكيليين والتشكيليات؟ - صحيح.. ونطمح إلى إعادة النظر في سياسة الجمعية وآلية استيعابها للدماء الجديدة والمواهب والأفكار الجديدة التي تسعى لمواكبة المملكة العربية السعودية للعالم التشكيلي العالمي ومنافسته أيضاً حيث نملك القدرة ونملك ايادي تشكيلية سعودية عبقرية تعتبر مدرسة لفنون ابتكرتها هي وتقنيات استخدمتها وسار الكثير على نهجها. * تعددت المدارس والأساليب والاتجاهات التشكيلية التي ينتهجها التشكيليون؛ باعتقادك ما أبرز الاتجاهات الفنية الاكثر رواجا وانتشاراً في المملكة؟ - المدرسة التجريدية هي اﻻكثر وأوسع انتشاراً في المملكة ويعود غالباً ذلك ﻻنسياق الفنان وراء مشاعره تاركاً للألوان حرية التعبير عن مكنوناته مما قد يسهل من التعبير اللوني الصادق وفي معظم اﻻحيان تكون فلسفة ترجمة اللوحة متروكة للمتلقي ومايشعر به عندما يراها ومدى تأثير تلك الألوان على نفسه وتكون الترجمة للعمل طبقاً ﻻنعكاسها على حياته وتجاربه الشخصية وحالة نفسيته. البحث عن المميز * هل تشعرين باهتمام او اهمال وسائل الإعلام تجاه الفنانين والمعارض الفنية؟ - الإعلام يبحث عن المميز والجديد.. فمتى ما استطاعت المعارض الفنية أن تجذب الرأي العام والإعلام والمتلقي برفع قيمة وفكر ومحتوى اللوحات المعروضة واستطاعت التفريق بين الصالح والطالح في اختيار الفنانين بدقة ومن تميز بإبداعه في التصميم والتنفيذ والانفراد في كل ما هو مميز وجديد سيأتي إليه الإعلام ليعكس ما يرى لأنه يستحق ان يصل للعالم ككل دون عناء او تعب خاصة في عصر الإعلام الحديث فقد أصبح كل شيء سهل إيصاله للرأي العام بكل يسر. من أعمال دلال الغامدي