الاستثمار في المجال الرياضي هو إحدى الوسائل التي بإمكانها أن تحل الكثير من المعوقات خصوصا المادية التي تتعرض لها الأندية أو الاتحادات الرياضية فيعتبر التسويق مفتاحاً لتحقيق وتطوير أهداف المؤسسات الرياضية. في المقابل نلحظ غياباً وعزوفاً للاستثمار الرياضي الحقيقي في رياضتنا، ويرجع السبب حسب المختصون في الاستثمار إلى عدم وجود بنية أو منظومة واضحة المعالم تعمل وفق قوانين لكي تكفل للشركات الراعية أن تستثمر أموالها في المجال الرياضي بضمانات معينة. الشغف الجماهيري في الرياضة السعودية خصوصاُ كرة القدم يدل على أننا نمتلك أرضاً خصبة للاستثمار لم نستفد منها حتى الآن بسبب بيئة غير جاهزة، الاستثمار الرياضي أصبح بمثابة الكنز الضائع الذي لم تجد الأندية الطريق إليه فهو يشكل حلاً لكثير من المعوقات في زمن لابد أن ينتهي فيه الاعتماد على هبات وشرهات أعضاء الشرف. الاستثمار والرعايات ليست مقتصرة على الرياضة فقط لكنها متواجدة بشكل عام وأفضل تعريف لها هو تعريف جون مينيام (تقديم المساعدة المالية أو ما شابهها إلى أحد الأنشطة بواسطة مؤسسة تجارية بغرض الحصول على أهداف تجارية) ويتضح لنا من هذا التعريف أن المؤسسات التي ستدخل الاستثمار الرياضي سيكون لها بالطبع أهداف تجارية منها تحقيق الانتشار وكسب السمعة والشارع الرياضي هو أفضل وسيلة لتحقيق الانتشار لكن لازال الاستثمار مغيب في رياضتنا. للمثل وليس الحصر نادي يوفنتوس الإيطالي يعتمد في دخله على حقوق النقل التلفزيوني ومداخيل حضور المباريات بالإضافة إلى عقود الرعاية للملعب والقميص وغيرها عبر التسويق للعلامة التجارية فالنادي الإيطالي الذي افتتح ملعبه الجديد في عام 2011 بسعة تصل إلى 41 ألف متفرج بقيمة 105 ملايين يورو لم يخسر ولا يورو واحداً في إنشاء الملعب فقد باع حقوق تسمية الملعب لمدة 12 سنة لشركه بمبلغ 70 مليون يورو ليكون المتبقي 50 مليون يورو والربح الأدنى للملعب سنوياً يبلغ ما يقارب 30 مليون يورو أي إن النادي سيعوض خسارته في الملعب خلال سنتين فقط بعدها يبدأ يشكل الحضور الجماهيري دخلاً قوياً للنادي. الأندية العالمية عرفت كيف تستثمر علامتها التجارية في وقت ضاعت فيه العلامة التجارية للنوادي السعودية فيمكن استغلالها دون حفظ لحقوق الأندية المسلوبة. مشكلة أنديتنا هو الفكر وقلة الخبرة في الأمور الاستثمارية ومن الواجب أن تعمل الأندية وتحرص على استقطاب كفاءات متخصصة في الاستثمار لتدير المشاريع وخطط النادي الاستثمارية وهذا يتم عبر إنشاء إدارة خاصة بالاستثمار، تجربة ناديي الهلال والأهلي في الشراكات الاستثمارية تجربة ناجحة تستحق الامتثال فالهلال وقع عقود رعاية مع عدة شركات في مجالات مختلفة تدر على الهلال ما يتجاوز 100 مليون ريال والأهلي بالمقابل وإن لم يوقع إلا مع راع رسمي واحد لكن تعتبر صفقته ناجحة خصوصاً أن قيمة العقد تبلغ أكثر من 70 مليون ريال لثلاثة اعوام. الاحتراف هو منهج أحد أبرز إيجابياته التطوير ومتى ما تم التعامل معه وفق هذا المنظور سيبقى نهجا ايجابياً فنيا ومالياً، الاستثمار الرياضي والتسويق لابد أن يفعل في أنديتنا حتى قبل خصخصة الأندية التي ننتظر إقراراها.