سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء الثقافة الخليجيون أقروا مقترح المملكة بتوظيف أدوات الثقافة في محاربة فكر الإرهاب والتطرف وكشف خطورته على المجتمع ندواتٌ ثقافية وفكرية ومعارض وأفلام وثائقية تدعم فكرة الانتماء بين دول الخليج
أقر أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اجتماعهم العشرين الذي اختتم امس ، المقترح الذي تقدّم به معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، المتعلق بتوظيف أدوات الثقافة في محاربة فكر الإرهاب والتطرف، وكشف خطورته على أفراد المجتمع الخليجي. ودعا وزراء الثقافة إلى ضرورة تعزيز الهوية الخليجية وترسيخ المواطنة بين أفراد المجتمع، من خلال التنسيق مع أجهزة الإعلام المختصة لعمل برامج حول هذا الموضوع، وعقد ندوات ثقافية، وفكرية، وتنظيم معارض وأفلام وثائقية، تدعم فكرة الانتماء بين دول الخليج. جاء ذلك في جملة التوصيات التي خرج به الاجتماع العشرون لوزراء الثقافة الخليجيين امس في الكويت ، برئاسة معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت. ورأس وفد المملكة العربية السعودية خلال الاجتماع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ، فيما ضم الوفد معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان. وأكد الوزراء على أهمية حفظ مكتسبات التنمية ومقدرات دول المنطقة ومواردها ، مع إبراز الاسهام العلمي والأدبي والتاريخي للشخصية الخليجية في الماضي والحاضر، وزرع المواطنة الخليجية في نفوس النشء. واعتمد الوزراء في توصياتهم خطة الأنشطة الثقافية لدول المجلس لعامي 2015 - 2016م ، متضمنة عشر نقاط رئيسة، منها الموافقة على إقامة دورة تأهيل وتدريب في المملكة العربية السعودية عام 2016م في المجالات الثقافية التي تعود بالنفع على دول المنطقة. وأوصوا بتكليف المملكة بإعداد دراسة خاصة بشأن إقامة أسبوع ثقافي خليجي في إحدى الدول خلال عام 2015م، عوضًا عن الأيام الثقافية التي كان مزمعا إقامتها في مدينة سدني الأسترالية. وأشار الوزراء في توصياتهم إلى ضرورة التزام الوفود الرسمية وممثلي دول مجلس التعاون باستخدام اللغة العربية لغة رسمية في الاجتماعات التي تعقدها الدول الأعضاء مع الدول والمجموعات الأخرى وفي المحافل الدولية، مع استخدمها في المخاطبات والرسائل الرسمية التي تصدرها دول الخليج وبعثاتها، وارسال ترجمة لأي خطاب مرسل إلى لغة الدولة المُرسل إليها. وفي ذلك السياق، تم تكليف سلطنة عمان باستكمال مشروع النظام الأساسي لمركز الترجمة والتعريب، بحيث يشمل الموازنات الخاصة به. ودعا الوزراء إلى الاستفادة من " مجلة المسيرة" التي تصدرها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون في تكثيف تغطية البرامج الثقافية الخليجية التي تقام في دول المجلس وتوزيعها على الدول الأعضاء، وإلى وضع الأنشطة الثقافية على الموقع الإلكتروني للأمانة وتحديثه وفق ما يستجد من معلومات. وتم تكليف دولة قطر بعمل النظام الأساسي لمعرض الفنون التشكيلية الدائم لدول الخليج، ووافقوا على إقامة فعالية ثقافية مصاحبة لاجتماعات المجلس الأعلى لدول الخليج العربية، كتقديم مسرحيات، وإصدارات، ومعارض فنون شعبية. وعن التعاون الخليجي العالمي، وافق وزراء الثقافة في دول الخليج