سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جامعة الإمام تشارك في تنظيم مؤتمر آسيوي عن الإعلام والتمكين والحكومة د. الحقيل: الممارسة الإعلامية التقليدية خاسرة والمعاصرة يقودها الأفراد وليس المؤسسات
افتتح في جزيرة لينكاوي الماليزية، أعمال المؤتمر الدولي عن الاعلام والاتصال الذي تنظمه جامعة أوتارا وتشارك في تنظيمه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وضم وفد الجامعة المشارك في المؤتمر كلا من عميد كلية الإعلام والاتصال الدكتور عبدالله بن محمد الرفاعي، ورئيس قسم الإعلان والاتصال التسويقي الدكتور عبدالله بن صالح الحقيل، ووكيل الكلية للتطوير والجودة الدكتور محمد بن سليمان الصبيحي. وشارك البروفيسور عبدالله بن صالح الحقيل كمتحدث رئيس في افتتاح المؤتمر الذي حضره أكثر من 300 خبير في الاعلام والاتصال والإدارة وتقنية المعلومات. وفي كلمته الافتتاحية شرح البروفيسور عبدالله الحقيل تفاصيل التحول الاتصالي والمعلوماتي للبشرية، وأشار إلى أن التقنية الحديثة أعطت الفرد قوة هائلة سلبتها إياه تقنية الاعلام التقليدية، وبين الحقيل أن الاتصال الشخصي سبق تقنية الاعلام الجماهيري من إذاعة وتلفاز وصحافة وعكس العلاقة النظرية والرياضية القوية بين الفرد ومحيطه الاتصالي، واشتمل العرض على أمثلة إحصائية دقيقة. وأكد الدكتور الحقيل أن النماذج الاتصالية التي تهمش الفرد تسقط سريعاً، كما أن وسائل الاعلام التقليدية ولدت ضعيفة بسبب تعاطيها مع الفرد على انه زبون أكثر من كونه عنصراً رئيساً من مكوناتها، مضيفاً: سيطرت الممارسة الإعلامية على الفرد وأثرت عليه أكثر من جعله مكونا رئيسا في منظومتها الاتصالية. وبين د. الحقيل أن النظريات الإعلامية التقليدية فشلت في تقديم رؤى مستقرة حول علاقة الفرد بوسائل الاعلام وقد انعكست تلك الحال على آلية إدارة العملية الإعلامية التي فاقمت الأمر وزادت الفجوة بينها وبين جماهير وسائل الاعلام. وأشار د. الحقيل إلى أن إعلام الانترنت والإعلام الجديد يعود بالعملية الاتصالية البشرية إلى حالتها الطبيعية حيث يحتل الفرد فيها مكانه المناسب. وفي شكوى لبعض الحضور من إغراق الانترنت بالمعلومات غير الدقيقة أشار الحقيل إلى أن هذه حالة طبيعية ومؤقتة يعيشها الأفراد بعد أن أتيح لهم الفرصة الكاملة للتعبير وقال إن هذا متسق مع الدورة البشرية للنمو الاجتماعي وأكد أن أي محاولة لتقنين هذه الحالة والحد منها سيؤتي بثمار عكسية وتؤجل مرحلة النضج الاجتماعي. وقال: إن الاتصال عبر النت تحول إلى عملية اجتماعية تفاعلية تتم عبر عالم افتراضي وهذا أمر غير معهود مع الاعلام التقليدي، مضيفاً أن العملية الاتصالية الحالية عملية بلا قائد وبلا قيود وبلا معوقات نفسية واجتماعية وقال لم يعد يحتمل العالم توقف الانترنت فقد باتت بالتعاضد مع الأجهزة الذكية المرتكز الرئيس لإدارة الشؤون البشرية وخاصة ذات الصبغة الفردية وطرح البروفيسور عبدالله الحقيل نموذجه الذي مثل فيه العملية الاتصالية التفاعلية وآلية حدوثها وكيفية تعاطي الأفراد معها ومنهج قياسها وقد بين الدكتور فشل بعض الاطروحات ذات الصبغة الجزئية في رؤيتها وتعاطيها مع عملية معقدة لا تحتمل التجزئة وقد عرض بعض النتائج التي تؤيد نموذجه. وكان لافتاً اعتماد البروفيسور عبدالله الحقيل القوي على المعادلات الرياضية والإحصائية في اطروحاته مما شد انتباه الجميع وجعل طرحه يحظى بالإعجاب والقبول وقد استمر هذا العرض ساعة كاملة أعقبها سيل من الأسئلة التفصيلية حول تفاصيل ما طرح وكيفية التعاطي معه من منظور نظري وإحصائي منهجي.