** معظم مقالات الكتّاب في الصحافة السعودية تنتقد أداء الأجهزة الحكومية بشكل حاد ولافت، ولهذه الحالة سببان جوهريان. السبب الأول: أن اداء معظم الأجهزة الحكومية فعلا ضعيف، ويستوجب الانتقاد، لا الإشادة بلمح إيجابي استثنائي، مابين ركام إخفاقات وتجاوزات تستوجب المطالبة بالمعالجة، والكتاب كما أعضاء مجلس الشورى - ليس بيدهم إلا الحديث عن الخلل والمطالبة بإصلاحه لا تنفيذ الحلول. السبب الثاني: من الطبيعي أن تلفت نظر الكاتب الأمور السلبية التي تستوجب المعالجة بينما الاداء الجيد هو الأمر الطبيعي المتوقع من موظف الخدمة العامة كأمانة يجب القيام بها دون انتظار إشادة إعلامية. من هذه المنطلقات فإن معظم مقالاتي تنتقد أوجه القصور المسموح للكتاب بانتقادها، مع السعي إلى أن تكون انتقادات موضوعية، بعيدا عن الإثارة والشخصنة والانتقائية، وتقديم مقترحات وبدائل من وجهة نظري طبعاً. **اليوم سأخالف هذه القاعدة العامة من الانتقاد إلى الإشادة، حيث راجعت من يومين الأحوال المدنية بالرياض في أسواق الرويال مول بعد خروجي من عملي الساعة الرابعة والربع وقد لفت نظري منذ البداية أن استقبال المراجعين يستمر إلى الخامسة مع تقديم الخدمة في عدة فروع للأحوال بما فيها الفرع الذي بالسوق، لم يكن معي موعد، شرحت السبب لأحد المسؤولين في الفرع وفورا تم استقبال طلبي بمرونة عالية، وكان لديّ معاملتان؛ إصدار شهادة ميلاد لابنتي، وإضافتها لدفتر العائلة، وكنت أتوقع أن يستغرق ذلك عدة أيام، ولكن خلال أقل من 5 دقائق تم تسليمي شهادة الميلاد ودفتر العائلة بشكله الجديد الأنيق. هناك عدة جهات حكومية بدأت تطور خدماتها بشكل ممتاز وليست الأحوال وحدها، لكن الذي جعلني أتحمس للكتابة عن الأحوال المدنية هو أني تذكرت الفوضى والزحام الكبير في مقر الاحوال المدنية قبل عدة سنوات والتأخير في إنجاز معاملة المواطنين فرأيت أن هذا التطور السريع يستحق الإشادة والمطالبة بمزيد من التطوير وتقديم الخدمات الكترونياً إذ أن خدمات الأحوال المدنية يحتاجها كل مواطن بشكل مستمر، كما أن تنظيم المعلومات المتعلقة بالأحوال المدنية وتسهيل الحصول عليها الكترونياً يساعد على تنظيم كثير من أعمال الجهات الحكومية والخاصة الأخرى مثل البنوك والمستشفيات ووزارة العمل والخدمة المدنية وغيرها. شكراً لمسؤولي وزارة الداخلية والأحوال المدنية والعاملين فيها، الذين يستحقون كل الشكر والتحفيز المعنوي والمالي على هذا التطور اللافت في خدمة المواطنين.