يتابع الشارع الرياضي بشغف ما قامت به إدارة نادي الهلال التي لم تهدأ خلال الفترة الماضية من الاعلان عن الرعايات وبصورة مستمرة، معلنة بذلك ريادة إدارة النادي لهذا الموسم في التأسيس لنقلة نوعية وكبيرة في مجال الاستثمار الرياضي وعلى مستوى الأندية المحترفة بالسعودية، ولعل الاستراتيجية التي انتهجتها إدارة نادي الهلال بقيادة الأمير عبدالرحمن بن مساعد طوال الاعوام الماضية من تعزيز العلامة التجارية للنادي ها هي قد بدأت تؤتي ثمارها وبصورة واضحة للجميع، فقد أصبح الهلال بيئة استثمارية جاذبة للرعاة ومن جهات وأنشطة تجارية مختلفة، وكذلك ما تم من تغيير في نهج التسويق الرياضي للنادي عبر منح ذلك الامتياز لشركة صلة المتخصصة كي تصبح المسوق الحصري لحقوق النادي التجارية والتي قامت بدورها بشكل فعال وبدأت في تحقيق النتائج الملوسة وبطريقة احترافية. فقد أعلنت إدارة النادي عن توقيعها مع العديد من الرعاة بدءا من شركة موبايلي للاتصالات وشركة فلوكس واجن الالمانية للسيارات وشركة عبدالصمد القرشي للعطور بالاضافة الى شركة موبيل 1 للزيوت وشركة التصنيع الوطنية للبتروكيماويات وشركة نايكي والتي تعتبر من كبرى الشركات المتخصصة في صناعة الملابس الرياضية كما تم التوقيع كذلك مع شركة بوبا للتأمين والخدمات الصحية وشركة دومينوز بيتزا العالمية للمأكولات وشركة كاريبو كافييه للمشروبات، تنوعت عقود الرعاية ما بين معلن على القميص ومن جهات مختلفة الى رعاية انشطة المسؤولية الاجتماعية ورعاية المأكولات والمشروبات والسيارة الرسمية للنادي. وكما أوضح نائب رئيس نادي الهلال محمد الحميداني أن إدارة النادي قد وقعت مع شركة تطوير الرياضة عقداً تقوم بموجبه الشركة بإدارة متاجر النادي بالاضافة الى افتتاح ستة عشر فرعاً جديداً لمتاجر النادي موزعة بمختلف مناطق المملكة سيتم الانتهاء منها بالنصف الاول من عام 2015 م، وستقوم الشركة بالادارة الكاملة للمتاجر مقابل مبالغ ثابتة تدفعها للنادي بالاضافة الى نسبة من الارباح. ويمكننا القول ان ما قامت به إدارة نادي الهلال من تخطيط وتنفيذ إداري فعال وجيد عبر تطبيق الفكر الاستثماري الصحيح كان له دور هام في إزالة ذلك الركود الذي كان مسيطراً على الساحة الاستثمارية في المجال الرياضي ورعاية الاندية على وجه التحديد، حيث بدأت تتقلص تلك الفجوة السابقة التي كانت بين الشركات والاندية لعدم وضوح الجدوى الاقتصادية التي ستحصل عليها الشركات مقابل تلك الرعاية مما حفز الكثير منها على الإقدام والدخول في هذا المجال وبشرائح مختلفة ومن أنشطة متعددة أيضاً. وهنا يتضح لنا كذلك الدور الفاعل للجماهير الرياضية وأهميتها للمساهمة في إقبال الشركات على رعاية النادي اذ أن تلك الشركات تبحث على دور فعال لجماهير الاندية في شراء واستهلاك منتجاتها، فهي تهدف الى ذلك الغرض بالاضافة الى زيادة الوعي بعلامتها التجارية، فالجماهير بدورها ستقوم بالترويج لتلك المنتجات وبصورة تلقائية عبر تعبير ذلك الجمهور عن ولائه ومحبته لفريقه، وبالتالي سيكون لذلك الدعم الجماهيري دور رئيسي لانجاح تلك الشراكة بين الراعي والنادي والتجديد عاماً بعد آخر. جميع المؤشرات الحالية تؤكد على انطلاق مرحلة سوق الاستثمار والتسويق الرياضي وأنه صناعة مربحة ليس للشركات فحسب بل للاندية وجماهيرها كذلك، ولعل هذه الخطوات والتوجه الحالي سيكون لها دور كبير في ازدهار النشاط الرياضي واقتصادياته ليس للهلال فقط بل لجميع الاندية الرياضية عبر فتح ذلك السوق أمام الشركات التجارية وتشجيعها للاستثمار في القاعدة الجماهيرية لتلك الاندية، بحيث تتوجه المنافسة بين الشركات التجارية الى رعاية الاندية الأخرى وفي نفس الوقت ستشجع إدارات الاندية على التنافس فيما بينها لتقديم البرامج الاستثمارية عبر استثمار العلامة التجارية للنادي لجذب الرعاة ومن ثم تعزيز ولاء العملاء والجماهير لكلا الطرفين، فالتنافس الاستماري بين الاندية لا يقل أهمية عن التنافس الرياضي فكلما زاد عدد الرعاة زادت إيرادات النادي وبالتالي ازدادت القوة المالية والسيولة في خزينة الادارة والتي بدورها سيتم ضخها في النادي لتحسين الاداء وتحقيق النتائج المرجوة. *كاتب وأكاديمي