على توصيات اللجنة الثقافية العامة بشأن مشروعات التعاون مع الأردن والمغرب، وتعزيز التعاون الثقافي المشترك مع رابطة الآسيان، والاتحاد الأوروبي، وروسيا الاتحادية، وبريطانيا، وتركيا، والصين. وقد عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، اجتماعهم العشرين ، برئاسة معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت . وألقى رئيس الجلسة معالي الشيخ سلمان صباح السالم الصباح كلمة في مستهل أعمال اجتماع وزراء الثقافة ، أشار فيها إلى أن هذا الاجتماع يأتي استكمالا لإنجازات كبيرة تحققت خلال سنوات من العمل الخليجي المشترك في مختلف المجالات ومنها المجال الثقافي، مبينا أن طريق العمل الثقافي لايزال طويلاً لإنجاز المشاريع المبتغاة من أجل مستقبل حافل بالاستقرار والتنمية الشاملة تحظى فيه شعوب الخليج بنصيبها اللائق من الفكر المستنير والرؤية الواعية. وقال معاليه : في ظل تسارع الأحداث والتطورات المتلاحقة التي تحيط بدولنا وشعوبنا على المستويين الإقليمي والدولي سياسيا وأمنيا وفكريا أيضا ، صار يتعين علينا جميعاً أكثر من أي وقت مضى المسارعة إلى تطوير مشاريعنا الثقافية ، وإحداث أدوات متطورة تحفظ هويتنا الخليجية العربية ، وتصون استقرار دولنا وشعوبنا، من خلال تشجيع قيم التسامح والوسطية ، وإشاعة ثقافة المحبة والسلام في ربوع مجتمعاتنا، ومقاومة ما يمكن أن يغزو مجتمعاتنا من تعصب فكري أو تطرف مذهبي. وبين أن المجتمع الخليجي بحاجة حقيقية وماسة إلى بناء جسور للتعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، من خلال دعم المبادرات الخاصة للأفراد، وتشجيع العمل التطوعي ، مع ضرورة تطوير الآليات الثقافية المرتبطة بقطاع الشباب الذين يمثلون شريحة عريضة من أبناء المنطقة، مفيدًا أن من أهم عوامل الاستقرار الاجتماعي إشاعة ثقافة تقوم على التصالح والإيمان بأن اختلاف الآراء هو إثراء للمجتمع وتعزيز لقدراته، دون الإخلال بمصلحة الوطن والمواطن. بعد ذلك ألقى معالي الدكتور عبداللطيف الزياني، كلمة قال فيها إن انعقاد هذا الاجتماع يأتي في ظل ظروف سياسية وأمنية معقدة وحساسة، وتحديات جسيمة تواجه المنطقة عموما وتهدد مستقبل أجيالنا ومكتسباتنا وما حققته جهود التنمية عبر عقود من الزمن من إنجازات بارزة في مختلف المجالات التنموية. وأضاف معاليه " في ظل ما تشهده المنطقة من اضطراب سياسي وصراعات دموية نمت ونشّطت حركات إرهابية متطرفة، وانتشر فكر طائفي بغيض ، وعلا صوت التكفير والكراهية بصورة لاتعكس حقيقة مجتمعاتنا ولاتعبر عن هويتنا الثقافية التي تستمد قيمها ومبادئها من حضارتنا العربية الإسلامية التي تدعو الى التآخي والتآلف، وتحض على التعايش والتراحم، وتهدي إلى طريق الخير والصلاح والرشاد. ولفت معاليه النظر إلى أن أكثر المتأثرين والمستهدفين من هذا الفكر الضال ، البعيد كل البعد عن واقعنا والغريب عن مجتمعاتنا، هم شبابنا عماد المستقبل الذي نتطلع إليه، وأملنا الذي ننتظر منه الكثير في مسيرتنا التنموية، مبينا أن قادة الثقافة ومسؤوليها وروادها مطالبون بوقفة جادة للنظر بعمق في هذه الظاهرة ، وتدارس أسبابها ودوافعها والجهات التي تقف وراءها، واقتراح الرؤى والأفكار والحلول المناسبة لمواجهة هذا الفكر المرفوض حماية للأجيال من آثاره المدمرة .